ضغوط الشارع تضع حكومة الحريري على سكة الاستقالة

الزعيم الدرزي وليد جنبلاط يهاجم سعد الحريري وورقة الإصلاحات معتبرا أنها حلول تسكينية، متسائلا أليس من الأفضل تعديل الحكومة وإخراج الفاسدين منها ومحاسبتهم.

حكومة الحريري أقرب من أي وقت مضى من الاستقالة
مفتاح حل أزمة لبنان في كبح الفاسدين ومحاسبتهم
تنامي الدعوات لإقالة باسيل صهر عون وحليف حزب الله
وليد جنبلاط يدعو الحريري لتعديل وزاري يشمل إقالة جبران باسيل

بيروت - تحدثت مصادر لبنانية اليوم الثلاثاء عن احتمال اعلان استقالة حكومة رئيس الوزراء سعد الحريري والإعلان عن تشكيل حكومة تكنوقراط يرأسها الحريري ضمن جهود تطويق الغضب في الشارع واحتواء الاحتجاجات المنددة بالطبقة السياسية.

وتتوقع مصادر لبنانية أن يضطر الحريري بالفعل لإجراء تعديل وزاري ضمن محاولاته لاحتواء الغضب في الشارع، لكن ليس واضحا من سيخرج من تشكيلته الوزارية ومن سيبقى فيها وهل سيشمل التعديل جبران باسيل.

وقال وئام وهاب رئيس حزب التوحيد العربي في تصريح لموقع بنت جبيل اللبناني، إن الرئيس العمال ميشال عون يضغط على الجميع لاجراء تعديل وزاري يطيح بعدد من الفاسدين.

ولم يستبعد السياسي اللبناني أيضا أن يتم تحويل عدد من المسؤولين للتحقيق في قضايا فساد مالي واداري.

وقال جوزيف أبو فاضل الكاتب والباحث اللبناني في تغريدة على حسابه بتويتر، إن الحكومة تتجه لإعلان استقالتها في الساعات القادمة وتشكيل حكومة تكنوقراط جديدة بديلا عنها، مشيرا إلى أنه من المرجح أن يرأسها الحريري.

كما هاجم الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط اليوم الثلاثاء سعد الحريري، منتقدا الإصلاحات التي أقرّها مجلس الوزراء الاثنين ورفضها المحتجون.

وقال جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، إن الإصلاحات التي اعتمدها رئيس الحكومة اللبنانية لتهدئة الشارع "مخدرات واهية لبعض الوقت".

وتوجه الزعيم الدرزي في تغريدة عبر حسابه على تويتر إلى الحريري بالقول "إلى متى يا شيخ سعد ستبقى على هذا التفاهم الذي دمّر العهد ويكلفنا من رصيدنا في كل يوم".

وتابع "أليس من الأفضل تعديل الحكومة وإخراج رموز الاستبداد والفساد منها"، مضيفا أن التعرض للمتظاهرين خط أحمر وأن "بيع القطاع العام جريمة وقد رفضناها بالأمس" في إشارة إلى مقترح الحريري بخصخصة قطاع الاتصالات‎.

ورغم أن حزب جنبلاط يشترك في الحكومة اللبنانية عبر وزيرين، إلا أن علاقته مع شركائه في الحكومة متوترة لا سيما التيار الوطني الحر الذي يرأسه وزير الخارجية جبران باسيل.

ويواجه باسيل وهو أيضا صهر الرئيس اللبناني ميشال عون انتقادات حادة من خصومه السياسيين ومن المحتجين حيث يتهم بأنه يستقوي بحليفه حزب الله في فرض أجندته داخل الحكومة.

وفاز حزب الله وحلفاؤه بالأغلبية البرلمانية في الانتخابات التشريعية التي جرت في مايو/ايار في الوقت الذي خسر فيه سعد الحريري الأغلبية البرلمانية.

ودخل لبنان بعد الانتخابات التشريعية في أزمة استمرت أشهر مع تعثر تشكيل الحكومة، إلا أنه عقد صفقة مع التيار الوطني الحرّ جاء بميشال عون رئيسا للجمهورية وأعادت الحريري لرئاسة الحكومة، لكن هيمنة حزب الله الموالي لإيران وحلفائه على الحكم عرّضت لبنان لاهتزازات سياسية وخلافات وانقسامات عمّقت الأزمة الاقتصادية وأفضت لاحتجاجات شعبية كفرت بمنظومة الحكم القائمة على المحاصصة الطائفية.

باسيل فجر انقسامات حادة في الائتلاف الحكومي الهشّ
باسيل فجر انقسامات حادة في الائتلاف الحكومي الهشّ

ومنذ اندلاع الاحتجاجات، يطالب الحزب الاشتراكي بإبعاد باسيل بشخصه عن الحكومة، حيث يعتبره عامل توتير في البلد.

وقال جنبلاط في تصريحات إعلامية الاثنين، إن بعض الوزراء في الحكومة ومنهم جبران باسيل يجب أن يتنحوا "ولا يمكننا البقاء معهم في الحكومة".

والاثنين، أعلن الحريري إقرار مجلس الوزراء لموازنة العام 2020 بدون إقرار ضرائب جديدة، مع إقرار بنود عدة وصفها بالإصلاحية من ضمنها خفض رواتب النواب والوزراء، وإلغاء وزارة الإعلام ومؤسسات وصفها بغير الضرورية.

ويشهد لبنان منذ مساء الخميس، تظاهرات غاضبة في عدة نقاط ببيروت وعدة مدن عقب إعلان الحكومة تضمين ضرائب جديدة في موازنة العام القادم، تطال قطاع الاتصالات المجانية عبر الهاتف الخلوي وغيره بهدف توفير إيرادات جديدة لخزينة الدولة.