طرود "مفخخة" توقظ مخاوف من الإرهاب المحلي في أميركا

في حين تشهد الولايات المتحدة حالة من الاستقطاب الشديد تحت حكم الرئيس دونالد ترامب، فقد أثارت طرود يشتبه في احتوائها مواد متفجرة لشخصيات بينها الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما والمرشحة الديمقراطية السابقة للرئاسة هيلاري كلينتون وشبكة سي ان ان، مخاوف جديدة بشأن التنافس السياسي الذي سيحسم إن كان بمقدور الديمقراطيين تحدي الأغلبية التي يتمتع بها الجمهوريون بزعامة ترامب في الكونغرس.

رئيس مجلس الشيوخ يحذر من إرهاب داخلي
كلينتون تعتبر استهدافها بطرد مشبوه "مرحلة مقلقة" نتيجة الانقسامات
البيت الأبيض يندد بمحاولة تنفيذ هجمات على أوباما وكلينتون
هجمات الطرود "المفخخة" تأتي قبل أسبوعين على انتخابات التجديد النصفي

واشنطن - بدأت السلطات الاتحادية تحقيقات فورية في واقعة طرود مشبوهة أرسلت إلى الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما والمرشحة الديمقراطية السابقة للرئاسة هيلاري كلينتون ومكتب شبكة سي.إن.إن في نيويورك قبل أقل من أسبوعين على انتخابات الكونغرس الأميركي.

وقال جهاز أمن الرئاسة الأميركي إن الطرد الذي أرسل إلى كلينتون اكتشف في وقت متأخر يوم الثلاثاء في حين تم العثور على الطرد الذي أرسل إلى أوباما في وقت مبكر اليوم الأربعاء وذلك خلال فحص روتيني للبريد في منشأة منفصلة عن المجمع الرئيسي للبيت الأبيض.

وأفاد جهاز أمن الرئاسة بأن أوباما وكلينتون ليسا معرضين لأي خطر.

وفي حين تشهد البلاد حالة من الاستقطاب الشديد تحت حكم الرئيس دونالد ترامب فقد أثارت الطرود مخاوف جديدة بشأن التنافس السياسي الذي سيحسم إن كان بمقدور الديمقراطيين تحدي الأغلبية التي يتمتع بها الجمهوريون بزعامة ترامب في الكونغرس الأميركي.

وأرسلت قنبلة في وقت سابق هذا الأسبوع إلى منزل جورج سوروس أحد المانحين الكبار للحزب الديمقراطي. ويقع منزل سوروس في أحد ضواحي نيويورك.

وقال مدير محطة سي.إن.إن جيف زوكر في مذكرة للموظفين إنه تم إخلاء مبنى تايم وارنر الذي يضم غرفة أخبار للمحطة في نيويورك "كإجراء احترازي" بعد العثور على طرد مثير للريبة في غرفة البريد.

ودأب ترامب على الهجوم على محطة سي.إن.إن وعلى وصف وسائل الإعلام الإخبارية بأنها "عدو للشعب" كما يصف التغطية النقدية بأنها "أنباء كاذبة".

وندد البيت الأبيض في بيان بمحاولة تنفيذ هجمات على أوباما وكلينتون.

وقالت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض "الأفعال المروعة هذه تتسم بالخسة وستتم محاسبة المسؤولين عنها بأقصى مدى للقانون".

وأضافت "جهاز أمن الرئاسة الأميركية ووكالات إنفاذ القانون الأخرى تحقق في الأمر وسيتخذون كل الإجراءات اللازمة لحماية أي شخص معرض للتهديد جراء هذه الأفعال الجبانة".

وأعلنت هيلاري كلينتون المرشحة السابقة للانتخابات الرئاسية في العام 2016 ووزيرة الخارجية السابقة إن الولايات المتحدة تشهد "مرحلة مقلقة"وذلك بعد استهدافها الأربعاء بطرد مشبوه يمكن أن يحوي مواد متفجرة.

وقالت كلينتون من فلوريدا حيث من المقرر أن تشارك في تجمع استعدادا لانتخابات منتصف الولاية في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني "إنها مرحلة مقلقة، مرحلة انقسامات عميقة وعلينا أن نقوم بكل ما نستطيع لتوحيد بلادنا".

وندد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونائبه مايك بنس اليوم الأربعاء، بمحاولة استهداف مسؤولين سابقين بطرود بريدية مفخخة.

ونشر بنس تغريدة على حسابه بتويتر قال فيها "هذه الأعمال الجبانة خسيسة وليس لها مكان في هذا البلد".

وأضاف "نحن ممتنون للرد السريع من جانب جهاز الخدمة السرية ومكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) ومسؤولي تنفيذ القانون المحليين"، مضيفا أنه سيتم إحضار المسؤولين عن ذلك أمام العدالة.

وبعيد تغريدة بنس، أعاد ترامب نشر تغريدة نائبه على حسابه وقال فيها إنه "يتفق بكل إخلاص" مع هذا البيان.

وتابع جهاز الخدمة السرية الأميركي في بيان، أنه "تم التعرف فورا على الطردين أثناء مرورهما على جهاز المسح".

وأضاف "لم يصل الطردان إلى أوباما أو كلينتون، كما أنه لا يوجد خطر بوصول أي من مثل تلك الطرود إليهما".

وقال البيان، إن الجهاز سيجري تحقيقا جنائيا شاملا لتحديد مصدر هذين الطردين.

وندد الرئيس الجمهوري لمجلس الشيوخ الأميركي الأربعاء بما اعتبره "إرهابا داخليا" بعد إرسال طرود مشبوهة إلى أوباما وكلينتون وشبكة سي إن إن.

وقال ميتش ماكونيل في بيان "أضم صوتي إلى جميع الأميركيين لإدانة محاولات الارهاب الداخلي التي حصلت اليوم"، موجها الشكر إلى قوات الأمن ودوائر البريد "التي تحمي قادتنا وشخصياتنا العامة في مواجهة هذه الأفعال المرفوضة".

بدوره ندد الرئيس الجمهوري لمجلس النواب بشدة بإرسال هذه الطرود قبل أقل من أسبوعين من موعد الانتخابات التشريعية.

وكتب على تويتر "لن نقبل بأي محاولة لإرهاب الشخصيات العامة. ينبغي إحالة المسؤولين عن هذه الأفعال المدانة على القضاء".

واعترضت السلطات الأمنية الأميركية الأربعاء رزماً مشبوهة يخشى أن تحتوي على مواد متفجرة موجهة إلى الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما ومرشحة الرئاسة السابقة هيلاري كلينتون ومحطة سي إن إن قبل 13 يوما من انتخابات منتصف الولاية.

ولاحقا، أعلنت شرطة فلوريدا الأربعاء أنها تحقق في العثور على "طرد مشبوه" قرب مكتب العضو في الكونغرس ديبي واسرمان شولتز، الرئيسة السابقة للجنة الوطنية في الحزب الديمقراطي.