عباس في زيارة للدوحة بعد خلافات مع القيادة القطرية

زيارة الرئيس الفلسطيني لقطر تأتي بعد استئناف السلطة الفلسطينية التنسيق الأمني مع إسرائيل وبعد توقيع تل أبيب اتفاقي سلام مع الإمارات والبحرين وآخر مبدئي مع السودان واستئناف العلاقات مع المغرب.
زيارات عباس للأردن ومصر وقطر تأتي لحشد الدعم لعقد مؤتمر سلام دولي
السلطة الفلسطينية اتهمت في السابق الدوحة بتأجيج الانقسامات الداخلية
الأموال القطرية لحماس أغضبت السلطة الفلسطينية

رام الله (الأراضي الفلسطينية) - غادر الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأحد الأراضي الفلسطينية متوجها إلى قطر حيث يجري زيارة رسمية تستمر ليومين وتأتي بعد أكثر من شهرين على توقيع إسرائيل اتفاقي سلام مع كل من الإمارات والبحرين ولاحقا اتفاق مبادئ مع السودان على تطبيع العلاقات واتفاق مع المغرب على استئناف العلاقات وهي الاتفاقات التي عارضتها السلطة الفلسطينية.

وكانت السلطة قد وجهت في السابق انتقادات حادة لقطر على خلفية دعمها لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ العام 2007 والتي تعتبر امتدادا لجماعة الإخوان المسلمين.

ونددت بتجاهل الدوحة لها ولمنظمة التحرير كممثل للشعب الفلسطيني حينها أدخلت قطر شحنات وقود لقطاع غزة وصرفت أموالا لموظفي القطاع من المنتسبين لحماس بتنسيق مع إسرائيل وحماس دون الرجوع للسلطة في مثل هذه الإجراءات.

واعتبر مسؤولون في السلطة الفلسطينية حينها أن الأموال القطرية تفاقم الانقسامات وتعطل مسار المصالحة التي تقودها مصر بين حركتي فتح وحماس وتدعم طرفا على حساب طرف آخر.

واقتحمت الدوحة ملف المصالحة بالتوازي مع الجهود المصرية في تحرك وصفته مصادر مصرية وفلسطينية بأنه محاولة لسحب الملف من مصر وبحثا عن دور إقليمي مواز للجهود المصرية والإقليمية.  

وتأتي زيارة عباس للدوحة بعيدا عن كل تلك الخلافات السابقة وضمن محاولات قطرية لاستقطاب الرئيس الفلسطيني بعد أن أبدى اعتراضه على اتفاقيتي تطبيع العلاقات بين كل من البحرين والإمارات من جهة وإسرائيل من جهة أخرى.

وكان الديوان الأميري القطري قد أعلن أمس السبت أن الرئيس محمود عباس سيجري اعتبارا من الأحد زيارة لقطر يلتقي خلالها بأمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.  

واليوم الأحد حطت في مقر السلطة الفلسطينية في مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، طائرتان مروحيتان لنقل عباس والوفد المرافق له إلى الأردن التي يتوجه عبرها إلى قطر.

وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية ( وفا)، سيلتقي عباس خلال الزيارة بأمير قطر الشيخ تميم و"سيبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتعزيزها، إضافة إلى المستجدات السياسية على الساحة الفلسطينية وفي المنطقة".

وقالت الوكالة إن الوفد المرافق للرئيس "سيلتقي بنظرائه من المسؤولين القطريين لبحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك".

وشهدت الفترة الأخيرة عودة النشاط الخارجي لعباس بعد توقف لأشهر بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد في الأراضي الفلسطينية حيث اكتشفت أول الإصابات في الخامس من مارس/اذار الماضي.

والتقى الرئيس الفلسطيني نهاية الشهر الماضي بالعاهل الأردني عبدالله الثاني، قبل أن يتوجه إلى مصر للاجتماع مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

في الأردن، أطلع عباس الملك عبدالله على مجمل التطورات على الساحة الفلسطينية، وتشاورا في جملة من القضايا ذات الأهمية.

ودعا العاهل الأردني خلال استقباله عباس في مدينة العقبة على البحر الأحمر (328 كلم جنوب عمان) إلى "ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتحقيق السلام العادل والدائم وإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، على أساس حل الدولتين".

وكان لقاء عباس بالرئيس المصري تشاوريا، تم خلاله البحث في آخر المستجدات السياسية والإقليمية والدولية.

وكان قد التقى أيضا بالأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط حيث شهد اللقاء استعراضا شاملا لمختلف جوانب القضية الفلسطينية في أعقاب التطورات الأخيرة التي وقعت وتداعياتها وفي مقدمها نتائج الانتخابات الأميركية.

وتأتي تحركات الرئيس الفلسطيني أيضا بعد نحو شهر على إعلان السلطة الفلسطينية عودة التنسيق الأمني مع إسرائيل والذي كان انقطع في مايو/ايار احتجاجا على مخطط الحكومة الإسرائيلية ضم 30 بالمئة من مساحة الضفة الغربية والمتمثلة بمنطقة غور الأردن الإستراتيجية. وتحتاج رحلات عباس الخارجية إلى تنسيق مع الجانب الإسرائيلي.

وتتزامن زيارات الرئيس الفلسطيني للدول العربية الثلاث مع مساعيه لعقد مؤتمر دولي للسلام مطلع العام 2021، حيث طالب في سبتمبر/أيلول الماضي من أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، البدء بخطوات عملية لعقد مثل هذا المؤتمر.