شمال سوريا منطقة ساخنة مع التصعيد من جميع الأطراف

مقتل ثمانية عناصر من الجيش السوري في اشتباكات مع عناصر داعش في البادية، بالتوازي مع هجمات متبادلة مع فصائل المعارضة في منطقة خفض التصعيد.

دير الزور (سوريا) - تتصاعد الاشتباكات شمال سوريا بين مختلف الأطراف المسيطرة على الأرض، مع استمرار الهجمات المتبادلة بين فصائل المعارضة من منطقة "خفض التصعيد" والجيش السوري الذي دخل في اشتباكات أيضا مع عناصر من تنظيم داعش في البادية الشرقية، بينما استهدف مقاتلو العشائر العربية مواقع لقوات سورية الديمقراطية "قسد" شرق دير الزور.

وذكرت صحيفة "الوطن السورية" المقربة من الحكومة أن تنظيم جبهة النصرة استغل الحالة الجوية الرديئة التي سادت منطقتي حماة وإدلب أمس بشن اعتداءات على نقاط عسكرية بقذائف صاروخية في سهل الغاب وريف إدلب فرد عليها الجيش مستهدفاً مواقعه بنيران مدفعيته الثقيلة في مناطق متفرقة من حماه وادلب.

مقاتلو العشائر العربية يشنون هجوماً بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة استهدف مقار لقوات "قسد" التي تحمل النظام السوري مسؤولية الهجمات التي تتعرض له.

وأوضحت أن مجموعات مما تسمى غرفة عمليات "الفتح المبين" وتنظيم "أنصار التوحيد"، اعتدت الأربعاء بقذائف صاروخية ورشقات رشاشة على نقاط للجيش بمحور المشاريع المائية في سهل الغاب وفي محور الملاجة بريف إدلب الجنوبي، ما استدعى من الجيش الرد بغزارة نارية حققت إصابات مباشرة بأهدافها، وهو ما أسفر عن مقتل العديد من مقاتلي التنظيمين وإصابة آخرين إصابات بالغة، كذلك ذكر المصدر أن مواطناً قتل بانفجار لغم من مخلفات المجموعات الإرهابية أثناء حرثه أرضاً زراعية في قرية المغير بريف حماة الغربي.

وفي البادية الشرقية، خاضت وحدات من الجيش اشتباكات ضارية مع خلايا من تنظيم داعش، في بادية سلمية الشرقية، وبيَّنَ مصدر ميداني أن الاشتباكات التي دارت مع الدواعش ليل الثلاثاء أسفرت عن مقتل العديد من الدواعش، ولقي ثمانية عناصر من الجيش السوري حتفهم وإصابة أربعة آخرين.

وأوضح المصدر أن وحدات الجيش كثفت عملياتها البرية بتمشيط قطاعات البادية من خلايا التنظيم، في حين أغار الطيران الحربي السوري والروسي المشترك، على مواقع للدواعش في منطقتي السخنة وتدمر ببادية حمص الشرقية وفي بادية دير الزور الغربية.

وبالتزامن شن مقاتلو العشائر العربية الأربعاء هجوماً بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة استهدف مقار لـ"قسد" على بريف دير الزور الغربي وفق ما ذكرت المصادر الإعلامية المعارضة. كما اشتبك الجانبان في قرية ذيبان بريف دير الزور الشرقي.

وقالت "قسد" في بيان نشره مركزها الإعلامي الأربعاء إنها أفشلت محاولة تسلل لمجموعة من “المرتزقة المدعومين من الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري” في إشارة إلى مقاتلي العشائر باتجاه بلدات ذيبان، والكشمة، والشعفة، عبر نهر الفرات. وأضافت أنها تمكنت من إجبار المجموعة على الانسحاب إلى الضفة الغربية لنهر الفرات حيث يسيطر النظام السوري، بعد أن أوقعت عددًا منهم بين قتلى وجرحى.

ومنذ بداية التوتر الأمني في محافظة دير الزور والمواجهات التي شهدتها المنطقة بين "قسد" ومقاتلين من عشائر المنطقة، حمّلت القوات المدعومة من واشنطن، النظام السوري مسؤولية الهجمات التي تعرضت لها قواتها في المنطقة.

في المقابل أدخلت القوات الأميركية رتلين من التعزيزات العسكرية واللوجستية إلى قواعدها في ريفي الحسكة ودير الزور، وذلك بالتزامن مع إخراج صهاريج من النفط السوري باتجاه الأراضي العراقية.

وذكرت مواقع محلية في ريف اليعربية أقصى شمال شرق الحسكة أن رتلاً أميركياً يضم نحو 55 آلية بينها عربات محملة بصناديق خشبية وشاحنات مغطاة وبرادات دخل صباح الأربعاء واتجه إلى القاعدة الأميركية في خراب الجير لتجميعها، ومن المرجّح أن يتوزع الرتل بين القواعد الأميركية والمراكز المنتشرة في أرياف الحسكة ودير الزور.

وفي الوقت نفسه أخرجت القوات الأميركية رتلاً من الصهاريج المخصصة لنقل النفط الخام، وتضمن الرتل 65 صهريجاً خرج من الأراضي السورية إلى العراق عبر معبر المحمودية غير الشرعي بريف اليعربية.

كما استقدم الجيش الأميركي مساء الثلاثاء قافلة تضم 43 شاحنة تحمل معدات لوجستية ومواد بناء ومعدات طبية وصلت إلى القاعدة الأميركية في حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي.