"صومعة حسان"، الحضارات تسكن في معمار مغربي

البناء التاريخي الموجود في الرباط ويعود إلى عصر الدولة الموحدية في القرن الثاني عشر يشهد على تاريخ المملكة وإنجازاتها الهندسية العظيمة.
خصوصية تاريخية تجذب السياح
أشهر المواقع الأثرية الإسلامية بمدينة الرباط

الرباط - تنتصب "صومعة حسان" بالعاصمة المغربية الرباط شاهدا على تاريخ المملكة، وعلى العمارة الإسلامية التي بصمت حقبا مهمة للحضارات المتعاقبة على البلاد.
صومعة تشكّل حتى اليوم جسرا يربط بين العصور ويستعرض تفاصيل التاريخ، كما تمنح الزائر فرصة استثنائية لسبر أغوار وأسرار الزمن، والظفر في الآن نفسه بمشهد ساحر، خصوصا أن الصومعة تطل على مدينة سلا التي يفصلها عن الرباط نهر "أبو رقراق".
وشُيدت الصومعة في عصر دولة الموحدين، عام 593 هجري، وبالتحديد في عهد السلطان المغربي يعقوب المنصور الموحدي (1160- 1199)، والذي وصف عهده بـ"الذهبي"، نظرا لإنجازاته العظيمة في الدولة الموحدية.
وتعتبر "صومعة حسان" جزءا من "مسجد حسان" الذي سمي نسبةً إلى قبيلة تدعى "بنو الحسان" كانت تستوطن إقليم الرباط في ذلك الوقت.
وعام 1197، انطلقت أشغال بناء المسجد ولم يكتمل بناؤه حيث توقفت بعد وفاة يعقوب المنصور عام 1199.

ولا تكتمل زيارة الرباط بدون إطلالة على هذه الصومعة التي تظل شاهدة على تاريخ المملكة بجميع تجلياته، حيث تعد من أشهر المواقع الأثرية الإسلامية بمدينة الرباط والمملكة بشكل عام.
وبمرور الزمن، أصبحت الصومعة من أكثر الأماكن في المغرب جذباً للسياح، لروعتها وخصوصيتها التاريخية والحضارية المهمة.
كما يعد "مسجد حسان" من بين أكبر المساجد في العالم العربي والإسلامي، ويقع في مكان مطل على واجهة نهر "أبو رقراق".
وبمحاذاة المسجد، يوجد ضريح الملكين الراحلين محمد الخامس (1909- 1961)، والحسن الثاني (1929- 1999/ والد العاهل المغربي محمد السادس). 
وحكم الملك محمد الخامس المغرب بين عامي 1927 و1961، وخلفه نجله الحسن الثاني الذي حكم البلاد حتى وفاته في 1999.