طالبان تضع عراقيل أمام وصول الرعايا الأجانب إلى مطار كابول

الأمين العام للناتو يؤكد نشر ما يكفي من الطائرات لنقل الرعايا الأجانب وزملائهم الأفغان من كابول، قائلا ان الوصول إلى المطار يشكل تحديا كبيرا.
واشنطن ستوسع نطاق رحلات الإجلاء من كابول إلى أوروبا
برلين تقول انها اتفقت مع واشنطن على إيواء من يتم إجلاؤهم بشكل مؤقت في قاعدة رامشتاين الجوية
استئناف عمليات الإجلاء الأميركية من مطار كابول بعد توقف طويل
الإمارات تستضيف 5000 أفغاني مؤقتا بطلب من أميركا

بروكسال - نشرت الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي ما يكفي من الطائرات لنقل الرعايا الأجانب وزملائهم الأفغان من كابول، لكن الوصول إلى مطار كابول يشكل "تحديا كبيرا"، بحسب ما حذر الأمين العام للحلف الجمعة.
وقال ينس ستولتنبرغ في أعقاب مؤتمر عبر الفيديو لوزراء خارجية دول الحلف، إن عددا من الدول تطلب مزيدا من الوقت لاستكمال عمليات الإجلاء في وقت تعمد فيه حركة طالبان على اعاقة الوصول الى المطار.
وكانت الولايات المتحدة التي تتولى بشكل كامل الإشراف على العمليات في المطار، قد حددت في وقت سابق مهلة تنتهي في 31 آب/أغسطس لإنجاز سحب قواتها من أفغانستان.
لكن العديد من الدول الأعضاء في الحلف أثارت مسألة احتمال تأخر ذلك الموعد بسبب عمليات الإجلاء.
ولا يزال مواطنو تلك الدول وعدد من الأفغان الأكثر عرضة للخطر، عالقين في أفغانستان التي سقطت بيد طالبان.
ويقول الحلف إن 500 من موظفيه المدنيين، بينهم قرابة 200 أفغاني، لا يزالون يعملون في المطار لإبقائه مفتوحا بينما تتواصل عمليات الإنقاذ العسكرية.
وقال ستولتنبرغ "التحدي الكبير يكمن في وضع الناس في تلك الطائرات" وحض طالبان على عدم منع الرعايا الأجانب والأفغان الساعين للمغادرة من الاقتراب من المطار.
وأضاف "لدينا طائرات أكثر من الناس أو الركاب لأن عملية إيصال الناس -- خصوصا الأفغان -- إلى المطار وانجاز إجراءاتهم هو الآن التحدي الكبير جدا".
وقال إن العديد من الحلفاء أكدوا "الحاجة لبذل مزيد من الجهود للوصول إلى مزيد من الأشخاص الموجودين خارج المطار".
وفي أعقاب الاجتماع، أصدرت الدول الثلاثون الأعضاء في الحلف بيانا دعت فيه "من هم في مواقع السلطة في أفغانستان إلى احترام وتسهيل المغادرة الآمنة والمنظمة، ومنها عبر مطار حامد كرزاي الدولي في كابول".
وأضافت "ما دامت عمليات الإجلاء مستمرة، سنواصل تنسيقنا العملاني من كثب عبر الوسائل العسكرية للحلفاء" في المطار.
لكن مدة استمرار الانتشار العسكري للحلف في المطار موضع تساؤل.

واعلن مسؤول كبير في البنتاغون أن عمليات الاجلاء الاميركية لآلاف المدنيين من كابول استؤنفت الجمعة بعدما توقفت لساعات عدة بسبب امتلاء بعض القواعد الاميركية في المنطقة، وخصوصا في قطر.

وصرح الجنرال هانك تايلور من هيئة الاركان الاميركية للصحافيين أن "الرحلات استؤنفت والرحلات العسكرية الاميركية المتجهة الى قطر وأمكنة اخرى اقلعت، وثمة رحلات أخرى اقلعت نحو كابول في الوقت الذي اتحدث فيه اليكم"، موضحا أن بعض الرحلات سيتجه الى ألمانيا حيث للولايات المتحدة قواعد عسكرية عدة.

واعلنت ت وزارة الخارجية الإماراتية اليوم الجمعة إن الإمارات وافقت على استضافة 5000 أفغاني يتم إجلاؤهم من أفغانستان وذلك لمدة عشرة أيام في طريقهم إلى دول ثالثة بناء على طلب الولايات المتحدة.

