صراع الأجنحة يطيح بقادة كبار في الجيش الجزائري

الرئيس الجزائري يعزل مدير أمن الجيش محمد تيرش وينهي مهام المراقب العام للجيش اللواء بومدين بن عتو الى جانب إقالة ضباط كبار آخرين.
تعيين اللواء عثمان بن ميلود خلفا لتيرش
تغييرات بعد أقل من أسبوع من عزل اللواء شنتوف الحبيب

الجزائر ـ عزل الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة الأربعاء، مدير أمن الجيش محمد تيرش، وعين خلفا له اللواء عثمان بن ميلود، حسب وسائل إعلام محلية.

كما أنهى بوتفليقة، مهام المراقب العام للجيش اللواء بومدين بن عتو، وعين خلفا له اللواء حاجي زرهوني، الذي كان يشغل مدير مركزي للمعتمدية.

وأشارت تقارير، أنه جرى انهاء مهام اللواء دحماني زروق مدير الخدمات الاجتماعية بوزارة الدفاع، وتعيين اللواء مقراني، قائد المقر العام لوزارة الدفاع خلفا له، كما قام بإقالة ضباط كبار آخرين.

وأشار موقع "النهار الجديد"، المقرب من الرئاسة، إلى أن هذه التعيينات تدخل في إطار الحركة الجزئية التي أجراها الرئيس الجزائري في الهيئات المركزية لوزارة الدفاع الوطني.

ولم يورد الموقع الرسمي لوكالة الأنباء الرسمية هذا الخبر إلى غاية الساعة 13:00 ت.غ.

وتأتي هذه التغييرات بعد أقل من أسبوع من عزل كل من اللواء شنتوف الحبيب، من قيادة الناحية العسكري الأولى، واللواء سعيد باي، قائد الناحية العسكرية الثانية.

ومنذ أسابيع أقال بوتفليقة، مدير الأمن الوطني عبدالغني هامل، ومدير الدرك الوطني مناد نوبة، وعدد من مدراء الأمن بالولايات، بالإضافة إلى قضاة وإطارات سامية في الدولة.

وتتوقع التقارير أن يقوم الرئيس بوتفليقة، بإقالة عدد آخر من كبار ضباط الجيش في الأيام المقبلة بناء على اقتراحات من الفريق أحمد قايد صالح، نائب رئيس أركان الجيش، نائب وزير الدفاع الوطني، بينهم الفريق بن علي بن علي، قائد الحرس الجمهوري.

وأنهى بوتفليقة تدخل ونفوذ الجيش في السياسة منذ أن أقال في سبتمبر/ايلول 2015 مدير المخابرات العامة الفريق محمد مدين المعروف باسم الجنرال توفيق والذي كان يعتقد أنه الحاكم الفعلي للجزائر من وراء ستار.

باقتراحات من الفريق أحمد قايد صالح

ويعرف الجنرال توفيق أيضا بأنه صانع الرؤساء في الجزائر وكان يتمتع بنفوذ واسع، لكن قرار إقالته أنهى عقودا من التكهنات السرية والعلنية حول دوره في رسم خارطة المشهد السياسي الجزائري.

وترددت أنباء في السابق عن صراع بين أجنحة السلطة وتفاقمت مع الغموض الذي رافق الوضع الصحي للرئيس الجزائري منذ إصابته بجلطة دماغية في 2013 وإقامته لفترة طويلة في مستشفى عسكري فرنسي وغيابه لاحقا عن الظهور في المناسبات الرسمية على خلاف العادة.

ويتردد بوتفليقة من حين إلى آخر على فرنسا لإجراء فحوص دورية تقول مصادر رسمية إنها روتينية. وما فاقم التكهنات حول الوضع الصحي للرئيس الجزائري حرص الدائرة المقربة منه على إحاطتها بغموض شديد.

وعادة ما تشهد الجزائر تجاذبات حادة في الساحة السياسية بمناسبة الانتخابات وخاصة الاقتراع الرئاسي الذي يعد أهم محطة سياسية في البلاد بحكم الصلاحيات الواسعة لرئيس البلاد.

ودخلت الولاية الرابعة للرئيس بوتفليقة (81 سنة)، عامها الأخير، إذ وصل الحكم في 1999 ومن المرجح أن تنظم انتخابات الرئاسة المقبلة في أبريل/نيسان أو مايو/آيار 2019.

ولم يعلن الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة حتى اليوم موقفه من دعوات لترشحه لولاية خامسة أطلقتها أحزاب الائتلاف الحاكم ومنظمات موالية، في وقت تدعوه أحزاب وشخصيات معارضة إلى التنحي بمناسبة هذه الانتخابات بسبب وضعه الصحي.