طائرات تركيا المسيرة وسيلة الوفاق الوحيدة لاستهداف قاعدة الجفرة

الهجوم يثبت تورط أنقرة في خرق القرارات الدولية بحظر التسلح في ليبيا بعد خسارة الميليشيات الداعمة للسراج لمخزونها من الطيران العادي وتراكم خسائرها من الطيران المسير.
الاستهداف يؤيد التهم الموجهة من قبل الجيش لتركيا بالتدخل في الشان الليبي
اعتماد حكومة الوفاق على السلاح والمعدات التركية يثبت عدم قدرتها على مواجهة الجيش
حكومة السراج تحاول من خلال الهجوم على قاعدة الجفرة التخفيف من الضغوط على قواتها في العاصمة

طرابلس - عمدت قوات حكومة الوفاق الليبية الى تصعيد هجماتها وذلك باستهداف قواعد الجيش الليبي مستغلة التسليح التركي بعد أن حققت القوات الليبية تقدما في طرابلس وبعد حديث قائد الجيش المشير خليفة حفتر عن اقتراب رفع راية النصر في العاصمة وتخليصها من الجماعات المتشددة والميليشيات.

وأعلنت قوات حكومة الوفاق أنها تمكنت، فجر الجمعة، من استهداف حظيرة الطائرات المسيرة وطائرة شحن في قاعدة الجفرة الجوية.
وأوضح آمر غرفة العمليات المشتركة بالمنطقة الغربية التابعة لحكومة الوفاق، في بيان، أن طائرة حربية تابعة للغرفة قامت، فجر اليوم، بقصف قاعدة الجفرة الجوية (وسط ليبيا)، التي يستخدمها الحيش الليبي كمقر لغرفة العمليات في محاولة تحرير العاصمة.

وأضاف البيان، الذي نشرته الصفحة الرسمية لعملية "بركان الغضب"، أن القصف أسفر عن تدمير حظيرة الطائرات المسيرة وطائرة شحن من طراز "يوشن 76" تستخدم لنقل الذخائر ومنظومات الدفاع الجوي.

وياتي هذا الاستهداف بعد يوم من إعلان قوات الجيش الليبي إسقاط طائرة مسيرة تابعة لقوات حكومة "الوفاق" في الجفرة.
وقال أحمد المسماري الناطق باسم الجيش الليبي في بيان عبر فيسبوك، إن وحدات الدفاع الجوي بمدينة الجفرة تمكنت من إسقاط طائرة مسيرة تابعة لقوات الوفاق مضيفا "إسقاط الطائرة جاء بعد رصدها وتتبعها حتى دخولها قطاع المسئولية القتالية شمال قاعدة الجفرة الجوية حيث تم التعامل معها وتدميرها".

ويرى مراقبون ان الهجوم الذي نفذ على القاعدة الجوية في الجفرة تم عبر طائرات مسيرة تركية قامت أنقرة بتسليمها لحكومة الوفاق.

ويبدو ان انتهاء خزينة حكومة الوفاق من الطيران العادي وتراكم خسائرها من الطائرات المسيرة بفعل الضربات التي نفذها الجيش الليبي دفع بحكومة السراج الى اللجوء للحليف التركي لتزويده بطائرات مسيرة.

ويظهر ان قوات الوفاق غير قادرة على مواجهة الجيش الليبي دون الاستعانة بالاسلحة والمعدات التركية حيث تحولت الطائرات التركية المسيرة الوسيلة الوحيدة لاستهداف قواعد الجيش في وسط وجنوب البلاد.

وقدمت أنقرة للسلطة في طرابلس المدعومة من ميليشيات مسلحة، طائرات مسيرة وشاحنات ومدرعات في خرق واضح لقرارات الأمم المتحدة التي تحظر السلاح عن ليبيا.

ورغم الحظر الدولي استمرت تركيا في تزويد الجماعات المسلحة وحكومة الوفاق بالمال والسلاح، الأمر الذي يؤجج التوتر بين فرقاء الساحة الليبية وفي دعم من شأنه تقوية الجماعات المتطرفة.

وتسعى حكومة السراج الى التنفيس عن الضغط الذي تتعرض لها قواتها في العاصمة طرابلس وذلك بشن هجمات على قواعد للجيش في الوسط والجنوب.

وكان حفتر امر في حزيران/يونيو قواته بضرب السفن التركية في المياه الإقليمية الليبية وكافة "الأهداف الاستراتيجية التركية" على الأراضي الليبية من شركات ومقار ومشروعات وذلك ردا على التدخل التركي.

وفي مايو/ايار أعلنت حكومة الوفاق الوطني أنها عززت قواتها المدافعة عن طرابلس بعشرات المدرعات لصد قوات الجيش الليبي التي تحاول السيطرة على العاصمة.

وأظهرت صور وتسجيلات مصورة نشرتها قوات متحالفة مع حكومة الوفاق وصول عشرات المركبات المدرعة من طراز "بي.إم.سي كيربي" تركية الصنع إلى ميناء طرابلس.

وكان الجيش الليبي قد كشف خطط تركيا بتزويد الوفاق طائرات مسيرة وذلك بعد ان تمكن في يونيو/حزيران من استهداف طائرة تركية مسيرة كانت رابضة في مطار معيتيقة شاركت في الإغارة على القوات الليبية.

ويفتح التدخل التركي الواضح في ليبيا تساؤلات حول أهداف أنقرة في منطقة شمال إفريقيا وسط تقارير تكشف تورطا تركيا في إرسال مقاتلين متشددين من ادلب السورية الى العاصمة طرابلس.