صفقة القرن رهينة نجاح غرينبلات في 'انعاش' نتنياهو

غرينبلات يسعى التشاور مع نتنياهو وغانتس بشكل منفصل في محاولة لمنع انتخابات ثالثة تقضي على الخطة الأميركية للسلام وعلى مستقبل نتنياهو السياسي.

القدس - التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة، مساعد الرئيس الأميركي جيسون غرينبلات، بعد ساعات من تلميح الأخير بإرجاء الكشف عن الشق السياسي من خطة "صفقة القرن" الأميركية، للتوصل إلى تسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، الجمعة، إن غرينبلات، الذي وصل إلى إسرائيل فجر اليوم، "قد يلتقي مع زعيم حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس".

وكان من المقرر أن تكشف الإدارة الأمريكية عن الشق السياسي من "صفقة القرن" التي يرفضها الفلسطينيون بعد الانتخابات الإسرائيلية التي كانت نتنياهو يأمل الفوز بها.

لكن غرينبلات ألمح إلى أن عدم الوضوح السياسي في إسرائيل قد يرجيء نشر الشق السياسي من الخطة، بعد تأجيل سابق آخر إثر الانتخابات الإسرائيلية التي جرت في إبريل/نيسان الماضي.

وقال غرينبلات لمجلة "هامودياع" اليهودية الصادرة في الولايات المتحدة، الخميس "لقد قررنا عدم الكشف عن الخطة قبل الانتخابات، لكننا سنقرر متى وإذا ما كنا سنقوم بذلك خلال مشاورات تشكيل الحكومة أو الانتظار إلى ما بعد تشكيل الحكومة، من السابق لأوانه أن نقول".

وأضاف "كيف ستؤثر الانتخابات على الخطة؟. خطتنا مختلفة عن الخطط التي تحدث عنها الناس لسنوات طويلة. نعتقد أننا استمعنا بشكل جيد إلى الإسرائيليين والفلسطينيين والمنطقة وحتى كل خبير".
ولم يكشف غرينبلات عن تفاصيل الخطة، لكن تراجع نتنياهو عن تمسكه بتشكيل حكومة يمينية واحدة بقيادته، بعد نتائج الانتخابات المتقاربة جدا مع تحالف "أزرق أبيض" بقيادة بيني غانتس، تكشف سعي حزب الليكود إلى تمرير الصفقة بأي ثمن.

وأعلن نتنياهو أنه مستعد للعمل على حكومة وحدة مع غانتس في موقف يؤكد تمسكه بتنفيذ الصفقة الأميركية بعد فشله في الحصول على أغلبية في الانتخابات رغم استماتته في استمالة الناخبين من خلال وعود بضم عدة مستوطنات في الضفة الغربية إلى السيادة الإسرائيلية.

وأمس الخميس، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن غرينبلات يريد التشاور مع نتنياهو وغانتس بشكل منفصل حول موعد نشر الخطة والتي يبدو إنها أيضا محاولة من واشنطن لمنع انتخابات ثالثة أيضا للاتفاق بين "أزرق أبيض" والليكود.

من جهته قال غانتس إنه لا يرفض إقامة حكومة وحدة إسرائيلية واسعة، لكن برئاسته هو فقط، وهو ما يعد رفضا لدعوة نتنياهو بأن يكونا الاثنين شريكين في الأمر.

ويتخوف نتنياهو الذي يسعى للحفاظ على وجوده في دائرة القرار، من التوجه لانتخابات ثالثة في حال رفض غانتس رسميا تشكيل حكومة وحدة مع الليكود، وهو ما يهدد مستقبله السياسي ومستقبل الخطة الأميركية للسلام، علاوة على تحصين نفسه ضد احتمالات سجنه، في ظل قضايا الفساد التي تحاصره أمام القضاء.

واستقال غرينبلات من منصبه مطلع الشهر الجاري، لكنه أشار إلى أنه باق في البيت الأبيض لعدة أسابيع أخرى.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس والفصائل الفلسطينية أعلنوا رفض للخطة الأميركية بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنها ستسقط موضوع القدس عن طاولة البحث.