ضغوط خليجية وإسرائيلية للمشاركة في محادثات بايدن المستقبلية مع إيران

الإمارات والبحرين تحث بالتوازي مع إسرائيل ادارة بايدن على منحهم مقعدا في طاولة المفاوضات خلال أية مباحثات قادمة بين أميركا وإيران بخصوص الملف النووي.
سفير الامارات يريد اشراك حلفاء اميركا في المنطقة اضافة الى الاوروبيين في اية مفاوضات مستقبلية
السفير الاسرائيلي يطالب ادارة بايدن بضرورة التوصل الى موقف مشترك في مواجهة الملف النووي الايراني

واشنطن - تضغط عدد من دول المنطقة المناهضة للنفوذ الإيراني والمعارضة للاتفاق النووي مع إيران بما فيها إسرائيل على الرئيس الاميركي المنتخب جو بايدن وذلك لكي يكون لها موقف في أي اتفاق جديد مع طهران.
وحسب تقرير نشته صحيفة "بوليتيكو" الأميركية الثلاثاء فان دولا عربية مناهضة للاتفاق النووي مع إيران بالتوازي مع إسرائيل تحث بايدن على منحهم مقعدا في طاولة المفاوضات خلال اية مباحثات قادمة بين واشنطن وطهران.
وحسب الصحيفة فان عددا من ممثلي دول خليجية واسرائيل يطرحون المسالة خلال المناقشات الخاصة والعلنية وذلك قبل تولي بايدن السلطة في يناير/كانون الثاني.
وقال بايدن إن الولايات المتحدة ستعاود الانضمام إلى الاتفاق "إذا عادت إيران للامتثال الصارم" بشروط الاتفاق.
وبعد انسحاب الرئيس الاميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب من الاتفاق في 2018 وإعادة فرض العقوبات الأميركية، ردت إيران بخرق العديد من قيود الاتفاق.
وكشف 3 سفراء من هذه الدول في لقاءات مع الصحيفة انهم سيخسرون اكثر من الولايات المتحدة ودول اوروبية شاركت في صياغة الاتفاق النووي لسنة 2015 مؤكدين ان السماح لهم بالمشاركة في المباحثات سيدعم الموقف الأميركي ويحد من الادعاءات الإيرانية.
وأكدت الصحيفة ان طلب هذه الدول سيصطدم بمواقف فريق بايدن الحكومي الذي يسعى لعودة الى اتفاق 2015 والذي انسحب منه بايدن في 2018 بتاييد واسع من عدد من الدول الخليجية واسرائيل.
وحسب الصحيفة تضغط هذه الدول على الادارة الاميركية الجديدة من اجل صياغة اتفاق نووي جديد يشمل اضافة للبرنامج النووي الايراني مشروعها المتعلق بالصواريخ البالستية واذرعها في المنطقة.
وقال السفير الاماراتي في واشنطن يوسف العتيبة للصحيفة "في 2015 عند صياغة الاتفاق النووي تم استثناء الشركاء في الشرق الاوسط بشكل كبير مقابل الاعتماد على الحلفاء الاوروبيين".
واضاف العتيبة "اعتقد ان ذلك الخيار كان خاطئا لانه من الواجب على واشنطن ان تحافظ على علاقات متينة مع جميع شركائها سواء في الشرق الاوسط او الاوروبيين وان تشارك المجموعتان في مفاوضاتها مع ايران".

الدول الخليجية واسرائيل يطالبون بان يشمل اي اتفاق جديد منظومة الصواريخ الايرانية وميليشيات طهران في المنطقة
الدول الخليجية واسرائيل يطالبون بان يشمل اي اتفاق جديد منظومة الصواريخ الايرانية وميليشيات طهران في المنطقة

كما نقلت الصحيفة عن السفير الاسرائيلي في واشنطن رون ديرمر قوله "ندعو ادارة بايدن ان تجلس مع حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة وان تستمع اليهم".
ودعا السفير الاسرائيلي الى ضرورة التوصل الى موقف مشترك في مواجهة الملف النووي الايراني وكذلك عدوان طهران على دول المنطقة.
كما حذر السفير البحريني في واشنطن عبدالله ال خليفة في مقابلة مع الصحيفة من تصاعد التدخلات الإيرانية قائلا بان "بلاده محبطة من هذه التدخلات المتكررة".
واضاف السفير البحريني للصحيفة " نسعى فعلا ان نكون جزء من اية مفاوضات لأننا في النهاية نحن من نجلس في الصف الأول في حال حدوث أي تطور، ونحن من سيتعين عليه تحمل كل العواقب".

نحن من سيتعين عليه تحمل كل العواقب

وكان الموقعون على الاتفاق النووي الإيراني قالوا الاثنين "إنهم يريدون الرد بشكل إيجابي" على احتمال عودة الولايات المتحدة إلى طاولة المفاوضات، فيما حث الأوروبيون إيران على عدم القيام بما يلحق الضرر بمستقبل الاتفاق.
واجتمع وزراء خارجية أوروبا والصين وروسيا وإيران لمحاولة تهدئة الأمور بانتظار تسلم الإدارة الأميركية الجديدة الحكم، بينما تتخذ إيران إجراءات تبعدها عن التزاماتها في إطار الاتفاق.
ويعلّق مؤيّدو الاتفاق آمالاً كبيرة على جو بايدن بعدما أبدى رغبته بإنقاذ الاتفاق الذي حاول الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب إلغاءه.
ويشهد الملف الإيراني توتراً جديداً منذ اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده نهاية تشرين الثاني/نوفمبر. ففي أعقاب هذا الهجوم المنسوب إلى إسرائيل، توعد التيار المتشدد في طهران بالرد، ما زاد من إضعاف الاتفاق الذي أبرم في فيينا عام 2015.
وفي مطلع كانون الأول/ديسمبر، أعربت باريس ولندن وبرلين عن "قلقها العميق" إزاء تركيب ثلاث مجموعات جديدة من أجهزة الطرد المركزي المتطورة لتخصيب اليورانيوم في نطنز بوسط إيران وهو ما اعتبر خرقا ايرانيا جديدا.
ويظهر جليا ان ايران تريد تجاوز الوكالة الدولية للطاقة الذرية في اية تفاهمات جديدة وتسعى عوضا عن ذلك لممارسة ضغوط على ادارة الرئيس المنتخب.