
طهران تبتز واشنطن بورقة طالبان
طهران - تسعى طهران الى استخدام كل الأوراق الممكنة للهروب من أزماتها المتلاحقة وللتملص من الضغوط الأميركية بما في ذلك ورقة طالبان.
وفي هذا الإطار ذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء الأربعاء أن وزير الخارجية محمد جواد ظريف أجرى محادثات في طهران مع وفد من حركة طالبان الأفغانية برئاسة الملا عبد الغني بارادار، أحد مؤسسي الحركة.
وقالت الوكالة إن ظريف عبر عن استعداد إيران لدعم الحوار بين كافة الأطراف الأفغانية بمشاركة حكومة أفغانستان.
ويرى مراقبون ان طهران تسعى لابتزاز الولايات المتحدة وذلك من خلال تطوير علاقاتها مع حركة طالبان في ظل تقارير تؤكد دعم الحكومة الايرانية عناصر الحركة في حربها ضد الحكومة وقوات التحالف.
وتحاول طهران ان تستغل المصاعب التي تواجه القوات الأميركية والغربية في افغانستان وذلك باستغلال الحركة الافغانية التي باتت تؤرق واشنطن وتشغل إدارة ترامب.
ويرى ملاحظون ان إيران تريد ان تحول أفغانستان ساحة لتصفية الحسابات مع واشنطن مع تصاعد المازق الايراني في الساحتين اللبنانية والعراقية.
وفي المقابل تحاول طالبان اللعب على وتر الصراع المتصاعد بين طهران وواشنطن لتحقيق مزيد من المكاسب.
ورغم الخلافات العقائدية وتضارب المصالح بين ايران وطالبان لكن العدو المشترك بينهما يجعلهما يتحالفان ظرفيا.

وترفض طالبان الحوار مع حكومة الرئيس أشرف غني واصفة إياها بأنها دمية أميركية.
وأطلقت طالبان في الأسبوع الماضي سراح أستاذين جامعيين من الولايات المتحدة وأستراليا بعدما احتجزتهما لأكثر من ثلاثة أعوام لتستكمل اتفاقا لتبادل الأسرى، مما جدد الآمال في إحياء محادثات السلام.
وأجرت إيران محادثات مع وفد من طالبان الأفغانية في سبتمبر أيلول بعد أسبوع من انهيار محادثات السلام بين الولايات المتحدة والحركة الإسلامية.
وقالت إيران في ديسمبر/كانون الأول الماضي إنها تجتمع مع ممثلين لحركة طالبان بعلم الحكومة الأفغانية، وذلك بعد تقارير عن محادثات بين الولايات المتحدة وطالبان بشأن وقف إطلاق النار وانسحاب محتمل للقوات الأجنبية.
وكانت وسائل إعلام أميركية السبت، أن ممثلين من حركة طالبان التقوا بالمبعوث الأميركي للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاد في العاصمة الباكستانية إسلام أباد لأول مرة منذ إعلان الرئيس دونالد ترامب، إلغاء محادثات السلام مع الحركة.
ويذهب المحللون إلى أن واشنطن ترتكب ترتكب خطأ قاتلا بمحاولة إعادة تأهيل طالبان التي لن ترضى بدورها بأقل من العودة للسلطة في كابول على أنقاض الحكومة الشرعية الحالية في أفغانستان وجثث رموزها وكل المتعاونين معها.
وكان ترامب قد أعلن في الـ7 سبتمبر/أيلول الماضي وقف المفاوضات مع طالبان التي أحزرت تقدما كبيرا في الفترة الأخيرة، وذلك بعد هجوم في أفغانستان أوقع ضحايا أميركيين.
وتسيطر حركة طالبان التي كثفت من هجماتها بعد توقف المحادثات، على نحو نصف مساحة أفغانستان، ولها نفوذ واسع في المناطق التي لا تسيطر عليها.