ضغوط تدفع بمسؤول الإعلام في تحالف السودان للاستقالة

صلاح جلال يؤكد أن استقالته تأتي تفاديا لتقييد حريته بعد أن دعا إلى عدم معاداة السعودية والإمارات، باعتبار أن التصعيد ضد البلدين في غير مصلحة الشعب السوداني.

المسؤول الاعلامي واجه انتقادات بسبب تدوينة ثمنت دعم الامارات والسعودية للاستقرار في السودان

الخرطوم - أعلن مسؤول الإعلام في تحالف نداء السودان صلاح جلال، الخميس، تقديم استقالته تفاديا لتقييد حريته الإعلامية.
جاء ذلك في بيان صادر عن المسؤول بالتحالف، أحد مكونات قوى الحرية والتغيير التي تقود الاحتجاجات في البلاد.
وأضاف جلال: "لقد تشرفت بتولي أمانة الإعلام في نداء السودان على مدى العام الماضي كله، بعد ترشيحي من حزب الأمة القومي".
وتابع: "لقد وجدت هذه المسؤولية تقيد حريتي الإعلامية، وكتابة الرأي بشكل يومي، وتحدث خلطا ما بين الرأي الشخصي، والتنظيمي لنداء السودان".
وزاد: "عليه، قررت تقديم استقالتي من موقعي كعضو بالمكتب التنفيذي وأمانة الإعلام".
وواجه جلال، حملة انتقادات واسعة، بعد أن دعا عبر صفحته في "فيسبوك" قبل يومين، إلى عدم معاداة السعودية والإمارات، باعتبار أن التصعيد ضدهما في غير مصلحة الشعب السوداني.
وواجه جلال، ضغوطا عنيفة من تحالف نداء السودان لتقديم استقالته، بسبب آراءه المدافعة عن الإمارات والسعودية وعن دور البلدين في دعم الاستقرار في السودان.

وتضم قوى "نداء السودان"، الحركة الشعبية لتحرير السودان/ قطاع الشمال (مسلحة)، برئاسة مالك عقار، وحركة العدل والمساواة (مسلحة)، بقيادة جبريل إبراهيم.
كما تضم: حركة تحرير السودان (مسلحة)، بقيادة مني أركو مناوي، وحزب الأمة القومي، بزعامة الصادق المهدي (سياسي).

الإمارات تلعب دورا مهما في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة وفي السودان

وتلعب الإمارات دورا مهما في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة وفي السودان من خلال مقاربة شاملة تعتمد أساسا على التنمية ومكافحة الإرهاب والتطرف وقطع الطريق على محاولات وتدخلات إقليمية لتأجيج العنف في دول عربية.

ووقّع صندوق أبوظبي للتنمية في بدايو مايو/ايار اتفاقية مع بنك السودان المركزي، يتم بموجبها إيداع 250 مليون دولار بهدف دعم السياسة المالية للبنك وتحقيق الاستقرار المالي والنقدي في البلد الذي يشهد هزّات اقتصادية منذ انفصال جنوب السودان عام 2011.

و‎الوديعة الإماراتية هي جزء من حزمة مساعدات مشتركة أقرتها الإمارات والسعودية، للسودان، البالغة قيمتها 3 مليارات دولار لدعم الاقتصاد وتلبية الاحتياجات الأساسية للشعب السوداني.

وكان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش اكد الثلاثاء 11 حزيران/يونيو أن الإمارات لا تزال تتواصل مع المعارضة السودانية والمجلس العسكري سعيا لإيجاد حل توافقي يساعد على الانتقال السياسي السلمي للسلطة في البلاد.

وكتب قرقاش على تويتر "رصيدنا الخير ومصداقيتنا وسيلتنا للمساهمة في دعم الانتقال السلمي بما يحفظ الدولة ومؤسساتها في السودان الشقيق، لا شك أنها مرحلة حساسة بعد سنوات دكتاتورية البشير والإخوان".

وأضاف قرقاش "علاقتنا التاريخية والمشتركة والمتميزة مع السودان الشقيق أبدية، وسعينا الدائم للمساهمة في قضايا التنمية والاستقرار سيستمر، خطوطنا ميسرة في التواصل مع كافة الأطراف ودورنا منظوره وطني وعربي وهدفه دعم الاستقرار والانتقال السياسي المنظم والسلس".

وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، قد أكد خلال لقاء الشهر الماضي رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان عبدالفتاح البرهان على دعم دولة الإمارات العربية المتحدة الكامل للسودان في ظل الظروف والتغيرات التي يمر بها.

المتظاهرات في السودان
أساتذة جامعات وموظفون يتظاهرون لتسليم السلطة للمدنيين

ونظم أساتذة جامعات، وموظفون، وعاملون بمؤسسات حكومية في السودان، الخميس، وقفات احتجاجية بالعاصمة الخرطوم وبعض الولايات، للمطالبة بتسليم السلطة إلى حكومة مدنية.
ونشر ناشطون صورا لوقفات احتجاجية، لأساتذة جامعة الجزيرة (وسط)، وتجمع العاملين بـ "الكهرباء"، ووزارة الصحة، وموظفو شركة "دال" للسيارات، إضافة إلى موظفي بنك الخرطوم.
وأفاد شهود عيان أن الموظفات بوزارة الصحة الاتحادية، طالبن خلال وقفتهن الاحتجاجية، بسحب قوات الدعم السريع من العاصمة الخرطوم، عقب تعرضهن للتحرش من بعض منسوبيها.
وفي 11 أبريل/ نيسان الماضي، عزلت قيادة الجيش عمر البشير من الرئاسة، بعد 30 عاما في الحكم، تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت أواخر العام الماضي، تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية.
وأعقبت ذلك تطورات متسارعة، تلخصت في مطالبات بتسليم السلطة للمدنيين، قبل فض اعتصام أمام مقر الجيش بالخرطوم، في هجوم حمّلت "قوى إعلان الحرية والتغيير"، مسؤوليته للمجلس العسكري، وقالت إنه أسفر عن سقوط 118 قتيلا، فيما تقدر وزارة الصحة العدد بـ61.