طيران الإمارات تستأنف رحلاتها إلى السودان

الشركة تؤكد ان قرارها يأتي بعد مراقبة الوضع عن كثب وإجراء مراجعة شاملة لكافة العوامل التشغيلية، وتعلن أن الرحلات ستستأنف عبر طائرة واحدة يوميا تربط بين دبي والخرطوم.

أبوظبي - أعلنت شركة طيران الإمارات الخميس عن استئناف رحلاتها إلى العاصمة السودانية الخرطوم بدءا من 8 من تموز/يوليو بعد أن أوقفتها في أوائل حزيران/يونيو بسبب الوضع هناك.

وقالت الشركة في بيان إنه "بعد مراقبة الوضع عن كثب في السودان وإجراء مراجعة شاملة لكافة العوامل التشغيلية، قررنا استئناف خدماتنا إلى الخرطوم".

وكانت الشركة علقت طائراتها إلى السودان في أوائل حزيران/يونيو. وستستأنف الرحلات عبر طائرة واحدة يوميا تربط بين دبي والخرطوم.

و"طيران الإمارات" إحدى أكبر شركات النقل في المنطقة والعالم، وهي أكبر مشغل لطائرات بوينغ 777 وايرباص "ايه-380".

وتسعى أبوظبي لمساعدة السودان على تجاوز المرحلة الحالية وهي مرحلة دقيقة تحتاج فيها الخرطوم لسند عربي يحصنها من التدخلات الرامية لتغذية التوترات.

وتلعب الإمارات دورا مهما في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة من خلال مقاربة شاملة تعتمد أساسا على التنمية ومكافحة الإرهاب والتطرف وقطع الطريق على محاولات وتدخلات اقليمية لتأجيج العنف في دول شقيقة وصديقة.

وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، التقى في 26 مايو/أيار رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان عبدالفتاح البرهان، مجددا التأكيد على دعم دولة الإمارات العربية المتحدة الكامل للسودان في ظل الظروف والتغيرات التي يمر بها.

وتعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة إلى جانب المملكة العربية السعودية من أولى الدول التي سعت لدعم الاستقرار في السودان بعد التطورات السياسية التي شهدها البلد اثر عزل عمر الرئيس عمر البشير.

ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورئيس المجلس العسكري السوداني عبدالفتاح البرهان
الإمارات تقف إلى جانب السودان في كل ما يحفظ أمنه واستقراره

وساهمت الامارات العربية المتحدة بجهود كبيرة لمساعدة الشعب السوداني على تجاوز محنته حيث وقّع صندوق أبوظبي للتنمية في بداية مايو/ايار اتفاقية مع بنك السودان المركزي، يتم بموجبها إيداع 250 مليون دولار بهدف دعم السياسة المالية للبنك وتحقيق الاستقرار المالي والنقدي في البلد الذي يشهد هزّات اقتصادية منذ انفصال جنوب السودان عام 2011.

ودفع شحّ النقد الأجنبي وأزمة في السيولة وانهيار الجنيه السوداني وارتفاع معدل التضخم بشكل قياسي، الخرطوم في العام الماضي لاتخاذ إجراءات قاسية منها رفع أسعار الخبز إلى ثلاثة أضعاف ما كانت عليه، ما فجّر احتجاجات شعبية عارمة أنهت ثلاثة عقود من حكم الرئيس عمر البشير.

ووتأتي الوديعة الإماراتية كجزء من حزمة مساعدات مشتركة أقرتها الإمارات والسعودية، للسودان، البالغة قيمتها 3 مليارات دولار لدعم الاقتصاد وتلبية الاحتياجات الأساسية للشعب السوداني.

وتستهدف الوديعة الإماراتية مساعدة السودان على استعادة توازناته المالية وهي خطوة مهمّة لتحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي.

وأودعت السعودية 250 مليون دولار في المصرف المركزي السوداني في إطار حزمة مساعدات تعهّدت بها المملكة والإمارات لصالح السودان الذي يشهد اضطرابات في خضم عملية انتقال للسلطة.

وأعلنت الإمارات والسعودية في 21 أبريل/نيسان تقديم دعم مالي قيمته ثلاثة مليارات دولار للسودان.

والسودان شريك رئيسي في التحالف العسكري الذي تقوده الرياض وأبوظبي ضدّ المتمرّدين الحوثيين في اليمن. ويقاتل آلاف الجنود السودانيين في صفوف قوات التحالف الذي بدأ عملياته في مارس/آذار 2015.

ويستكمل المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في السودان وقادة حركة الاحتجاج الخميس المفاوضات حول تشكيل هيئة حكم انتقالية، وذلك غداة عودة الطرفين إلى طاولة الحوار بعد توقف استمر شهراً كاملاً عقب سقوط عشرات القتلى خلال فضّ اعتصام للمتظاهرين أمام مقرّ قيادة الجيش في الخرطوم.

ومنذ عزل الرئيس عمر البشير في 11 نيسان/أبريل، تصاعد التوتر بين المجلس العسكري الانتقالي الحاكم وحركة الاحتجاج الرئيسية "تحالف الحرية والتغيير".

وبلغت الأزمة ذروتها مع التفريق الدامي في الثالث من حزيران/يونيو لاعتصام المتظاهرين أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في الخرطوم، الذي أسفر عن عشرات القتلى وأثار موجة تنديد دولية.