طهران تكابر على وقع التوتر مع واشنطن برفض لقاحات من الغرب

النظام الإيراني يمنع استلام أي لقاحات من أميركا وبريطانيا في خطوة تهدد صحة شعبه في وقت تعاني فيه إيران المنهارة اقتصاديا تفشيا مروعا للوباء وتعجز عن مكافحته دون مساعدات دولية.
خامنئي: لا نثق في لقاحات بريطانيا وأميركا
لمخالفة القواعد، تويتر يحجب تغريدة لخامنئي بشأن اللقاحات الأميركية والبريطانية

طهران - سار الرئيس الإيراني حسن روحاني على خطى الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي في رفض استيراد لقاحات من بريطانيا والولايات المتحدة لمكافحة فيروس كورونا، فيما يبدو أن النظام الإيراني يكابر على وقع التوتر مع واشنطن بعدم الخضوع للتجارب الغربية في خطوة تهدد صحة شعبه في وقت تشهد فيه إيران تفشيا مروعا للوباء.

وتصنف إيران على رأس قائمة البلدان الأكثر تضررا من الوباء في منطقة الشرق الأوسط، حيث سجلت منذ بدء انتشاره أكثر من 56 ألف وفاة وحوالي 1.3 مليون إصابة.

ومع تطبيق إغلاق عام صارم تراجع عدد الإصابات بالفيروس في الأسابيع القليلة الماضية، لكن لا يزال يتم تسجيل ما بين 85 و100 حالة وفاة وأكثر من 6 آلاف إصابة جديدة يوميا.

وقال روحاني السبت إن بلاده لن تسمح للشركات الأجنبية باختبار لقاحات الوقاية من كوفيد-19 على الشعب الإيراني، وذلك بعد يوم من منع خامنئي استيراد اللقاحات من الولايات المتحدة وبريطانيا.

وأضاف في تصريحات تلفزيونية "أرادت شركات أجنبية أن تعطينا لقاحات لتتم تجربتها على الشعب الإيراني إلا أن وزارة الصحة منعت ذلك"، لكنه لم يذكر أسماء الشركات ولم يدل بالمزيد من التفاصيل.

وتابع "لن يكون شعبنا أداة اختبار لشركات تصنيع اللقاحات، سنشتري لقاحات أجنبية آمنة".

وكان خامنئي قد قال أمس الجمعة إن الولايات المتحدة وبريطانيا "غير جديرتين بالثقة" وإنهما ربما سعيتا لنشر العدوى في بلدان أخرى.

وأضاف المرشد الأعلى أن بالإمكان الحصول على لقاحات "من أماكن أخرى محل ثقة" دون الإدلاء بتفاصيل. والصين وروسيا حليفتان لإيران التي تُعد أكثر دول منطقة الشرق الأوسط تضررا من وباء فيروس كورونا.

وكرر خامنئي الاتهامات في تغريدة حذفتها تويتر التي قالت في رسالة إن المنشور انتهك قواعد الشركة لمناهضة المعلومات المضللة.

وبدأت إيران أواخر الشهر الماضي تجربة أول لقاحاتها المحلية المرشحة للوقاية من كوفيد-19 على البشر، وقالت إنه قد يساعدها على هزيمة الوباء رغم العقوبات الأمريكية التي تكبل قدرتها على استيراد اللقاحات.

وقال خامنئي في خطاب متلفز الجمعة "استيراد اللقاحات الأميركية والبريطانية للبلاد أمر محظور، إذا كانت شركة فايزر بإمكانها إنتاج لقاح، عندئذ لماذا يريدون أن يعطوه لنا؟ يتعين أن يستخدموه لأنفسهم حتى لا يتكبدوا المزيد من حالات الوفاة، مثلما الحال مع المملكة المتحدة".

 وأشار المرشد الأعلى فقط إلى فايزر بالاسم، لكن الحظر يبدو أنه يستبعد استيراد اللقاحات التي صنعتها شركة 'استرا زينيكا بي إل سي' البريطانية بالإضافة إلى مودرنا الأميركية.

ويوفر البنك المركزي الإيراني 245 مليون دولار لاستيراد لقاحات، غير أن هناك مخاوف من أن يكون استيراد لقاحات أجنبية غير ممكن حاليا بسبب العقوبات الأميركية، ما يعني أن إيران ليس لديها إمكانية الدخول للنظام المصرفي العالمي، ومن ثم وجود مشاكل لإتمام المعاملات المالية.

يشار إلى أن الولايات المتحدة انسحبت في مايو/أيار عام 2018 من الاتفاق النووي الذي أبرمته إلى جانب فرنسا وبريطانيا والصين وروسيا وألمانيا، مع إيران عام 2015، وأعادت على إثر الانسحاب عقوبات شديدة على طهران.

ووفقا لمعلومات رسمية تؤثر العقوبات التي وضعت الاقتصاد الإيراني على حافة الانهيار، على طلب لقاحات وقد تعجز الجمهورية الإسلامية بدون مساعدات دولية على القضاء على الوباء.

وتخطط إيران لتنفيذ برنامج تطعيم ضخم يشمل نحو 83 مليون مواطن إيراني في مارس/آذار المقبل.