'طاقة' الاماراتية توسع استثماراتها عبر مشروع ربط الكهرباء بقبرص
أبوظبي - قال وزير الطاقة القبرصي جورج باباناستاسيو اليوم الخميس إن شركة "طاقة" الإماراتية مهتمة بالاستثمار في مشروع توصيل الكهرباء الذي تنفذه قبرص من أجل انهاء العزلة الطاقية للجزيرة التي لا تزال تعتمد على الوقود الثقيل لتوليد الطاقة الكهربائية.
ويعدّ مشروع كابل البحر العظيم (جي.إس.آي) مشروعًا استراتيجيًا هامًا يساهم في تعزيز أمن الطاقة وتحقيق التنمية المستدامة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، إذ يربط شبكات نقل الكهرباء في أوروبا بجزيرة قبرص، بينما تبلغ تكلفته 1.9 مليار يورو (2.12 مليار دولار)، ويمتد لاحقا إلى إسرائيل.
ويؤكّد مروجو المشروع على أن خط الربط الكهربائي سيكون عند اكتماله "الأطول في العالم" إذ سيبلغ طوله 1240 كيلومترا، بينما سيكون الأعمق ببلوغه ثلاثة آلاف متر تحت سطح الماء.
وقال باباناستاسيو على هامش مؤتمر إنفستوبيا في أبوظبي إن شركة بترول أبوظبي الوطنية أدنوك عبرت عن اهتمامها بالمنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، مشيرا إلى أن المنطقة البحرية تمتلك الجزيرة فيها حقوقا تجارية.
وأضاف "هم يبحثون عن أصول جاهزة للاستغلال.. ومع ذلك لم نستبعد إمكانية الدخول في جولة تراخيص جديدة لأغراض الاستكشاف".
وتتمتع جزيرة قبرص بإمكانيات كبيرة لتصدير الطاقة الخضراء حيث تستثمر الدولة بكثافة في تدفق الطاقة النظيفة بين البلدان والمناطق المجاورة، بينما يتوقع خبراء أن تكون الجزيرة الرابح الأكبر في السنوات المقبلة مع تطور المشاريع الكبرى وتزايد الاهتمام الدولي، وفي ظل التحولات الكبرى في خارطة الطاقة بشرق المتوسط.
ومن المتوقع أن تعزز الشراكة المحتملة بين قبرص وشركة "طاقة" الإماراتية مكانة الإمارات كمستثمر استراتيجي في أسواق الطاقة العالمية.
وكانت الشركة الإماراتية قد وقعت في ديسمبر/كانون الأول 2023 مذكرة تفاهم مع وزارة الطاقة والتجارة والصناعة القبرصية وشركة "آي.بي.تي.أو" مشغل نقل الطاقة المستقل في اليونان لدراسة إمكانية إسهام الشركة كمستثمر رئيسي بمشروع الربط الكهربائي بين البلدين.
وقطعت الإمارات شوطا كبيرا على طريق تحقيق هدفها المتمثل في تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050، وهو هدف يشمل الانبعاثات ضمن حدود الدولة فقط دون احتساب تأثير المحروقات المصدّرة.
وتعتزم ابوظبي خلال السنوات المقبلة زيادة إنتاجها من الطاقة المتجدّدة ثلاث مرّات، وكانت قد دشنت في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم والتي تقع في الصحراء على بعد حوالي 30 كيلومترًا جنوب العاصمة الإماراتية أبوظبي وتمتدّ على مساحة 21 كيلومترًا مربعًا، ما يُعادل خُمس مساحة باريس وستوفر طاقة خالية من الكربون لـ160 ألف منزل.