طالبان وكابول تتفاوضان والأيادي لم تفارق الزناد

مسؤولون أفغان يعلنون مقتل العشرات في شرق البلاد في أعنف اشتباكات بين الحركة المتشددة والقوات الأفغانية في أحدث جولة عنف تزامنا مع مفاوضات سلام تستضيفها الدوحة برعاية أميركية.
وزير الدفاع الأفغاني يحمل طالبان المسؤولية عن معارك ننغارهار
العودة إلى مربع العنف تبدد فرص التوصل لاتفاق سلام بين الأفغان
11 قتيلا من القوات الأفغانية و30 من طالبان في أحدث اشتباكات بين الطرفين

جلال أباد (أفغانستان) - اندلعت معارك شديدة بين القوات الأفغانية وحركة طالبان أسفرت عن مقتل العشرات في منطقة مضطربة في شرق البلاد، وفق ما أعلن مسؤولون الخميس، فيما واصل المفاوضون من الجانبين محادثات السلام في قطر.

ومن شأن هذه المعارك أن ترخي بظلال ثقيلة على مفاوضات السلام في الوقت الذي يترقب فيه العالم أن تفضي إلى اتفاق بين الفرقاء الأفغان لإنهاء أطول صراع دموي.

وفي مشهد شديد التعقيد وتتداخل فيه عديد الأطراف المسلحة، قد تبدد الاشتباكات الأخيرة فرص التوصل لاتفاق تقاسم السلطة وإنهاء موجة العنف.

وأفاد المتحدث باسم حاكم ننغارهار عطاء الله خوغياني بأنّ الاشتباكات اندلعت ليلا في ثلاث مقاطعات في ولاية ننغارهار بعدما هاجم مقاتلو طالبان عدة نقاط تفتيش للقوات الأفغانية والميلشيات الموالية للحكومة.

وأضاف أن 11 على الأقل من أفراد الأمن الأفغان قتلوا في المعارك في منطقة حساراك، فيما قتل ثمانية من عناصر الميلشيات الموالية للحكومة في منطقة خوغياني.

وأوضح خوغياني أنّ نحو 30 من مقاتلي طالبان لقوا حتفهم في الاشتباكات بينهم بعض الأجانب. ولم تعلّق الحركة المتمردة على تفاصيل المعارك حتى الآن.

مفاوضات الدوحة.. المؤشرات ايجابية على الورق سلبية ميدانيا في افغانستان
مفاوضات الدوحة.. المؤشرات ايجابية على الورق سلبية ميدانيا في افغانستان

ويأتي القتال الأخير فيما تجري الحكومة الأفغانية وطالبان محادثات في الدوحة تهدف إلى إنهاء الصراع المستمر منذ فترة طويلة.

وألقى وزير الدفاع الأفغاني بالوكالة أسد الله خالد باللوم على طالبان في اندلاع القتال.

وقال في مراسم سلمت فيها القوات الأميركية أربع طائرات من طراز "إيه-29 سوبر توكانو" إلى الجيش الأفغاني "لم تحدث هجمات من جانبنا... الأعداء يواصلون الهجوم وسفك دماء الأفغان".

وقال المسؤول الحكومي الأفغاني المكلّف بالإشراف على عملية السلام عبدالله عبدالله إن المحادثات الجارية تشكّل فرصة لإنهاء الحرب.

وتابع أن الطرفين المتحاربين يجلسان إلى طاولة المفاوضات وهذه سابقة في النزاع الدائر منذ ثلاثة عقود.

والخميس قال عبدالله في مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية "نقر بضرورة الالتقاء والجلوس سويا إلى طاولة المفاوضات وطرح وجهات نظرنا المختلفة وإيجاد سبل لحل هذه الخلافات".

وأكد أن المفاوضات تهدف إلى "إيجاد سبل تمكننا من العيش معا في ظل خلافات نتصارع حولها بالسياسة وليس بالعنف".

والسبت، بدأت محادثات السلام بعد شهور من التأخير بسبب عملية تبادل سجناء مثيرة للجدل بين الجانبين.

وتأتي المفاوضات نتيجة اتفاق بين طالبان وواشنطن تم توقيعه في فبراير/شباط ومهد الطريق أيضا لسحب جميع القوات الأجنبية بحلول مايو/ايار من العام المقبل.