صادرات النفط السعودية تنخفض إلى أدنى مستوياتها منذ ثلاث سنوات
الرياض - تراجعت إيرادات السعودية من صادرات النفط إلى أدنى مستوى لها منذ ثلاث سنوات، بسبب انخفاض الأسعار وقرار المملكة كبح الإنتاج، وفق ما ذكر تقرير لوكالة بلومبرغ الأميركية.
وانخفضت مبيعات شحنات النفط الخام والمنتجات المكررة إلى 17.7 مليار دولار في يونيو/حزيران، وفقًا لهيئة الإحصاء الرئيسية في البلاد. وهذا يمثل انخفاضًا بأكثر من 9 بالمئة على أساس سنوي وحوالي 12 بالمئة عن شهر مايو/أيار.
ووفقا للوكالة، تظل عائدات النفط مصدرا أساسيا للدخل بالنسبة السعودية، التي تتزعم فعليا منظمة أوبك وتعتبر أكبر مصدر للنفط الخام في العالم. وتدعم هذه الأموال حملة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتحويل الاقتصاد باستثمارات ضخمة في كل شيء من المركبات الكهربائية إلى أشباه الموصلات وكرة القدم.
لكن مخططات الأمير محمد بن سلمان كما ذكرت الوكالة واجهت تراجعًا بسبب انخفاض تدفقات البترودولار منذ عام 2022.
ويتداول خام برنت الآن عند حوالي 76 دولارًا، بانخفاض 6.2 بالمئة هذا العام، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى المخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي في الولايات المتحدة والصين، بحسب الوكالة.
واضطرت المملكة إلى تقليص أو تأخير بعض أكبر مشاريعها، بما في ذلك مدينة "نيوم"، خاصة بعدما فشلت في رفع الأسعار باستراتيجيتها المتمثلة في خفض الإنتاج.
وبحسب الوكالة، من المفترض أن تبدأ أوبك بلس، التي تضم أعضاء منظمة الدول المصدرة للبترول وآخرين مثل روسيا، في زيادة الإنتاج في الربع الرابع. وتقول شركة "بي.بي" إن المجموعة ستكون "متوترة" بشأن هذه الخطة بسبب الضغوط التي لا تزال تواجه الأسعار.
وأعلنت شركة أرامكو السعودية في السادس من أغسطس/آب الجاري، تراجع أرباح الربع الثاني للعام الجاري بنسبة 3.4 بالمئة، على خلفية انخفاض الكميات المباعة من النفط الخام، وضعف هوامش أرباح أعمال التكرير.
وقالت المجموعة العملاقة، خامس أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية، والمملوكة بشكل كبير للدولة التي تعد أكبر مصدّر للنفط بالعالم، في بيان على موقع البورصة السعودية "تداول"، إن "صافي الدخل بلغ 109.01 مليار ريال سعودي (29.07 مليار دولار) للربع الثاني من عام 2024، مقارنة مع 112.81 مليار ريال للربع ذاته من عام 2023".
وأشارت إلى أن ذلك بسبب "تأثير انخفاض الكميات المباعة من النفط الخام وضعف هوامش أرباح أعمال التكرير".
وجاء ذلك بعدما تراجع صافي أرباح الشركة في الربع الأول من العام الحالي بنسبة 14.5 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وأفادت شركة "جدوى" للاستثمار ومقرها الرياض الأسبوع الماضي بأن متوسط الإنتاج بلغ 8.8 مليون برميل يوميا في يونيو/حزيران.
ويعود ذلك إلى سلسلة من قرارات خفض الإنتاج بدأت في أكتوبر/تشرين الأول 2022 عندما أعلن تحالف "أوبك بلس" للدول المصدرة للنفط بقيادة السعودية وروسيا، خفض الإنتاج بمقدار نحو مليوني برميل يوميا في محاولة لدعم الأسعار.
إضافة إلى ذلك، أعلنت الرياض في أبريل/نيسان 2023 خفضا مقداره 500 ألف برميل يوميا في إطار تحرك مشترك مع تحالف "أوبك بلس" لخفض الإمدادات بأكثر من مليون برميل يوميا.
ويمثل النفط 40 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للسعودية، التي شهدت انخفاضا حادا في الأنشطة النفطية. من 6.1 بالمئة في الربع الرابع من عام 2022 إلى 16.4 بالمئة في نفس الربع من عام 2023.