طالبان تعايد الأفغان بوقف النار

بعد يومين من اعلان الرئيس الافغاني وقفا احاديا لإطلاق النار، الحركة المتطرفة توافق لأول مرة منذ بدء الحرب قبل 17 عاما على هدنة خلال ايام عيد الفطر.
ناشطة حقوقية: تعيش طالبان!
الجيش الأميركي 'سيحترم' هدنة العيد
الهدنة لا تشمل الدولة الاسلامية في أفغانستان
طالبان تتوعد بالشراسة اذا تعرضت لهجوم اثناء الهدنة

كابول - أعلنت حركة طالبان السبت وقفا لاطلاق النار لمدة ثلاثة أيام مع قوات الامن الافغانية خلال عيد الفطر للمرة الاولى منذ 2001 وبعد يومين على اعلان الرئيس أشرف غني وقفا أحاديا لاطلاق النار.
الا ان الحركة حذرت في بيان نشرته على تطبيق "واتساب" من أنها ستواصل عملياتها ضد "قوات الاحتلال" الاجنبية في البلاد وانها ستدافع عن نفسها "بشراسة" في حال تعرضها لهجوم.
وهذه المرة الاولى منذ اطاحة الحركة قبل 17 عاما اثر تدخل عسكري لتحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة، التي يعلن فيها المتمردون أي وقف لاطلاق النار.
وكتبت الحركة في بيانها أن "على كل المجاهدين وقف العمليات الهجومية ضد القوات الافغانية خلال الأيام الثلاثة الاولى لعيد الفطر"، مضيفة "لكن اذا تعرض المجاهدون لهجوم فسندافع عن أنفسنا بشراسة".
وكان الرئيس أشرف غني الذي ظلت دعواته من أجل السلام دون رد حتى الان، أعلن الخميس وقفا أحاديا لاطلاق النار مع حركة طالبان لكن ليس مع تنظيم الدولة الاسلامية.
وأوضح غني ان وقف اطلاق النار سيستمر من "الـ27 من رمضان حتى اليوم الخامس من عيد الفطر"، أي بين 12 و19 حزيران/يونيو الحالي.
واعلن الجنرال الاميركي جون نيكولسون قائد قوات الحلف الاطلسي ان قواته "ستحترم" الهدنة التي تستثني "مكافحة الارهاب".
واوضح الرئيس الافغاني ان هذا القرار غير المسبوق يأتي بعد "الفتوى التاريخية الصادرة عن مجلس العلماء الافغان" الذين اعتبروا الاثنين أن القتال باسم الجهاد في افغانستان، أمر "غير شرعي" في الإسلام، داعين لعقد مباحثات سلام.

الرئيس الافغاني مدعوم بـ'فتوى تاريخية' تحرم الهجمات الانتحارية
الرئيس الافغاني مدعوم بـ'فتوى تاريخية' تحرم الهجمات الانتحارية

وكان مجلس العلماء الافغان الذي عقد جمعية كبرى (لويا جيرغا) الاثنين في كابول بحضور آلاف رجال الدين الذين قدموا من 34 محافظة، نشر فتوى من سبع نقاط تعلن ان "الهجمات الانتحارية والتفجيرات تتعارض مع الاسلام وهي حرام".
وبعد ساعة على نشر هذه الفتوى التي بثت مباشرة على التلفزيون، فجر انتحاري نفسه عند مدخل الخيمة التي كانت تعقد فيها الجمعية موقعا سبعة قتلى في اعتداء تبناه تنظيم الدولة الاسلامية.
في نهاية شباط/فبراير وخلال مؤتمر اقليمي، عرض الرئيس غني اجراء محادثات سلام مع حركة طالبان على ان تتمكن الحركة من ان تصبح حزبا سياسيا اذا وافقت على وقف اطلاق النار واعترفت بدستور العام 2004.

أخيرا يمكننا التنهد بارتياح خلال ايام العيد الثلاثة وامل ان يتحول وقف اطلاق النار الى وقف دائم

ومنذ ذلك الحين لم ترد حركة طالبان رسميا على مبادرته. لكنها واصلت الاعتداءات الدامية مستهدفة بشكل خاص القوات الامنية والشرطة والجيش منذ بدء شهر رمضان مع مواصلة القتال في عدة ولايات لا سيما في غرب البلاد ووسط شرقها.
وفي الوقت الذي يجد فيه المدنيون أنفسهم في الخط الاول للنزاع المتواصل، بينما يواجه الجيش باستثناء القوات الخاصة صعوبات في رص صفوفه، كتبت ديوا نيازي الناشطة لحقوق النساء على شبكات التواصل الاجتماعي "تعيش طالبان".
واضافت نيالز "أخيرا يمكننا التنهد بارتياح خلال ايام العيد الثلاثة وامل ان يتحول وقف اطلاق النار الى وقف دائم".
الا ان المحلل السياسي الافغاني هارون مير "المسرور للرد الايجابي لطالبان" على عرض غني، اعتبر في حديث مع وكالة الصحافة الفرنسية انه "من المبكر جدا الشعور بالتفاؤل"، مضيفا "لا نعلم ماذا سيحصل في الايام التي ستسبق العيد أو تليه".
والاسبوع الماضي أعلن الجنرال جون نيكلسون ان المتمردين "يتفاوضون سريا" مع السلطات الافغانية.
وقال "هناك محادثات مكثفة ضمن حركة طالبان وهذا يفسر لماذا لم نتلق ابدا ردا رسميا على عرض السلام الذي قدمه الرئيس غني".