ظريف يضمن مقاطعة لبنان لمؤتمر وارسو

وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ممتن لمقاطعة لبنان مؤتمر وارسو ويعتبر ذلك انتصارا لطهران من بيروت.
ملف اللاجئين السوريين في لبنان يؤرق باسيل
زيارة ظريف تتزامن مع بدء الحكومة اللبنانية الجديدة عملها

بيروت - فيما تستعد العاصمة البولندية وارسو لاستضافة مؤتمر "تعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط" لتضييق الخناق على طهران، أعلن وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، اليوم الاثنين، مقاطعة بلاده المؤتمر بحضور نظيره الإيراني.

ونوه وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، الذي يلتقي سياسيين لبنانيين لليوم الثاني على التوالي في زيارة تتزامن مع بدأ الحكومة الجديدة أعمالها، بامتناع لبنان عن المشاركة في المؤتمر.

وقال ظريف خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره اللبناني جبران باسيل في بيروت "أحيي وأثمن عالياً الموقف اللبناني النبيل الذي اتُخذ بشأن مؤتمر وارسو".

وأضاف "مشكلتنا ومشكلة هذه المنطقة بشكل عام هو هذا الاعتداء وهذا التهديد وهذا الخطر الذي يمثله الكيان الصهيوني"، مشدداً على أنه "ينبغي ألا نسمح للآخرين بأن (...) يروجوا لأخطار وتهديدات وهمية وواهمة".

وتستضيف وارسو الأربعاء والخميس المقبلين "الاجتماع الوزاري لتعزيز مستقبل السلام والأمن في الشرق الأوسط" الذي تنظمه الولايات المتحدة.

وتأمل واشنطن أن يشكل المؤتمر الذي ينعقد بمشاركة 76 دولة، تحالفا ضد طهران لتضييق الخناق على ممارساتها في المنطقة في المرحلة المقبلة انسجاما مع القرار الأميركي بعقد مفاوضات جديدة حول الملف النووي الإيراني.

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قبل أسابيع إن المؤتمر سيركز على "استقرار الشرق الأوسط والسلام والحرّية والأمن في هذه المنطقة، وهذا يتضمّن عنصراً مهماً هو التأكّد من أن إيران لا تمارس نفوذاً مزعزعاً للاستقرار".

ومن المتوقع أن يحضر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو المؤتمر إلى جانب بومبيو ومستشاري الرئيس الأميركي، جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات. كما أعلن البيت الأبيض مشاركة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس.

وفي هذا السياق برر باسيل عدم مشاركة لبنان في مؤتمر وارسو لسببين قائلا أن "السبب الأول يتمثل في حضور إسرائيل والثاني الوجهة المعطاة له في وقت لبنان يعتمد سياسة النأي عن مشاكل المنطقة وليس الاصطفاف في محاور".

وركز باسيل خلال لقائه بظريف على ملف اللاجئين السوريين في لبنان مرحبا بالمساعدة الإيرانية على عودة النازحين إلى بلادهم.

وقال باسيل إنه يأمل في تسارع وتيرة عودة اللاجئين وإن دمشق يمكن أن تساعد في تسهيل ذلك بتقديم ضمانات، مضيفا أن وجود ضمانات من دمشق سيضع حدا لما وصفه بحملة ترهيب مستمرة لمنع اللاجئين العودة.

كما رحب باسيل بالعرض الإيراني لتقديم مساعدات لجيش ومؤسسات بلاده شرط ألا يتسبب ذلك في أضرار أخرى للبنان.
وكان ظريف جدد، في تصريحات للصحفيين، لدى وصوله إلى بيروت الأحد، عرض بلاده تقديم مساعدات عسكرية للجيش اللبناني إذا أبدت بيروت رغبة في ذلك.
بينما قال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في خطاب ألقاه الأسبوع الماضي، إنه مستعد للحصول على أنظمة دفاع جوي للجيش اللبناني من إيران لـ"مواجهة الطائرات الإسرائيلية ولتأمين كل ما يريده ليصبح أقوى جيش في المنطقة".
ويخشى لبنان من تعرضه لأضرار على الصعيد الدولي حال تقوية علاقاته مع إيران التي تسعى الولايات المتحدة إلى فرض عزلة عليها.
وتعد الولايات المتحدة أهم مزودي الجيش اللبناني بالسلاح.
يذكر أن ظريف إلتقى أيضا الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، فضلاً عن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.