طرائف تسخر من أحلام الشباب في 'قرعة دمريكان'

المخرج المغربي هشام الركراكي يحكي في هذا الحوار عن أهمية الصداقة في تقوية الروابط الاجتماعية كجزء لا يتجزأ من الدعم العاطفي.

الرباط - يتناول فيلم "قرعة دمريكان" للمخرج هشام الركراكي قصة صديقين لا ينفصلين، "حبيب" و"لبيب" يحلمان بحياة أفضل بكثير من تلك التي يعيشانها، ومن أجل ذلك يشاركان في قرعة الهجرة إلى الولايات المتحدة متعاهدين بالبقاء مخلصين لاتفاقهم في المغادرة معًا أو البقاء معًا، لكن الأمور لا تسير كما خططا لها مما يؤدي بهما إلى الوقوع في مواقف ومنعطفات كوميدية.

العمل من سيناريو هشام الركراكي، وبطولة كل من فيصل عزيزي، وهاشم البسطاوي،  وعزيز حطاب، وسعاد النجار، وحميد النيدر، ونفيسة الدكالي.

كيف حققت القصة روح الصداقة بين "لبيب" و"حبيب"؟

تحمل الصداقة قيمة عميقة في المجتمع المغربي، إذ تعتبر ركيزة أساسية في تكوين الروابط الاجتماعية والثقافية، ويُطلق عليها في اللهجة المحلية اسم "الصحبة" أو "العشرة"، وتُعتبر عنصراً أساسياً للسعادة الفردية وتماسك المجتمع.

وتجسد الصداقة بين "حبيب" و"لبيب" الوفاء والثقة والتضامن، فهي ليست مجرد صداقة عابرة، بل علاقة تمتد لتشمل الروابط الدائمة المبنية على الخبرات المشتركة والرعاية الحقيقية وتتطور هذه الصداقات غالباً لتصبح علاقات تشبه العائلة ويُعتبر الأصدقاء جزءًا لا يتجزأ من شبكة الدعم الاجتماعي والعاطفي ويتمتعون بالرعاية والترحاب والضيافة في جميع المواقف، سواء في الأوقات السعيدة أو الصعبة.

كيف أعددت الممثلين لنقل تجربة الشخصيات ومعاناتهم؟

أداء الممثلين هو عنصر حاسم في تجسيد الشخصيات بشكل مقنع على الشاشة، إذ يتطلب الأمر تحليلا شاملا لأبعاد كل شخصية، بما في ذلك فهم خلفيتها ودوافعها وصراعاتها وتطورها على مدى القصة، بالإضافة إلى كيفية تفاعلها مع الشخصيات الأخرى.

ثم يأتي دور لغة الجسد، والتي تشمل الوضعية والإيماءات والحركة، بالإضافة إلى اللكنة والنبرة ودرجة الصوت، والتي تعكس معلومات هامة حول هوية الشخصية وعواطفها ونواياها، كما يتعلق الأمر بالعمق العاطفي للشخصية وضعفها وديناميكيات العلاقات مع الاخر، ومن خلال دمج هذه التقنيات وغيرها، ينجح الممثلون في إحياء الشخصيات بشكل فعّال على الشاشة، مما يسهم في خلق تفاعلات معقولة مع الجمهور.

ما هي التحديات التي واجهتك خلال عملية الإخراج خاصةً في تصوير المشاهد الكوميدية؟

تنسيق إيقاع المشاهد الكوميدية بعناية لتحقيق أقصى قدر من تأثيرها وضمان وصول النكات إلى وعي الجمهور، إذ يُعتبر هذا التحدي كبيرًا بالنسبة لي، حيث يجب أن أضع في اعتباري الحساسيات الثقافية وأن أتجنب استخدام الفكاهة التي قد تكون مسيئة أو غير مناسبة لبعض الناس، كما يجب أن يظل الحوار والأسلوب الكوميدي متناغمين طوال الفيلم لضمان تجربة مشاهدة متماسكة ومرضية.

كيف وازنت بين العناصر الكوميدية والدرامية في الفيلم؟

تحقيق التوازن الدقيق بين العناصر المختلفة لسرد القصص يتطلب اهتمامًا دقيقًا واستراتيجيات محكمة، إذ يُعتبر تعقيد الشخصيات الرئيسية أحد أولوياتي، حيث ينبغي لها أن تكون متعددة الأبعاد، مما يمكنها من التنقل بين المواقف الكوميدية والدرامية بسلاسة، ويجب أن تكون هذه الشخصيات ذات عمق وتعقيد يربطها بالجمهور، مما يتيح لها التحول بسهولة بين اللحظات المفرحة والحزينة.

أما الاستراتيجية الثانية، فتتمثل في الاهتمام بالتوقيت والإيقاع وضبط وتنسيق اللحظات الكوميدية والدرامية داخل القصة، إذ يجب أن تأتي النكتة الكوميدية في الوقت المناسب لتخفيف التوتر في المشهد الدرامي، بينما يمكن للحظات الدرامية المؤثرة أن تضيف عمقًا إلى القصة الكوميدية، وعلى الرغم من ذلك، ينبغي الحفاظ على سخرية منسجمة طوال القصة لضمان تكامل العناصر الكوميدية والدرامية بدلاً من التصادم.