صواريخ اس 300 الروسية للتستر على أنشطة طهران ودمشق

قائد القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط ينتقد تسليم روسيا منظومة صواريخ اس 300 لدمشق محاولة لحماية أنشطة إيران والنظام السوري، في تصريحات انتقدتها موسكو، مؤكدة أن من حق سوريا الدفاع عن نفسها.

الصواريخ الروسية لسوريا تفاقم التوتر بين واشنطن وموسكو
إسرائيل تدربت على مواجهة أنظمة إس-300 الروسية
إسرائيل ستواصل حملتها ضد إيران في سوريا

واشنطن - انتقد جنرال أميركي بارز اليوم الخميس نشر روسيا منظومة صواريخ إس-300 أرض-جو في سوريا وقال إنه تصعيد لا ضرورة له ورد غير محسوب على إسقاط طائرة عسكرية روسية في سوريا الشهر الماضي، فيما أكدت روسيا ردا على تلك الانتقادات أن من حق دمشق الدفاع عن نفسها.

وقال الجنرال جوزيف فوتيل الذي يشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط، إن موسكو تسعى من عملية النشر فيما يبدو إلى المساعدة في حماية "أنشطة شائنة" تقوم بها القوات الإيرانية والسورية في البلاد.

وأمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتوجيه ضربات جوية لسوريا مرتين منذ توليه السلطة العام الماضي ردا على ما قال إنه استخدام دمشق لأسلحة كيماوية في الحرب الأهلية الدائرة هناك.

وبررت إسرائيل شنها غارات جوية على سوريا بالقول إنها ضرورية لإحباط عمليات انتشار ونقل أسلحة من إيران أو حزب الله المواليين لدمشق.

وقال فوتيل للصحفيين في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن نشر إس-300 "يستهدف فيما يبدو التستر على أنشطة النظامين الإيراني والسوري الشائنة في سوريا. لذلك ومجددا أعتقد أن ذلك تصعيد لا ضرورة له".

وقالت موسكو يوم الثلاثاء إنها سلمت أنظمة إس-300 لسوريا بعد اتهامها لإسرائيل بأنها تسببت بشكل غير مباشر في إسقاط طائرة تجسس روسية في سوريا في سبتمبر/أيلول خلال إطلاق القوات السورية النار صوب مقاتلات إسرائيلية نفذت هجوما عليها.

وذكرت رويترز في 2015 أن إسرائيل تدربت على مواجهة أنظمة إس-300 الروسية في اليونان. كما تعزز الولايات المتحدة تعاونها العسكري مع أثينا العضو بحلف شمال الأطلسي. واستضافت اليونان الشهر الماضي الجنرال الأميركي جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة.

واعترف وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز العضو بمجلس الوزراء الأمني المصغر، بأن نشر أنظمة إس-300 "إشكالية بالنسبة لنا".

وقال لراديو الجيش الإسرائيلي "قد تكون إشكالية للأميركيين أيضا. هذا نظام يجعل الأمور أصعب بكل تأكيد بالنسبة لنا ويتطلب التوصل إلى حلول".

لكن شتاينتز أشار إلى أن التكنولوجيا الخاصة بمنظومة إس-300 تعود لعقود مضت، إذ تعتمد على أنظمة طورت في سبعينات القرن الماضي.

وقال إن إسرائيل ستواصل حملتها ضد إيران في سوريا وستتغلب على التحديات التي تشكلها منظومة إس-300.

وقال فوتيل إن الجيش الأميركي على دراية بقدرات إس-300 ولم يشر إلى أن نشرها سيوقف أي أنشطة عسكرية أميركية في سوريا التي تقاتل فيها القوات الأميركية تنظيم الدولة الإسلامية.

وأشار فوتيل إلى أن دول المنطقة لديها أسبابا وجيهة تدعوها للقلق من أنشطة إيران في سوريا، مضيفا "نعتقد أنهم ينقلون قدرات فتاكة إلى سوريا تهدد دول الجوار في المنطقة".

لكن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، ردّ على ذلك بالقول في تصريحات صحفية أدلى بها اليوم الخميس "يبدو أحيانا أن الأميركيين يعتبرون كل إجراء تتخذه روسيا مزعزعا للاستقرار أيا كان المكان أو الطابع الذي يحمله".

وأكدّ أن سوريا تمتلك الحق الكامل في الدفاع عن أراضيها بما في ذلك استخدام منظومات إس-300 الروسية.

ونقلت وكالة انترفاكس الروسية عن ريابكوف قوله "لهذا فإن نشر هذه الأسلحة للدفاع الجوي بهدف ضمان الأمن الصارم في هذه المنطقة بسوريا لا ولا يحمل أي طابع مزعزع للاستقرار وإنما بالعكس يسهم في إرساء الاستقرار وتطبيع الوضع".

وأوضح المسؤول الروسي أن موسكو ودمشق تلتزمان بموقف واحد من هذا الموضوع، متعهدا بأن "هذا المبدأ هو بالذات الذي سننطلق منه خلال تحليل نهج هؤلاء الذين يلتزمون بآراء معاكسة".

واتهم ريابكوف واشنطن بأنها لا تسهم من خلال تصريحاتها "بتهدئة الوضع وحل المهمات الخاصة بمجال الأمن"، وفق انترفاكس الروسية.