'شقف الدنيا' ينكأ جراح المهاجرين غير الشرعيين في تونس

أغنية مصورة جديدة للفنان التونسي نور شيبة مستوحاة من قصة حقيقية تصور معاناة العائلات من هجرة الأبناء السرية في 'قوارب الموت'.

تونس - أصدر الفنان التونسي ونجم الأغنية التونسية نور شيبة أغنية جديدة بعنوان "شقف الدنيا" تتناول الهجرة غير الشرعية وتسلط الضوء على "قوارب الموت".
ويروي العمل قصة حقيقية لشباب تونسي ترك عائلته ليرمي بنفسه في "قارب الموت" عبر تجربة الهجرة السرية.
وقد اخرج العمل الغنائي المخرج يانيس طلال وهو من بطولة وحيدة الدريدي الممثلة التونسية المشهورة وبطلة المسلسل الرمضاني التونسي الأشهر في تاريخ الدراما التونسية "أولاد مفيدة" والممثل المعروف بحصوله على جوائز عديدة في المسرح والتلفزيون الشاذلي العرفاوي والذي تألق في المسلسل الرمضاني "النوبة" في جزئيه الأول والثاني.
واستفادة المغني الشاب نور شيبة من تجربته المسرحية السابقة لتقديم دور المهاجر غير الشرعي او ما يطلق عليه باللهجة التونسية "الحارق".
وقال نور شبية في تصريحات صحافية أنه قرر تسجيل الأغنية التي تشبه الفيلم السينمائي القصير لأنه عايش القصة الحقيقية عن قرب والمتمثلة في معاناة عائلة ملكومة من فقدان ابنها وفلذة كبدها في البحر.
ويعد تدهور الأوضاع المعيشية في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها تونس من أبرز الأسباب التي تدفع التونسيين نحو قوارب الموت. 
وتمثل القوارب الصغيرة المخصصة عادة للصيد الوسيلة الأكثر جذبا للراغبين في الهجرة السرية، وهي عادة ما تنطلق من السواحل التونسية القريبة من السواحل الإيطالية مثل سواحل مدن ومحافظات المهدية وقليبية وبنزرت وصفاقس.
وفي العديد من الحالات، تحدث ناجون من الغرق عن إلقاء صاحب المركب بعدد من الشباب في البحر في حال فقدان القارب لتوازنه نتيجة ثقل الحمولة.
وتزايدت وتيرة الهجرة غير النظامية عبر سواحل تونس نحو أوروبا منذ عام 2011، فيما تشدد السلطات الخناق الأمني على منظمي هذه الهجرة.
وتركزت خلال السنوات الأخيرة شبكات منظمة متخصصة في الهجرة السرية.
وتشهد رحلات الهجرة على قوارب صغيرة انطلاقا من السواحل التونسية تحولا نوعيا في تركيبتها بتدفق العائلات والشباب من أصحاب المؤهلات الجامعية على السواحل الإيطالية.
وبعدما كانت ظاهرة الهجرة السرية تقتصر على الشباب المهمش والعاطل عن العمل تسللت بشكل مفزع إلى طلبة الجامعات وتلاميذ المعاهد الثانوية والمدارس الابتدائية وامتدت إلى النساء والعمال وحتى إلى شباب العائلات الميسورة.
 وينشر الكثير من المهاجرين مقاطع فيديو توثق رحلاتهم في البحر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتتضمن في أغلبها شكاوى من البطالة والفقر والتهميش وتدني الخدمات الصحية والاجتماعية في تونس.
ودعت هذه التحولات بالخبراء إلى دق ناقوس الخطر والتحذير من أن دوافع الظاهرة التي كانت تقتصر على البطالة والبحث عن الشغل وتحسين الأوضاع الاجتماعية الشخصية والعائلية، باتت تتغذى من دوافع اجتماعية ونفسية وحتى سياسية تترجمها خيبة الأمل من الحكومات المتعاقبة على البلاد ومن الأحزاب السياسية مما فجر الشعور  باليأس وانسداد الآفاق في تونس.