صدمة محلية وعربية من ربط بنكيران زلزال الحوز بـ'الذنوب' السياسية

تعليقات الناشطين المغاربة والعرب على الشبكات الاجتماعية تراوحت بين الإدانة والاستنكار والسخرية من تصريحات رئيس الحكومة الأسبق التي تستغل كارثة إنسانية للانتقام من الخصوم السياسيين.

الرباط - عبر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن صدمتهم من البيان الذي نشره حزب العدالة والتنمية ويعبر فيه عن موقفه من الكارثة التي حصدت أرواح حوالي ثلاثة آلاف شخص، معتبرا أنها مرتبطة بالذنوب والمعاصي، وذلك بعد أكثر من أسبوعين على زلزال الحوز.

وقال البيان الذي يحمل توقيع عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة الأسبق، "علينا أن ننتبه إلى أن من معاني "الرجوع إلى الله" ما يفيد أننا مبتعدون عنه في أمور معينة، وعليه وجب أن نرجع إلى الله سبحانه وتعالى كي يضمد جراحنا ويعوضنا عن مصيبتنا خيرا، ولكن يجب أن نراجع كذلك كي نرجع إلى الله لأن كل شيء يصيب الإنسان فيه إنذار، والصواب هو أن نراجع كأمة ونتبين هل الذي وقع قد يكون كذلك بسبب ذنوبنا ومعاصينا ومخالفاتنا ليس فقط بمعناها الفردي ولكن بمعناها العام والسياسي".

واعتبر المغاربة أنه بعد أن كان يقود الحكومة المغربية قبل سنتين فقط، وبعد عشر سنوات متتالية من قيادته للعمل الحكومة، وخسارته المدوية في الانتخابات العامة لسنة 2021 والتي سهلت رجوع أمينه العام العام، عبد الإله بن كيران إلى موقع القيادة، دخل حزب العدالة والتنمية مرحلة "غريبة" من تاريخه السياسي، وهي مرحلة بلغت ذروتها الأحد بربط الزلزال الذي وقع بعدة مناطق في وسط المغرب بـ"المعاصي الفردية والسياسية".

واستنكر رواد مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات بنكيران، وتراوحت التعليقات بين الإدانة والاستنكار لهذه التصريحات التي تستغل كارثة إنسانية للانتقام من الخصوم السياسيين، فيما سخر آخرون من السطحية التي يتكلم بها رئيس حزب العدالة والتنمية.

واعتبر ناشط أن من العدالة أن يصيب الزلزال رئيس حزب العدالة:

وسخر مدون:

ووصلت موجة الاستنكار إلى خارج حدود المغرب، حيث اعتبر ناشط عراقي أن تصريحات رئيس الوزراء السابق تشير إلى مزايدة ولعبة سياسية ليست نظيفة.

وجاء في تعليق:

كما تفاعل ناشطون مع إعلان القيادي السابق في الحزب، عبد القادرة عمارة، تقديم استقالته، بسبب الاساءة التي يحملها بيان الحزب وذلك رغم أنه يعتبر أحد المقربين السابقين من ابن كيران.

وكتب آخر:

وبإعلان اعمارة، الوزير السابق لاستقالته مباشرة بعد صدور بيان الأمانة العامة للحزب، ينسحب أحد أعمدة تسيير الشأن الحكومي من الحزب الذي ترأس الحكومة لعشر سنوات.

ويقول متابعون أن اعمارة تبع خطوات عزيز الرباح وغيره الكثيرين، والذي تبع انسحابه من الحزب بتأسيس حركة سياسية، يعلن فيها مواقفه التي عمد الأمين العام الحالي للحزب عبد الإله بنكيران إلى قمعها.

وأضافوا أن الحزب لم يستسغ عدم قدرته على “الركوب” على مآسي المتضررين من الزلزال من بوابة العمل الجمعوي، بعد الهبة الوطنية منقطعة النظير التي عرفتها المملكة، ووقوف السلطات سدا منيعا أمام أي استغلال لمنكوبي الزلزال، فذهب إلى التصويب السياسي باتجاه خصومه.

وانتقد بنكيران صندوق تنمية المناطق القروية والجبلية، والذي رُصدت له ميزانية كبيرة تفوق 54 مليار درهم، وعن أثرها على واقع مساكن هذه المناطق وبنيتها التحتية ومعيشها اليومي.

واستحضر "ما وقع من نزاع بين وزيري الداخلية والفلاحة سنة 2016، حول الإشراف على هذا الصندوق"، متسائلا عن "الإنجازات الحقيقية لهذا الصندوق"، مؤكدا أنها "أسئلة مطروحة على الجميع، بما فيها على حزبه وتحتاج إلى التوضيح والبيان واستخلاص الدروس للمستقبل".

وانتقد ما أسماه "غياب حكومة ومجلس النواب ومجلس المستشارين والجماعات الترابية وعجزها عن القيام بواجبها، وذلك لكونها مؤثثة على العموم بكائنات لا تمثل الإرادة الشعبية، ولا علاقة لها بالعمل السياسي النبيل والمسؤول، وعاجزة كليا عن التواصل المباشر والمسؤول مع المواطنين".

كما هاجم بعض "الأصوات الإعلامية المغرضة التي لا تتوقف عن مهاجمة الحزب وتحميله المسؤولية عن كل ما وقع ويقع". قائلا أن "الحزب قام بواجبه بشرف ومسؤولية في إطار الصلاحيات المخولة له وبالرغم من كل الإكراهات المعروفة".