ضغوط غربية على لبنان لتسريع وتيرة إصلاحات مثيرة للجدل

مبعوث فرنسي لتقييم تقدم برنامج الإصلاحات الاقتصادية يؤكد أن الوقت ينفد أمام لبنان لتسريع وتيرة الإصلاحات، مشيرا إلى شكوك تخامر المانحين حول قدرة الحكومة اللبنانية على الوفاء بالتزاماتها.

الحريري: فرنسا راضية عن وتيرة تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية
الدول المانحة تعهدت بتقديم 11 مليار دولار للبنان لتمويل برنامج استثمار
قروض ومنح دولية معلقة رهينة تنفيذ حكومة الحريري لبرنامج الإصلاحات
لبنان تعهد بتنفيذ 250 مشروعا للبنية التحتية

بيروت - يواجه لبنان ضغوط غربية وتحديدا فرنسية لتسريع وتيرة الإصلاحات التي أعلنتها الحكومة ضمن جهود للخروج من الأزمة الاقتصادية الخانقة وضمن مسعى للإفراج عن منح وقروض دولية بمليارات الدولارات كانت تعهدت بها الدول المانحة قبل أكثر من عام.

لكن مكتب رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري قلل اليوم الجمعة من وجود ضغوطات فرنسية قائلا إن الرئيس الفرنسي راض عن التقدم الذي أحرزه لبنان في البدء ببرنامج استثماري للبنية التحتية، وذلك بعد يوم من انتقاد مبعوث فرنسي للوتيرة التي يصلح بها لبنان اقتصاده.

وكانت حكومات أجنبية ومؤسسات مانحة قد تعهدت في العام الماضي بتقديم 11 مليار دولار للبنان لتمويل برنامج استثمار في البنية التحتية مدته 12 عاما وذلك خلال ما يُعرف باسم مؤتمر 'سيدر' في باريس، لكن شريطة تنفيذ البلاد لإصلاحات.

وفي ظل أحد أكبر أعباء الدين في العالم وتدني معدل النمو وتداعي البنية التحتية، يواجه اقتصاد لبنان صعوبات جمة وتسعى السلطات لتنفيذ إصلاحات لتجنب نشوب أزمة.

وأعلن مكتب الحريري عن تعليقات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعدما ناقش الطرفان المسألة هاتفيا.

اجراءات التقشف أثارت موجة غضب واحتجاجات في الشارع اللبناني
اجراءات التقشف أثارت موجة غضب واحتجاجات في الشارع اللبناني

واتصل ماكرون بالحريري عقب اختتام الدبلوماسي الفرنسي بيير دوكان زيارة استمرت أربعة أيام للبنان لتقييم التقدم الذي أحرزته بيروت في البدء في مشروعات للبنية التحتية وغيرها من الإصلاحات.

وقال دوكان نفسه إن عروض تمويل المانحين لا تزال قائمة، لكنه شدد على أن السلطات اللبنانية بحاجة إلى تسريع وتيرة الإصلاحات وإقرار ميزانية الدولة لعام 2020 هذا العام وتحديد أي من مشاريع البنية التحتية وعددها 250 ستحظى بالأولوية.

وقال "المانحون ما زالوا مستعدين لتقديم المساعدة شريطة أن تحدث الأمور بالطريقة المطلوبة والصحيحة"، موضحا أن تدفق التمويل لم يبدأ بعد لأن لبنان ظل بدون حكومة لتسعة أشهر عقب انتخابات العام الماضي.

وقال دوكان "حتى بعد تشكيل الحكومة، يستمر المانحون في التشكك في الحكومة اللبنانية. ويتشارك جميع المانحين وجهة النظر تلك".

كما انتقد كيفية تعامل بعض السياسيين اللبنانيين مع خطورة المشكلات الاقتصادية في البلاد. وقال "ما زال هناك بعض الأشخاص الذين يؤمنون بأن هناك معجزة أو حلا سحريا لحل جميع المشكلات"، مضيفا "الوقت ينفد ولا يمكننا الاستمرار في المناقشات التي لا نهاية لها".

وأعلن السياسيون اللبنانيون "حالة الطوارئ الاقتصادية" يوم الاثنين الماضي. وقال الحريري إن الحكومة ستتخذ إجراءات طارئة لتسريع الإصلاحات بما في ذلك عقد المزيد من الاجتماعات.