صفقة القرن بالتفاصيل الدقيقة بعد الانتخابات الإسرائيلية

مستشار الرئيس الأميركي يؤكد أن الخطة ستكون مفصلة في بعديها السياسي والاقتصادي ويحمل الفلسطينيين مسؤولية اختلاق الازمات مع الاسرائيليين بسبب رفض استلام الضرائب.
الكويت وإندونيسيا والصين يبدون أسفهم لعدم اشراك مزيد من الاعضاء لنقاش خطة السلام
الفلسطينيون يرفضون مناقشة أي مخطط للسلام مع واشنطن منذ اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل
الزعماء العرب يرفضون أي اتفاق لا يتناول وضع القدس أو حق اللاجئين في العودة

واشنطن - أكّد مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جيسون غرينبلات، أنّ خطّة السلام الأميركيّة المستقبليّة للشرق الأوسط ستكون "مفصّلة للغاية"، وذلك خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي الجمعة لم يَكشف خلاله أيّ تفاصيل، بحسب ما أفاد دبلوماسيّون.

وعلى أثر الاجتماع المغلق الذي عقد في مقرّ الأمم المتّحدة، أكّد المندوب الكويتي لدى المنظّمة الدوليّة منصور العتيبي أنّ غرينبلات "لم يُعط تفاصيل"، مضيفًا في المقابل أنّه "كان هناك نقاش من جانبنا حول الخطّة".

وأكّد غرينبلات أنّ خطّة السلام لن يتمّ إعلانها إلا بعد الانتخابات التشريعية الإسرائيلية في 9 نيسان/أبريل وتأليف حكومة جديدة، وهي عملية قد تستغرق أشهرًا عدّة.

وشدّد غرينبلات الذي يعمل على الخطّة مع كلّ من جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي، وديفيد فريدمان السفير الأميركي في إسرائيل، على أنّ هذه الخطّة ستكون مفصّلة في بُعديها السياسي والاقتصادي.

وقال "نعرف تطلّعات الفلسطينيّين والإسرائيليّين، ونحن نعمل في هذا الإطار".

عندما ستصبح رؤيتنا علنيّة، لن نرغب في تنفيذها منفردين، وسيكون هناك دور للأمم المتحدة واللجنة الرباعية

ونقل أحد الدبلوماسيين عن غرينبلات قوله أيضًا إنّه "عندما ستصبح رؤيتنا علنيّة، لن نرغب في تنفيذها منفردين، وسيكون هناك دور للأمم المتحدة واللجنة الرباعية (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة)".

وأبدت دول مثل الكويت وإندونيسيا وحتى الصين، أسفها لعدم وجود مزيد من العناصر لتدعيم النقاش.

وقالت الكويت "تأسفون لأنّ الفلسطينيين يرفضون أن يرونكم، لكنّ القرارات بشأن إعلان القدس عاصمة لإسرائيل وخفض التمويل المتعلّق بهم، لا تُساهم في ذلك".

وقطع الفلسطينيون اتصالاتهم مع البيت الأبيض بعد أن أعلن ترامب في 2017 اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل.

كما ناقش مجلس الأمن، بناء على طلب الكويت وإندونيسيا، قرار إسرائيل اقتطاع جزء من عائدات الضرائب التي يتم تحويلها إلى السلطة الفلسطينية. وجاء هذا القرار الإسرائيلي ردًا على تقديم السلطة مبالغ إلى عائلات الفلسطينيين المسجونين لدى الدولة العبرية بسبب تنفيذهم هجمات ضد مواطنين إسرائيليين.

وقال السفير الكويتي "هذه أموال فلسطينية يجب ألا يقتطعوا منها".

واتهمت الولايات المتحدة الفلسطينيين الجمعة باختلاق أزمة برفضهم أول مبالغ شهرية يتم تحويلها من الضرائب من إسرائيل في 2019 لأنها استقطعت جزءا مخصصا للإعانة المالية لأسر النشطين الفلسطينيين المسجونين في إسرائيل.

ونقل دبلوماسيون بالأمم المتحدة حضروا الاجتماع عن غرينبلات قوله لأعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر "من غير الملائم تماما التركيز على إسرائيل بوصفها سبب الأزمة. إن السلطة الفلسطينية هي التي اختارت اختلاف الأزمة الحالية". وامتنعت بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة عن التعليق على تصريحات غرينبلات . وأدان الفلسطينيون القرار الإسرائيلي بوصفه "قرصنة".

 مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر
كوشنر ركز على مبادرات اقتصادية على حساب اتفاق الارض مقابل السلام

وزار مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر في فبراير/شباط عددا من دول الخليج لحشد الدعم لخطته التي لم يعلن عنها بعد بشأن السلام في الشرق الأوسط والتي تشير بعض تفاصيلها المسربة إلى أنه لم يتحقق تقدم يذكر فيما يتعلق بالوفاء بالمطالب العربية.
وقال مصدران في الخليج إن منهج كوشنر لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لم يحقق تقدما على ما يبدو منذ جولته السابقة في المنطقة في شهر يونيو/حزيران، إذ أنه ركز إلى حد بعيد على مبادرات اقتصادية على حساب اتفاق الأرض مقابل السلام الذي يعد محوريا بالنسبة للموقف العربي الرسمي.
ويرفض الفلسطينيون مناقشة أي مخطط للسلام مع الولايات المتحدة منذ اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب في عام 2017 بالقدس عاصمة لإسرائيل، كما أعلن عدد من الزعماء العرب رفضهم لأي اتفاق لا يتناول وضع القدس أو حق اللاجئين في العودة.
والتقى كوشنر، وهو صهر الرئيس ترامب، بزعماء الإمارات والبحرين وسلطنة عمان وتركيا.
وقال البيت الأبيض إن كوشنر أجرى محادثات مع ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان  تناولت "زيادة التعاون" بين الولايات المتحدة والسعودية وجهود السلام في الشرق الأوسط.
وقال أحد المصادر إن الخطة التي عرضها كوشنر لم تأخذ في الاعتبار على ما يبدو المطالب العربية التي جرى إقرارها سابقا بشأن وضع القدس وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والمستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.