'صدى جدار الصمت' يفتتح القاهرة للمسرح التجريبي
القاهرة - أعطى العرض الاستعراضي "صدى جدار الصمت" لفرقة الرقص المسرحي الحديث من إخراج وليد عوني، الأحد، من على المسرح الكبير لدار الأوبرا المصرية شارة انطلاق فعاليات الدورة الحادية والثلاثين لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي (دورة الدكتور علاء عبدالعزيز).
ويتناول العرض وهو إنتاج مشترك بين وزارة الثقافة ممثلة في دار الأوبرا وبين المهرجان برئاسة الكاتب والأكاديمي سامح مهران، في 40 دقيقة معاناة سكان الأراضي الفلسطينية بسبب الجدار العازل الذي أقامته إسرائيل من خلال لوحات تعبيرية شكل فيها الديكور وتسجيلات الفيديو مع مقتطفات من أغاني الفنانة اللبنانية فيروز أدوات السرد الرئيسية.
وتوافد نجوم المسرح من الدول الأجنبية والعربية على السجادة الحمراء بحفل افتتاح المهرجان الذي تنظمه وزارة الثقافة، وكان من بين أبرز الحضور الكاتب إسماعيل عبدالله رئيس الهيئة العربية للمسرح، والكاتب والفنان غنام غنام الهيئة العربية للمسرح، وعبدالإله السناني رئيس مهرجان الرياض للمسرح، وجبار جودي نقيب الفنانين العراقيين، ومنير العرجي رئيس مهرجان قرطاج.
وقال وزير الثقافة أحمد فؤاد هنو "نلتقي اليوم من قلب القاهرة النابض بالحياة حيث يعود مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي ليضيء سماء العاصمة بالإبداع، ويفتح لنا نافذة على عوالم جديدة من الخيال والفن.. وها نحن نحتفي بأكثر من ثلاثة عقود من مهرجان رائد ومتفرد، هو مرآة تعكس روح الإبداع، حيث تتحد الحداثة مع التراث، وتلتقي التجربة بالتقليد، ليولد من هذا الاندماج فن جديد، ولغة مختلفة للتعبير، دعوة للتجربة، ومحاولة لاكتشاف آفاق جديدة في عالم الفن".
وأضاف "في هذه الدورة التي نهديها لمبدع استثنائي من مبدعي المسرح المصري المعاصر الدكتور علاء عبدالعزيز، نلتقي على مدار 11 يومًا من الفعاليات والورش والندوات، وبمشاركة نخبة من القائمين على تطوير الحركة المسرحية في مصر والعالم، لنشهد أحدث التيارات والاتجاهات نبني جسور التواصل بين الثقافات والشعوب المختلفة والفنانين، مما يساهم في إثراء المشهد المسرحي العربي والعالمي".
وكرم المهرجان في الافتتاح 12 شخصية مسرحية عربية وأجنبية من بينها الكاتبة السعودية ملحة عبدالله والممثل العراقي ميمون الخالدي والناقد البحريني يوسف الحمدان والممثل المصري محمود حميدة، إضافة إلى الإماراتي إسماعيل عبدالله الذي اختير "شخصية الدورة" واسم الأكاديمي المصري الراحل علاء عبدالعزيز الذي تحمل الدورة اسمه.
وتتميز الدورة الجديدة للمهرجان بمشاركة نخبة من القائمين على تطوير الحركة المسرحية في مصر والعالم، حيث يسعى المنظمون إلى أن تشكل هذه التظاهرة مناسبة للتفاعل بين مختلف التيارات والاتجاهات في أفق إثراء المشهد المسرحي العربي والعالمي.
ويعرض المهرجان الممتد حتى الحادي عشر من سبتمبر/أيلول الجاري 26 مسرحية من البرازيل وهولندا واليونان وألمانيا وإسبانيا ورومانيا والمجر والهند ولبنان وسوريا والأردن والمغرب وتونس والعراق وسلطنة عمان والسعودية والإمارات والكويت ومصر وفلسطين.
ويحضر المسرح المغربي في فعاليات المهرجان من خلال مسرحية "فطائر التفاح" لفرقة "دوز تمسرح"، وهي من إخراج عبدالجبار خمران وتأليف الكاتب السوداني أمجد أبوالعلا وسينوغرافيا يوسف العرقوبي وكوريغرافيا توفيق إزديو، فيما قام بتشخيص أدوارها رجاء خرماز وزينب الناجم ونور الدين سعدن و زكرياء حدوشي.
وينظم المهرجان بجانب العروض، سبع ورش تدريبية في فنون المسرح وجلسات نقاشية مع متخصصين عرب وأجانب، إضافة إلى سلسلة من الندوات ضمن المحور الفكري الذي يتناول "المسرح وصراعات المركزيات" على مدى خمسة أيام مع إصدار 11 كتيبا بين ترجمات ودراسات ومسرحيات.
وسيعرف المهرجان إصدار أحد عشر عنوانا أكاديميا تتنوع ما بين ترجمات لدراسات وأبحاث علمية في المسرح وعلومه، ونصوص عالمية.
وتتكون لجنة تحكيم الدورة الحالية من الشاعر والسيناريست المصري مدحت العدل رئيسا للجنة، وفي عضويتها كل من النجمة المصرية سلوى محمد علي، الفنان الكيني جون سيبي أوكومو، الفنان اليوناني ساڤاس پاتساليدس، الفنان الاستواني مارت ميوس، الفنان والأكاديمي السعودي د. عبدالاله السناني، الكاتب والروائي الأردني هزاع البراري.
وقال رئيس المهرجان سامح مهران "نحن في الدورة الحادية والثلاثين من عمر هذا المهرجان العريق الذي أصدر حوالي الألف كتاب عن التجريب في المسرح، منذ بداية القرن العشرين، مع الموجه الطليعية الأولى، وصولاً إلى ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، حيث تغير المسرح في معناه وأنساقه تغيرا أطلق عليه البعض 'عكس الاتجاه' وهو ما ميَّز ما بات يعرف بالعروض الفنية ومع ذلك لازال البعض يتساءل عن معنى التجريب".
وأوضح أن "التجريب يرفض هيكلة الوعي للأفراد والجماعات، حتى يمتنع ذلك الوعي عن التوافق مع مسبقات ماضوية عفا عليها الزمن، أي أن التجريب يسعى للانعتاق من الماضي، ومن التبعية للآخرين فلطالما كان المسرح عبر عصوره المختلفة نظاما تهذيبيا يعمل على تشجيع استسلام المتفرج للأوضاع الراهنة حينها، وهو ما أبعده عن الاهتمامات الملحة للحياة اليومية، فأبعده عن الشك، التساؤل، التفاعل مع المتفرجين والتفاوض معهم".
ومهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي أحد أقدم المهرجانات الدولية المتخصصة في إعطاء الفرصة لتقديم العروض المسرحية التجريبية من كل دول العالم، ويقوم المهرجان بتكريم عدد من الشخصيات العالمية المهتمة بفنون المسرح التجريبي، ويمنح الجوائز لأفضل العروض في المجالات المسرحية المختلفة، كما يقام على هامش المهرجان عدد من الندوات المتخصصة في تقنيات وفنون المسرح.