صارت العلاقات 'متينة' بين الأردن وقطر

زيارة امير قطر لعمّان تندرج في سياق مساعي الدوحة لفك عزلتها العربية عبر وعود الاستثمارات وفرص العمل للاردن الذي يعيش أزمة اقتصادية مزمنة.

عمان – اجرى العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الاحد مباحثات مع امير قطر الشيخ تميم بن حمد تناولت العلاقات "المتينة" بين البلدين، وذلك في اعقاب تحسن العلاقات بعد تبادل السفراء العام الماضي.
وتندرج زيارة امير قطر للاردن، وهي ضمن جولة تشمل تونس والجزائر، في اطار مساعي الدوحة الى كسر عزلتها العربية المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات.
في المقابل، يسعى الاردن الى الاستفادة من المنح وفرص العمل التي وعدت بها قطر لتعزيز اقتصاده الذي يعتمد الى حد بعيد على المساعدات والقروض العربية والاجنبية.
وقال الديوان الملكي الاردني الاحد في بيان ان مباحثات الملك وامير قطر "تناولت العلاقات المتينة بين البلدين الشقيقين وسبل توسيع آفاق التعاون بينهما فضلا عن التطورات في المنطقة".
واضاف البيان ان الملك عبدالله والشيخ تميم "أكدا اعتزازهما بالعلاقات الأخوية بين البلدين، والحرص على النهوض بها في مختلف المجالات، خصوصا الاقتصادية منها".
وتأتي الزيارة بعد أكثر من عامين على خفض التمثيل الدبلوماسي للاردن مع الدوحة عقب قطع السعودية والامارات ومصر والبحرين علاقاتها معها في حزيران/يونيو 2017. كما قررت عمان انذاك سحب ترخيص مكاتب قناة "الجزيرة" القطرية الفضائية.
وبحسب مشاهد بثها التلفزيون، حطت طائرة أمير قطر في مطار الملكة علياء الدولي (30 كلم جنوب عمان) عصرا حيث كان على رأس المستقبلين العاهل الاردني.
والزيارة هي الثالثة لأمير قطر إلى الأردن منذ توليه الحكم في منتصف 2013. وكانت الأولى في 30 آذار/مارس عام 2014، فيما تعود الثانية الى 29 آذار/مارس 2017 حين ترأس وفد بلاده الى القمة العربية الـ28 التي عقدت على شواطىء البحر الميت (50 كلم غرب عمان).
وزار العاهل الاردني قطر ثلاث مرات خلال الاعوام 2011 و2012 و2013.
وأعلنت قطر في 13 تموز/يوليو من عام 2018 تخصيص عشرة آلاف وظيفة للاردنيين للعمل على أراضيها، وتعهدت استثمار 500 مليون دولار في مشاريع في الاردن، وذلك بعد يومين من إعلان السعودية والإمارات والكويت تقديم مساعدات بقيمة 2,5 مليار دولار للمملكة التي تمر بأزمة اقتصادية حادة.
وتأثر الاقتصاد بشدة جراء النزاعين في العراق وسوريا وبات الدين العام يتجاوز الـ40 مليار دولار.
وتؤوي المملكة نحو 650 الف لاجئ سوري فروا من الحرب في بلدهم منذ اذار/مارس 2011، يضاف اليهم، بحسب الحكومة، نحو 700 الف سوري دخلوا الاردن قبل اندلاع النزاع. وتقول عمان ان الكلفة التي تتحملها نتيجة الازمة السورية تجاوزت عشرة مليارات دولار.
ويعمل نحو 60 ألف أردني في قطر في مجالات عدة خصوصا التعليم. ويبلغ حجم الاستثمارات القطرية في الأردن نحو ملياري دولار خصوصا في مجال الطاقة.