طعون حزب أردوغان في الانتخابات البلدية تؤجج التوتر مع الغرب

الرئيس التركي يصعد ضدّ الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي باتهامهما بالتدخل في شؤون تركيا الداخلية على خلفية سعي حزبه المحموم للالتفاف على نتائج الانتخابات البلدية.

أردوغان لواشنطن وبروكسل: الزما حدودكما
الانتكاسة الانتخابية للعدالة والتنمية في اسطنبول تربك حزب أردوغان
حزب أردوغان يرفض التسليم بهزيمة مرشحه في اسطنبول
أردوغان يلوّح بالتصعيد لاستعادة بلدية رئاسة اسطنبول

إسطنبول - في خطوة جديدة من شأنها أن تفاقم التوتر مع الغرب، هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الجمعة كلا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وهذه أحدث حلقة تصعيد تأتي على خلفية الانتخابات المحلية التركية وتوترات متراكمة بسبب خلافات حول عدة ملفات محلية وإقليمية ودولية.

وقال أردوغان، إن الولايات المتحدة وأوروبا تحاولان التدخل في شؤون تركيا الداخلية، وعليهما الالتزام بحدودهما.

وجاء تصريح الرئيس التركي ردا على تعليقات دول غربية على نتائج الانتخابات المحلية في تركيا والتي أظهرت انتكاسة حزب العدالة والتنمية الحاكمة لأول مرة منذ 16 عاما خاصة في اسطنبول وأنقرة وفي ظل سجالات بين المعارضة والحزب الحاكم بعد تقديم الأخير طعونا في النتائج.

وأشار أردوغان إلى أنه "بعد الانتهاء من التصويت في الانتخابات، دخلنا في المسار القضائي لتقديم طعون على النتائج"، مضيفا أن الأحزاب التركية تقوم بإجراءات طعونها، و"هذا حق طبيعي لها".

فوز مرشح المعارضة التركية أكرم إمام أوغلو برئاسة بلدية اسطنبول يوجه صفعة انتخابية لأردوغان
فوز أكرم إمام أوغلو برئاسة بلدية اسطنبول ينهي 16 عاما من هيمنة حزب العدالة والتنمية

ويتمسك الحزب الحاكم في تركيا بحسم الانتخابات البلدية لصالحه حيث جدد الرئيس التركي تأكيده اليوم الجمعة أن 'تحالف الشعب' الذي يضم حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، حصل على 53.3 بالمئة من الأصوات في الانتخابات المحلية، مضيفا "تحالف الشعب فاز في 25 قضاء من بين 39 من إجمالي أقضية إسطنبول".

وحول الطعون المقدمة، قال أردوغان "إذا لم تستجب لجنة الانتخابات باسطنبول على طلبنا فسيتولد لدينا حق اللجوء إلى اللجنة العليا للانتخابات"، مشدّدا على أن الأغلبية الساحقة في مجلس بلدية إسطنبول بيد تحالف الشعب.

وكان المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي عمر جليك قال في تصريحات أدلى بها يوم الخميس "لا يمكن لأي مؤسسة تابعة لدولة أجنبية أن تكون مصدرا لشرعية نتائج الانتخابات في تركيا".

وأضاف في مؤتمر صحفي بالمقر الرئيسي للحزب في العاصمة أنقرة، أن تصريحات متحدث باسم الخارجية الأميركية (في إشارة إلى روبرت بلادينو) حول الانتخابات في تركيا تستحق الإدانة.

وكانت الخارجية الأميركية قد دعت الرئيس التركي وحزبه إلى احترام نتائج الانتخابات. وكان روبرت بلادينو قد قال يوم الثلاثاء إن "الانتخابات الحرة والنزيهة أساس كافة الديمقراطيات، أي أن قبول النتائج المشروعة أمر ضروري ولا ننتظر أقل من ذلك من تركيا التي لها تقليد طويل ومشرف في هذا الصدد".

وتشير النتائج غير الرسمية للانتخابات المحلية في تركيا إلى تقدم مرشح حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو على منافسه بن علي يلدريم لرئاسة بلدية إسطنبول، في وقت قدم فيه حزب العدالة والتنمية اعتراضات لإعادة فرز الأصوات في عدد من الأقاليم.

وكان نائب رئيس حزب العدالة والتنمية علي إحسان ياووز قد قال في وقت سابق إنه جرى تصحيح 11 ألف و109 أصوات لصالح حزبه بعد إعادة فرز 530 صندوقا في إسطنبول.

ولجأ حزب أردوغان للطعون في نتائج الانتخابات ضمن مساع محمومة لانتزاع السيطرة على بلدية اسطنبول والالتفاف على نتائج الانتخابات.

ورغم رفض العدالة والتنمية لنتائج الانتخابات ورغم عمليات إعادة الفرز، لايزال الفرق شاسعا بين مرشح الحزب الحاكم ومرشح المعارضة.

وأكد مرشح حزب المعارضة الرئيسي في الانتخابات المحلية التركية في إسطنبول اليوم الجمعة أنه لا يزال متقدما بفارق 18742 صوتا بعد اكتمال عملية إعادة فرز الأصوات في 17 دائرة من أصل 39 دائرة بالمدينة.

ووجه فوز أكرم إمام أوغلو برئاسة بلدية اسطنبول صفعة شديدة للرئيس التركي الذي راهن طويلا على الحفاظ بهيمنة حزبه على المدن الرئيسية ومنها أنقرة واسطنبول، لكن فوز مرشح المعارضة أنهى 16 عاما من سطوة العدالة والتنمية على بلديات رئيسية في تركيا.