طهران تدعم الحكومة العراقية في مواجهة الاحتجاجات الشعبية

الحكومة الإيرانية تدعو العراقيين للتحلي بضبط النفس بعد نحو أسبوع من احتجاجات عفوية منددة بالفساد وبالنفوذ الإيراني، قابلتها قوات الأمن العراقية بالرصاص الحي والمطاطي ما أسفر عن مقتل 100 متظاهر.

عبدالمهدي: الأوضاع تعود تدريجيا إلى طبيعتها
مخاوف من انجرار الفصائل الموالية لإيران لمواجهات مع المحتجين
عبدالمهدي يعلن الاستجابة لمطالب المحتجين المشروعة

طهران/بغداد - دعت إيران اليوم الاثنين الشعب العراقي للتحلي بضبط النفس، مجددة دعمها للحكومة العراقية، فيما أعلن رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي أن الأوضاع في بلاده بدأت في العودة تدريجيا إلى طبيعتها بعد نحو أسبوع من احتجاجات شعبية عفوية قابلتها قوات الأمن بالرصاص الحي والمطاطي وبالغاز المسيل للدموع ما أسفر عن مقتل قرابة 100 متظاهر.  

وقال علي ربيعي المتحدث باسم الحكومة الإيرانية في مؤتمر صحفي "ستقف إيران دوما إلى جانب الأمة العراقية والحكومة العراقية. ندعوهم إلى الحفاظ على الوحدة والتحلي بضبط النفس".

وتعتبر الاحتجاجات التي تفجرت تنديدا بالفساد وللمطالبة بالتشغيل التحدي الأمني والسياسي الأكبر الذي تواجهه حكومة عبدالمهدي التي تشكلت قبل عام.

وتتوجس إيران من الاحتجاجات الشعبية التي رفعت فيها شعارات منددة بالنفوذ والتغلغل الإيراني في مفاصل الدولة العراقية وتخشى من أن تعرقل مشروعها في العراق.

كما أحيت المواجهات العنيفة بين الشرطة والمحتجين المناهضين للحكومة مخاوف من دوامة عنف جديدة قد تجر إليها فصائل مسلحة ذات نفوذ ويستغلها تنظيم الدولة الإسلامية.

وأبدت فصائل الحشد الشعبي الموالية لإيران استعدادها للتدخل لإخماد الاحتجاجات بينما قام مسلحون مجهولون بالاعتداء على مكاتب قنوات تلفزيونية عربية تغطي الأحداث على مدار الساعة، وسط اعتقاد بأن من اعتدى على مكاتب تلك القنوات هم من الميليشيات الشيعية الموالية لطهران.

ولعبت قوات الحشد الشعبي التي تضم فصائل شيعية تدعمها إيران دورا مهما في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية واندمجت رسميا في صفوف القوات المسلحة العراقية العام الماضي تحت قيادة عبدالمهدي.

تطورات الاحتجاجات في العراق
تطورات الاحتجاجات في العراق

وألقت إيران على ما يبدو بثقلها في قمع المحتجين أو التوجيه بتقويض حراكهم خوفا من أن تنتقل العدوى إلى ساحتها المضطربة أصلا بسبب فضيحة انتشار الايدز في إحدى البلدات الإيرانية في حادثة فجّرت خلال الأيام القليلة الماضية اضطرابات قمعتها السلطات بالقوة.

واتهم مسؤولون إيرانيون واشنطن وتل أبيب بتأجيج التوتر الاجتماعي، فيما قال رجل دين يوم الجمعة إن الاضطرابات مدبرة من قبل أعداء إيران لعرقلة أربعينية الحسين المقررة هذا الشهر.

وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية إن طهران ستواصل أيضا جهودها لتهدئة التوتر في المنطقة من خلال تحسين العلاقات مع جيرانها الخليجيين.

وتصاعد التوتر في المنطقة بعد هجمات على منشأتي نفط سعوديتين يوم 14 سبتمبر/أيلول. وتتهم واشنطن والرياض طهران بالمسؤولية عنها مما أثار مخاوف من مواجهة مباشرة قد تؤدي إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط.

وتنفي طهران أي دور لها في الهجوم الذي أعلنت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع طهران مسؤوليتها عنه.

وقال رئيس الوزراء العراقي اليوم الاثنين إن الأوضاع في بلاده بدأت في العودة تدريجيا إلى طبيعتها بعد نحو أسبوع من احتجاجات شعبية عفوية قابلتها قوات الأمن بالرصاص الحي والمطاطي وبالغاز المسيل للدموع ما أسفر عن مقتل قرابة 100 متظاهر.

وجاءت تصريحات عبدالمهدي بينما أعلنت طهران دعمها الكامل للحكومة العراقية في مواجهة الاحتجاجات داعية العراقيين لضبط النفس.

وأكد رئيس الوزراء العراقي اليوم الاثنين على الاستجابة لمطالب المحتجين المشروعة، مضيفا خلال استقباله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والوفد المرافق له، استمرار الحكومة في الاستجابة لمطالب المحتجين المشروعة.