صبر الليبيين بدأ ينفد من التدخل التركي القطري

عدد من المحتجين يطالبون الجيش بالتصدي للدعم التركي والقطري لصالح المجموعات المسلحة والاخوانية في طرابلس.

طرابلس - تظاهر عدد من الليبيين في مدينة بنغازي ثاني اكبر المدن الليبية والتي تقع في الشرق الاحد ضد التدخل التركي القطري في الشؤون الداخلية.

ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بإيقاف الأنشطة التركية والقطرية المهددة للاستقرار في ليبيا وذلك عبر دعم الميليشيات في طرابلس سواء بالسلاح او المقاتلين.

ونشرت صفحة بنغازي من قلب الواقع على حسابها في الفايسبوك صورا للاحتجاجات المطالبة بالتصدي للميليشيات الاخوانية المدعومة من الخارج.

وتدعم تركيا حكومة الوفاق في مواجهة قوات الجيش الليبي التي تحاول فرض سيطرتها على طرابلس وتحريرها من الميليشيات في وقت اتهم فيه المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي احمد المسماري انقرة بخرق قرار حظر السلاح علي ليبيا.

واحتجزت قوات حفتر ستة بحارة أتراك قبل اسبوعين بعدما حمّل المشير أنقرة مسؤولية دعم الميليشيات بالسلاح والعتاد وذلك على خلفية سيطرة حكومة الوفاق على مدينة غريان الاستراتيجية.

والتدخل التركي الذي سبق وأن حذّر منه الجيش الليبي أجج الصراع وأبعد طرفي الأزمة عن الحل السياسي.

وألقت تركيا بثقلها في دعم حكومة الوفاق الوطني في مواجهة هجوم تشنه القوات الليبية لتطهير طرابلس من الإرهاب منذ ابريل/نيسان.

وتدعم أنقرة جماعات الإسلام السياسي ومن ضمنها إخوان ليبيا المناوئين للجيش الوطني الليبي والرافضين لحلّ سياسي توافقي ينهي حالة الانقسام ويوحد مؤسسات الدولة التي تمزقها الصراعات منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011.

وتشكل الأزمة في ليبيا منفذا مهما بالنسبة للتمدد التركي في افريقيا حيث تسعى من خلال الدعم الذي توفره لقوات حكومة الوفاق وللميليشيات المتطرفة لتعزيز وجودها في الساحة الليبية.

وقدمت أنقرة للسلطة في طرابلس المدعومة من ميليشيات مسلحة، طائرات مسيرة وشاحنات في خرق واضح للقرارات الأمم المتحدة التي تحظر السلاح عن ليبيا.

ورغم الحظر الدولي استمرت تركيا في تزويد الجماعات المسلحة وحكومة الوفاق بالمال والسلاح، الأمر الذي يؤجج التوتر بين فرقاء الساحة الليبية وفي دعم من شأنه تقوية الجماعات المتطرفة.

وكانت قيادة الجيش الوطني الليبي قد أعلنت في حزيران/يونيو حظرا على الرحلات الجوية التجارية من ليبيا إلى تركيا، محذرة من أن أي طائرة أو سفينة تركية تحاول الهبوط أو الرسو في طرابلس سيتم التعامل معها على أنها معادية. وقالت أيضا إن الجيش الوطني الليبي سيهاجم أي وجود عسكري تركي.

وأصدرت قيادة الجيش الليبي أوامرها باستهداف السفن والقوارب التركية داخل المياه الليبية وضرب كافة الأهداف الإستراتيجية التركية في ليبيا.

وكان رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح قد أكد في حزيران/يونيو ان سبب الفشل في تسوية الأزمة الليبية هو التدخل الخارجي، مشيرا في الوقت ذاته إلى أطراف خارجية تدعم الإخوان.

وكانت قوات الجيش الوطني الليبي بدأت منذ الرابع من أبريل/نيسان عملياتها العسكرية للسيطرة على طرابلس التي تضم مقرّ حكومة الوفاق المعترف بها من قبل الأمم المتحدة. وتسبّبت المعارك في نزوح أكثر من 100 ألف شخص أيضا.