طالبان على مداخل كابول بانتظار استسلام الحكومة او القتال
كابول – أعلنت وزارة الداخلية في افغانستان ان حركة طالبان بدأت بدخول العاصمة كابول من مختلف الاتجاهات لكن ناطقا باسم المتمردين قال ان مقاتلي الحركة لديهم أوامر بالبقاء عند مداخل كابول وعدم دخولها، وذلك بعد سقوط المدن الرئيسية بيدها غالبا دون قتال في اطار هجومها الواسع والسريع منذ اسابيع.
وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان في بيان إن الحركة تجري محادثات مع الحكومة من أجل تسليم كابول سلميا.
ويأتي دخول العاصمة بعد نجاحات خاطفة حققتها الحركة التي أطاحت بها الولايات المتحدة من الحكم بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001. وأصاب انهيار دفاعات الحكومة الأفغانية الدبلوماسيين بالدهشة وقدرت المخابرات الأميركية أن العاصمة الأفغانية يمكنها الصمود ثلاثة أشهر على الأقل.
وجاء في بيان الحركة أن "مقاتلي طالبان في وضع الاستعداد على جميع مداخل كابول لحين الاتفاق على انتقال السلطة سلميا وبشكل مرض".
وسيطرت حركة طالبان على مدينة جلال آباد بشرق أفغانستان الأحد دون قتال لتتقلص المساحة التي تسيطر عليها الحكومة الأفغانية المتداعية إلى ما يزيد قليلا عن كابول العاصمة.
وأرسلت الولايات المتحدة المزيد من الجنود إلى العاصمة المحاصرة للمساعدة في إجلاء مواطنيها بعد تقدم طالبان الخاطف الذي وضعها على بعد أيام من دخول كابول.
وبالسيطرة على جلال آباد تحكمت الحركة في طريق سريع مؤدي إلى مدينة بيشاور الباكستانية.
ويأتي ذلك بعد سيطرة طالبان على مدينة مزار الشريف الرئيسية في الشمال بدون مقاومة أيضا.
وقال مسؤول أفغاني في جلال آباد "لا توجد اشتباكات حاليا في جلال آباد لأن الحاكم استسلم لطالبان. فتح المجال أمام مرور طالبان كان السبيل الوحيد لإنقاذ حياة المدنيين".
وقال مسؤول أمني آخر إن طالبان وافقت على توفير ممر آمن لمسؤولي الحكومة وقوات الأمن لمغادرة جلال آباد.
وأضاف المسؤول إن قرار الاستسلام اُتخذ لتجنب "سقوط ضحايا وحدوث دمار".
واجتاحت طالبان البلاد في الأسابيع الأخيرة مع انسحاب القوات التي تقودها الولايات المتحدة.
وزادت حملة الحركة في الأسبوع الأخير بسرعة خاطفة صدمت الدول الغربية خاصة في ظل انهيار دفاعات الجيش الأفغاني.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن يوم السبت إنه وافق على نشر خمسة آلاف جندي للمساعدة في إجلاء المواطنين وضمان تقليص عدد العسكريين الأميركيين بطريقة "منظمة وآمنة". وذكر مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية أن العدد يشمل ألف جندي من الفرقة 82 المحمولة جوا.
وقال مسؤولون محليون إن قوات طالبان دخلت مزار الشريف يوم السبت دون مقاومة تذكر مع فرار قوات الأمن عبر الطريق السريع إلى أوزبكستان الواقعة شمالا على بعد نحو 80 كيلومترا.
وأظهر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لم يجر التحقق منه مركبات تابعة للجيش الأفغاني ورجالا بالزي العسكري يحتشدون على الجسر الحديدي الرابط بين بلدة حيرتان الأفغانية وأوزبكستان.
وفر أيضا اثنان من أبرز قادة الميليشيات ذوي النفوذ وهما عطا محمد نور وعبدالرشيد دوستم.
وقال نور على وسائل التواصل الاجتماعي إنه جرى تسليم إقليم بلخ، حيث تقع مزار الشريف، إلى طالبان نتيجة "مؤامرة".
وقالت طالبان في بيان في ساعة متأخرة من مساء السبت إن مكاسبها السريعة تثبت أنها تحظى بقبول لدى الشعب الأفغاني كما طمأنت الأفغان والأجانب على حد سواء بأنهم سيكونون في أمان.
وذكرت الحركة في البيان أنها "تؤكد مرة أخرى لجميع مواطنيها أنها ستعمل كعادتها على حماية حياتهم وممتلكاتهم وشرفهم وتهيئة بيئة سلمية وآمنة لأمتها الحبيبة. ولا ينبغي لأحد أن يقلق على حياته". وأضافت أن الدبلوماسيين وموظفي الإغاثة لن يواجهوا أي مشاكل.
لجأ بعض الأفغان إلى كابول التي بدت معزولة بشكل متزايد فرارا من أقاليمهم وخوفا من عودة الحكم الإسلامي المتشدد.
وقال أحد السكان إن مئات الناس قضوا ليلتهم في خيام أو في العراء بكابول وعلى جوانب الطرق وفي أماكن انتظار السيارات. وتابع قائلا "تستطيع أن ترى الخوف في وجوههم".
تستطيع أن ترى الخوف في وجوه الناس
وتعجل حكومات غربية خطط إجلاء موظفي سفاراتها ومواطنيها والأفغان الذين عملوا لديها. ووصل جنود أميركيون إلى كابول لحماية العملية والسيطرة على المطار.
وذكرت وسائل إعلام بريطانية أن السفير البريطاني سيغادر أفغانستان مساء الأحد. وأوضحت التقارير أن بريطانيا، التي أرسلت 600 جندي، عجلت إجراءات إجلاء البريطانيين بسبب مخاوف متزايدة من احتمال اجتياح طالبان للمطار.
وقال بايدن إن إدارته أبلغت مسؤولي طالبان في قطر أن أي تحرك يضع الأميركيين في خطر "سيواجه برد عسكري أميركي سريع وقوي".
كانت طالبان سيطرت في وقت سابق على مدينة بل علم عاصمة إقليم لوجار التي تقع على بعد حوالي 70 كيلومترا جنوبي كابول، حسبما نقلت وكالة رويترز للانباء عن عضو مجلس محلي.
لكن مسؤولي الشرطة نفوا التقارير التي أفادت باقتراب طالبان بشكل أكبر من كابول عبر بل علم وهي نقطة انطلاق لهجوم محتمل على العاصمة.
وسيطرت طالبان على قندهار أكبر مدن الجنوب يوم الجمعة مع اكتمال انسحاب القوات الدولية بعد 20 عاما من الحرب التي اندلعت في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول على الولايات المتحدة عام 2001 .
وسقطت هرات، وهي أكبر مدن الغرب قرب حدود إيران، يوم الجمعة أيضا.
ويواجه بايدن انتقادات محلية متزايدة مع سيطرة طالبان على المدن الأفغانية واحدة تلو الأخرى بوتيرة أسرع مما كان متوقعا لكنه دافع عن خطة الانسحاب التي بدأها سلفه دونالد ترامب لإنهاء المهمة العسكرية الأميركية بأفغانستان بحلول 31 أغسطس/آب.
وقال بايدن السبت "الوجود الأميركي بلا نهاية وسط صراع أهلي ببلد آخر غير مقبول عندي".