ضعف التصويت يقوّي شوكة الحرس الثوري في ايران

قادة ايران يخسرون رهانهم على مشاركة كبيرة في الانتخابات البرلمانية وذلك بعد اسابيع على قمع الاحتجاجات المطالبة بالاصلاح، على يد الحرس الثوري.
نسبة المشاركة المتوقعة تحوم حول 40 بالمئة

دبي - يتجه مرشحون مرتبطون بالحرس الثوري الإيراني صوب الفوز بأغلبية برلمانية السبت حيث أفادت تقارير بأنهم متقدمون في سباق الانتخابات بالعاصمة طهران وبلدات وقرى في أنحاء أخرى من البلاد بعد تصويت مال لصالح غلاة المحافظين المناهضين للولايات المتحدة.
واحجمت نسبة كبيرة من الناخبين عن المشاركة بسبب خيبة أملهم إزاء الوعود التي لم تفِ بها الحكومة، وسط معاناتهم من أجل تدبر أمورهم في بلد يعاني اقتصاده من عقوبات أميركية قاسية.
وقال مسؤول في وزارة الداخلية إن قائمة من المرشحين المرتبطين بالحرس الثوري تتقدم السباق في العاصمة. ووفقا لإحصاء وكالة رويترز للانباء، حصلت قوائم مرتبطة بغلاة المحافظين على 83 مقعدا في بلدات وقرى في الانتخابات التي أجريت الجمعة.
وسيؤكد الاكتساح الواضح لغلاة المحافظين أفول نجم السياسيين البراغماتيين الذين أضعفهم قرار واشنطن الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم بين إيران وقوى عالمية في 2015 وإعادة فرض عقوبات في خطوة عرقلت إعادة التقارب مع الغرب.
لكن السلطات الإيرانية لم تعلن بعد نسبة المشاركة في الانتخابات التي شهدت التنافس على مقاعد البرلمان البالغ عددها 290 مقعدا والتي تعد اختبارا لشعبية غلاة المحافظين وثيقي الصلة بمرشد ايران علي خامنئي.
ويحتاج حكام إيران، الذين يواجهون ضغطا أميركيا شديدا بسبب البرنامج النووي، إلى نسبة مشاركة عالية لتعزيز شرعيتهم التي تضررت بعد احتجاجات شهدتها البلاد في نوفمبر/تشرين الثاني.

نجم الاصلاحيين الى أفول بعد الانتخابات
نجم الاصلاحيين الى أفول بعد الانتخابات

لكن نسبة المشاركة قُدرت في التصويت بحوالي 40 في المئة على مستوى البلاد و30 في المئة في طهران في الوقت المقرر الأساسي لإغلاق مكاتب الاقتراع، وفقا لوكالة فارس.
لكن السلطات مددت الاقتراع لست ساعات أخرى للسماح لأكبر عدد ممكن من الناخبين بالتصويت.
وكانت نسبة المشاركة 62 بالمئة في الانتخابات البرلمانية في 2016 بينما بلغت 66 بالمئة في انتخابات 2012.
وقد تساعد مثل هذه النتيجة الحرس الثوري، صاحب الحضور القوي في حياة الإيرانيين اليومية، على زيادة نفوذه الضخم بالفعل في الشؤون السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وواجهت الاحتجاجات التي دعت إلى تغيير النظام حملة عنيفة تحت إشراف الحرس الثوري أسفرت عن مقتل المئات والقبض على الآلاف وفقا لما ذكرته منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان.
ويتوق الإيرانيون للاستقرار بعد أزمات اقتصادية وسياسية متعاقبة.
وفي أحدث تحد يواجه خامنئي، أعلنت إيران اكتشاف عشر حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا ووفاة حالة منها. وبهذا يرتفع العدد الكلي لحالات الإصابة في إيران إلى 28 توفي منها خمسة.
ويواجه خامنئي ضغطا متزايدا من الولايات المتحدة بسبب برنامج إيران النووي ومن غير المرجح أن ينحسر السخط الناتج عن سوء إدارة الاقتصاد في ظل العقوبات التي تكبل إيران.
كما قد تعزز المكاسب الكبيرة في انتخابات الجمعة فرص غلاة المحافظين في انتخابات الرئاسة التي تجرى العام المقبل.
ولن يكون للانتخابات البرلمانية تأثير كبير على السياسات الخارجية والنووية التي يحددها خامنئي. وتواجه الأحزاب الكبيرة المؤيدة للإصلاح إما الحظر أو الحل منذ 2009.
لكن الانتخابات تظهر تحولا في ميزان القوة في نظام إيران الفريد من نوعه الذي يجمع بين الحكم الديني والجمهوري.