وأضافت في بيان نشرته وكالة أنباء الإمارات "سوف يغادر المواطنون الأفغان الذين تم إجلاؤهم إلى دولة الإمارات من العاصمة كابول خلال الأيام القادمة، على متن طائرات أميركية".

وأبلغت وزارة الخارجية أن الإمارات ستستضيفهم عشرة أيام موضحة ان ابوظبي قامت أيضاً "بتسهيل عمليات الإجلاء لنحو 8500 من الأجانب من أفغانستان وذلك باستخدام طائراتها وعبر مطاراتها".

دول اوروبية تستقبل اللاجئين الافغان
دول اوروبية تستقبل اللاجئين الافغان

ويشكل الجنود الأميركيون غالبية القوات التي تدافع عن محيط ما بات الرابط الأخير لأفغانستان بالعالم الخارجي، والأمل الأخير للاجئين.
وتنشر بريطانيا وتركيا ايضا كتيبتين في المطار، فيما تعتمد ألمانيا وفرنسا وأعضاء آخرون في الحلف على المرفق في تنظيم عمليات الإجلاء.
وقال ستولتنبرغ "نوقشت تلك المسألة خلال اجتماع اليوم، والعديد من الدول أثارت مسألة احتمال تمديد الجدول الزمني لإخراج مزيد من الناس".
أضاف "الولايات المتحدة قالت إن الجدول الزمني ينتهي في 31 آب/أغسطس، لكن العديد من حلفائنا أثاروا خلال المباحثات اليوم، الحاجة إلى احتمال تمديد الفترة بما يسمح بإخراج مزيد من الناس".
ويسيطر مقاتلو طالبان على جميع الطرق الأساسية، ويشير تقرير للأمم المتحدة إلى أنهم يتعقبون الذين عملوا مع دبلوماسيي الحلف وجيوشه في منازلهم في كابول.
وغالبية عواصم الدول لم تعترف بطالبان بوصفها الحكومة الجديدة في أفغانستان، لكن ستولتنبرغ قال إن عددا من دول الحلف أقامت "اتصالات عملانية تكتيكية" مع الحركة.
وقال إن "ذلك هو بهدف ضمان الممر الآمن لإدارة الوضع خارج المطار وغير ذلك".
وأضاف "علينا التفريق بين أنواع الاتصالات العملانية التكتيكية تلك مع طالبان ... والاعتراف الدبلوماسي. الأمران مختلفان".
وقال مسؤولون أميركيون اليوم الجمعة إن من المتوقع أن تعلن الولايات المتحدة إمكانية هبوط رحلات الإجلاء من كابول في مواقع بأوروبا بعد وصول أكبر قاعدة عسكرية لها في الشرق الأوسط في قطر إلى طاقتها القصوى.
لكن مسؤولين قالوا إنه لم تقلع أي طائرة في رحلات إجلاء من كابول على مدى بضع ساعات اليوم الجمعة لعدم توفر مكان يذهبون إليه بعد زيادة التدفق في قاعدة العديد الجوية في قطر، مقر القيادة المركزية الأمريكية التي تستضيف بالفعل 8000 من الأفغان الذين تم إجلاؤهم.
وقال مسؤول كبير في الإدارة إن القائد الأميركي على الأرض أصدر أمرا باستئناف الرحلات.
وقال المسؤول الأميركي الذي رفض نشر اسمه إن إعلان وزارة الخارجية الأميركية قد يشمل المزيد من الوجهات بما فيها البحرين لكن تم اختيار أوروبا لسهولة توفير الإمدادات اللوجستية عن المناطق الأخرى في العالم.
وقال أحد المسؤولين إن الرحلات ستتجه على الأرجح إلى غرب أوروبا وجنوبها.
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في بيان إن برلين اتفقت مع واشنطن على إيواء من يتم إجلاؤهم بشكل مؤقت في قاعدة رامشتاين الجوية. ولم يتضح على الفور ما هي الدول الأوروبية الأخرى التي ستشارك في هذا الجهد.
ورفضت وزارة الخارجية الأميركية التعليق لكنها قالت إنها "تعرب عن الامتنان لجميع شركائنا الذين يلعبون دورا في هذا الجهد".