شيرين عبادي تستنفر العالم لاضعاف حكام ايران

المحامية الإيرانية تناشد العالم في ذكرى الثورة فرض اجراءات جديدة للضغط على حكام طهران وتشير إلى أن العقوبات الإقتصادية تضر الشعب وتفيد المقربين من النظام.
العقوبات الإقتصادية تمنح المقربين من النظام أموالا قذرة
إيران تعدم تجارا بتهم تخريب الإقتصاد
محامية حقوق الإنسان تطالب بفرض قيود على استخدام الأقمار الصناعية لمنع البرامج الدعائية
حكومة طهران تقود أكبر حملة ضد متظاهرين منذ احتجاجات 2009
"90 بالمئة من أبناء الشعب لم يعد لديهم رغبة في النظام"

طهران - قالت المحامية الإيرانية شيرين عبادي الحائزة على جائزة نوبل للسلام إن أول شكوك انتابتها تجاه الثورة الإسلامية عام 1979 عند إعدام أعضاء في نظام الشاه السابق على سقف مدرسة كانت مقر إقامة آية الله الخميني.
وصعدت عبادي كواحدة من أبرز منتقدي القيادة الإيرانية الدينية وذلك بعد 40 عاما من عودة الخميني من المنفى في باريس على متن رحلة خاصة تابعة لشركة إير فرانس لتستقبله حشود متحمسة في أول فبراير شباط 1979.
وقالت عبادي محامية حقوق الإنسان والقاضية السابقة التي تعيش في المنفى ببريطانيا منذ عام 2009، إن العقوبات الأميركية الهادفة  لتقويض الحكومة  الدينية لم تضر سوى الشعب الإيراني الذي يواجه الصعاب.
وأضافت "العقوبات الاقتصادية لا تفيد الشعب إنها تصيبه بالفقر لكن المقربين من النظام يستفيدون من العقوبات الإقتصادية لأنها تمنحهم فرصة كسب أموال قذرة لذلك فهي مفيدة لهم".
ولم يتسن الوصول لمسؤولين إيرانيين للتعليق وتقول إيران إنها تزيد جهود مكافحة الفساد، وحاكم القضاء الذي يشرف عليه المحافظون عددا من التجار وأعدم بعضهم في السنوات الأخيرة بتهمة "تعطيل وتخريب الإقتصاد " الذي يواجه عقوبات.
ومن المرجح أن يكون تحدي إيران للعقوبات والضغوط موضوعا رئيسيا في احتفالات الذكرى السنوية الأربعين للثورة التي تصل لذروتها في مسيرة بأنحاء البلاد يوم الاثنين.
لكن ما تتذكره عبادي عن هذه الأيام يختلف عن الرواية  الرسمية فهي تتذكر فوضى الأيام الأولى للثورة التي كان الإيرانيون يتمنون أن تمنحهم مزيدا من الحريات ورفاهية بعد عقود من الديكتاتورية.
وقالت عبادي وهي تتذكر شكوكها المبكرة "للأسف، بدأ ذلك بعد يوم من الثورة، عندما قضوا في جلسة محكمة استغرقت خمس دقائق بالموت على قادة النظام السابق".
وأضافت "ثم أعدموهم جميعا على سقف مدرسة كان يقيم داخلها الخميني".
وانزاحت الغشاوة عن عينيها بدرجة أكبر عندما خرجت عشرات الآلاف من النساء لا يرتدين الحجاب للشوارع في عام 1979 للاحتفال بيوم المرأة العالمي وهاجمهم أنصار الخميني الذي قالوا إنه ينبغي للمرأة أن ترتدي الحجاب في المقار الحكومية، وضربوهن بالعصي والهراوات.
وبعد مرور أربعة عقود، عادت بوادر الاضطراب للظهور وإن كانت أقل نطاقا من عام 1979.

احتجاجات بباريس ضد الرئيس الايراني حسن روحاني في عيد الثورة
ذكرى ثورة تحت الأقدام

دعوات لتكثيف الضغط الغربي
في العام الماضي، باشرت إيران حملة  صارمة على احتجاجات خرجت بسبب تراجع مستوى المعيشة والفساد في أكثر من 80 مدينة وبلدة.
وكانت الاضطرابات أكبر تحد للقيادة الإيرانية منذ احتجاجات 2009 التي تفجرت اعتراضا على انتخابات رئاسية متنازع عليها.ودعا بعض الإيرانيين إلى إسقاط الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي الذي ألقى بدوره باللوم في الاحتجاجات على "أعداء طهران" واستمرت احتجاجات صغيرة متفرقة ضد قضايا مثل تأخير الأجور لكنها لم تكن بحجم احتجاجات العام الماضي.
ويزعم مسؤولون إيرانيون إن الاحتجاجات والانتقادات للجمهورية الإسلامية مدفوعة بقوى خارجية تسعى لتدمير البلاد.
ورغم اعتراضها على العقوبات الاقتصادية القاسية مثل تلك التي تفرضها واشنطن، إلا أن عبادي تعتقد أن ضغطا دوليا كافيا من نوع آخر قد يمكن الغرب من إبعاد المؤسسة الدينية الإيرانية عن السلطة.

ينبغي للعالم أن يقوم بإجراءات تضعف الحكومة الإيرانية

وقالت عبادي "في رأيي هذا محتمل جدا لأنه في بداية الثورة، كان 90 بالمئة من الشعب الإيراني يريدون هذا النظام والآن، إن نظمت استفتاء آخر عبر انتخابات حرة فإنك سترى أن 90 بالمئة من أبناء الشعب لم يعد لديهم رغبة في النظام".
وقالت عبادي الفائزة بجائزة نوبل للسلام عام 2003، إنه لكي يتحقق ذلك "ينبغي للعالم أن يقوم بإجراءات تضعف الحكومة الإيرانية".
وساقت عبادي مثالا لذلك وهو فرض قيود على استخدام الأقمار الصناعية مشيرة إلى أن إجراء كهذا سيمنعها من بث برامج تلفزيونية دعائية بلغات غير الفارسية.
ولا تخطط عبادي للعودة لبلادها في الوقت الراهن لكنها عبرت عن أملها في العودة يوما ما قائلة "عندما تسمح الظروف لشخص مثلي كمحامية لحقوق الإنسان وقانونية للعمل هناك".