ظهور أكبر للدور الأردني مع تغييرات الحكم في واشنطن واسرائيل

من المتوقع ان يستفيد الاردن من رحيل نتانياهو وترامب عن السلطة خصوصا في القضية الفلسطينية والعلاقات مع اسرائيل.

عمان – جاءت تغييرات الحكم في الولايات المتحدة واسرائيل من مصلحة الاردن الذي يبدو انه استعاد بذلك بعضا من دوره الإقليمي خصوصا فيما يتصل بالقضية الفلسطينية وعلاقات المملكة مع الدولة العبرية.
ونقلت صحيفة العرب الصادرة في لندن الاحد عن مصادر سياسيّة عربيّة أنّ الأردن عاد إلى لعب دوره الطبيعي في المنطقة، وإن نسبيا، بعد فترة مرّ فيها هذا الدور بحال من التراجع لأسباب في مقدّمتها العلاقة السيئة بين الملك عبدالله الثاني من جهة وكل من الرئيس السابق دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو من جهة أخرى.
وساهمت في تراجع هذا الدور العلاقة بين العاهل الأردني ووليّ العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان التي شهدت صعودا وهبوطا في السنوات القليلة الماضية أدّيا إلى خفض كبير للمساعدات السعودية للمملكة الهاشمية.
وأدّى تراجع المساعدات السعوديّة إلى أزمة اقتصادية في الأردن، خصوصا في ظلّ توقف الدعم النفطي العراقي للمملكة، وهو دعم كان في غاية الأهمّية لاقتصاد المملكة الهاشمية أيّام الرئيس الراحل صدّام حسين قبل عام 2003.
ولاحظت هذه المصادر أن من بين أوّل الاتصالات التي أجراها الرئيس جو بايدن، بعيد دخوله إلى البيت الأبيض في العشرين من يناير الماضي، ذلك الاتصال مع الملك عبدالله الثاني.
ولم يسبق آنذاك أن أجرى الرئيس الأميركي أيّ اتصالات أخرى مع الزعماء العرب.
وعزت مصادر الصحيفة ذلك إلى وجود علاقة شخصيّة قديمة بين بايدن والملك عبدالله الثاني الذي حرص دائما منذ صعوده إلى العرش في العام 1999 على إقامة علاقات وثيقة وشخصيّة مع الأعضاء البارزين في الكونغرس الأميركي. وكان بايدن الذي دخل مجلس الشيوخ في العام 1973 بين أبرز هؤلاء.
وخسر الأردن الكثير من أوراقه بعد احتلال العراق عام 2003، لكنّه بدأ يستعيد بعضا منها مع تحسّن العلاقة بين عمّان وبغداد في ضوء التنسيق العراقي – المصري – الأردني.
وظهر ذلك من خلال القمة التي انعقدت في بغداد أخيرا وشارك فيها الرئيس عبدالفتّاح السيسي والملك عبدالله الثاني ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
وسهل ذهاب نتانياهو وحلول نفتالي بينيت في رئاسة الوزراء عودة المياه إلى مجاريها بين الأردن وإسرائيل.
وزار بينيت عمّان سرّا قبل أيّام للاجتماع بالملك عبدالله الثاني وليس مستبعدا عقد لقاء آخر بينهما في واشنطن قريبا.
ويزور العاهل الأردني العاصمة الأميركية منذ أيام ومن المقرّر أن يستقبله الرئيس الأميركي في التاسع عشر من الشهر الجاري. وسيكون بينيت في واشنطن في الوقت ذاته.
ولم تستبعد مصادر سياسية أردنية أن تركّز محادثات الملك عبدالله مع بايدن وكبار المسؤولين الأميركيين على الوضع في الضفّة الغربيّة وغزّة، خصوصا أن العاهل الأردني يدفع منذ سنوات عدّة إلى رفض التخلّي عن خيار الدولتين الذي يجد فيه مصلحة أردنيّة، فضلا عن أن تتناول المحادثات الوضع السوري ومستقبل منطقة جنوب سوريا والوجود الإيراني فيها.
وذكرت المصادر السياسية الأردنية أنّ علاقة جيدة تربط الملك عبدالله الثاني بكلّ من وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد ووزير الدفاع بيني غانتس الذي حرص على زيارة عمّان عندما كان وزيرا في حكومة نتانياهو.
وفي الوقت الذي تتحرك فيه المعطيات الإقليمية لصالح العاهل الأردني، فإن من الواضح أن أزمة الأمير حمزة لا تزال تلقي بظلالها على المشهد الداخلي.
ويقوم موالون للعرش الهاشمي وللملك عبدالله بحملة تذكير بأهمية دور الملك في الأردن كحافظ للتوازنات وضامن للدستور.
وتنتظر نتائج اللجنة الملكية المشكّلة لإعادة النظر بالحياة السياسية في الأردن عودة الملك من إجازته ولقاءاته في الولايات المتحدة.