عباس في مجلس الأمن لطرح مشروع قرار صفقة القرن

حماس توجه انتقاداتها للرئيس الفلسطيني محمود عباس مع وصوله مجلس الأمن وتطالبه باتخاذ "مواقف عملية تتعدى الأقوال" بشأن رفض صفقة القرن الأميركية.

القدس - يلقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس كلمة الثلاثاء في مجلس الأمن الدولي يؤكد فيها رفضه خطة السلام الأميركية، ويشدد على "رعاية دولية متعددة الأطراف" لمفاوضات السلام مع الإسرائيليين.

وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان إن عباس "يتوجه لمجلس الأمن ليطرح مجددا رؤيته" التي "تقوم بالأساس على رعاية دولية متعددة الأطراف للمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".

وسيشدد عباس على أن يتم ذلك "وفقا لمرجعيات السلام الدولية وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، بعيدا عن صفقة القرن التي تشكل بجوهرها ومضمونها ونصوصها الموقف الإسرائيلي من قضايا الحل النهائي التفاوضية".

وأكد البيان أن خطاب عباس في مجلس الأمن "سيدق أبواب الجمعية العامة للأمم المتحدة وجميع مراكز صنع القرار في العالم"، في وقت شهدت فيه مدن فلسطينية الثلاثاء وقفات احتجاجية رفضا للخطة الأميركية.

وقدّم الفلسطينيون خلال الأيام الماضية بواسطة تونس وإندونيسيا اللتين تشغلان مقعدين غير دائمين في مجلس الأمن، مشروع قرار إلى المجلس يدين خطة ترامب يعتبر أن "خطة السلام التي قدمتها في 28 كانون الثاني/يناير الولايات المتحدة تنتهك القانون الدولي والمعايير المرجعية لحل دائم وعادل وكامل للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني".

لكن خلال النقاشات بين ممثلي أعضاء مجلس الأمن، ضغطت الولايات المتحدة التي تتمتع بحق النقض في مجلس الأمن لإدخال سلسلة تعديلات على النص.

وأطاحت تلك الضغوطات بالسفير التونسي لدى الأمم المتحدة المنصف البعتي الذي أقالته بلاده من منصبه بعد التعديلات التي جاءت في مشروع القرار، رغم أن الرئاسة التونسية أكدت للمرة الثانية إن تلك الإقالة تتعلق بأسباب "مهنية" وليس نتيجة ضغوطات.

وقالت الرئاسة في بيان الاثنين إن "ما حصل عند إعداد مشروع قرار مجلس الأمن، يبدو في ظاهره انتصارا للشعب الفلسطيني، ولكن في الظاهر فقط"، لافتة إلى أنه "لم يقع، عند إعداد المشروع، الرجوع لا لرئاسة الجمهورية ولا لوزارة الشؤون الخارجية".

ضغوطات أميركية أدت إلى تعديل مشروع القرار الذي قدمه الفلسطينيون بواسطة تونس وإندونيسيا في مجلس الامن

وأضافت أن "تونس لم ترضخ، لا للمساومات، ولا للضغوطات، لأنها حين تنتصر للحق لا تضع في حساباتها إلا الحق المشروع.. وحق الشعب الفلسطيني ليس بضاعة توزن بميزان الربح والخسارة".

وشملت الاقتراحات الأميركية شطب فقرات كاملة من المشروع، خصوصا تلك التي تشير صراحة إلى قرارات الأمم المتحدة منذ 1967. كذلك، تم شطب كل الإشارات إلى القدس الشرقية المحتلة.

وإذا كان مشروع القرار لا يزال يقر بأن الخطة الأميركية "بعيدة من المعايير الدولية التي تمت الموافقة عليها من أجل سلام دائم وعادل وتام" في النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، فإنها أكدت أنها "ترحب بمناقشة هذا الاقتراح لدفع قضية السلام قدما".

وتمّ حذف كل ما يشير إلى إدانة الولايات المتحدة من النص.

على الأثر، ذكر دبلوماسيون أن الفلسطينيين عدلوا عن طرح مشروع القرار على التصويت بسبب عدم حصولهم على دعم دولي كاف.

لكن أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات قال في اتصال هاتفي من نيويورك إن المشاورات حول مشروع القرار "لا زالت مستمرة مع الدول العربية والإسلامية ودول عدم الانحياز والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدائمين وغير الدائمين (...) وعندما تنتهي المشاورات ويتم الاتفاق على صيغة تضمن عدم المساس بوابتها الوطنية دون انتقاص أو تغيير من هذه الثوابت والحقوق سيتم عرضه للتصويت".

وتنص الخطة الأميركية على أن القدس ستبقى "عاصمة إسرائيل غير القابلة للتجزئة"، وعلى اعتراف الولايات المتحدة بضم إسرائيل للمستوطنات في الضفة الغربية. وتوصي بإقامة عاصمة فلسطينية في بلدة أبوديس الواقعة شرق القدس.
ورفض الفلسطينيون وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي الخطة الأميركية المعروفة بـ"صفقة القرن".
والسبت، ألقى رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم بنسخة عن الخطة بسلة المهملات، بعد أن فرغ من كلمته أمام رؤساء البرلمانات العربية الذين اجتمعوا في عمان، وأعلنوا بدورهم رفضهم لها.

وستقدم الدول الأعضاء في مجلس الأمن، مواقفها وبياناتها من الخطة الأميركية فيما سيقدم الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس مداخلة مقتضبة حول موقف المنظمة الأممية وإلتزامها بالقرارات الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والاتفاقيات الدولية. وسيحضر الاجتماع كذلك الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وسيدلي ببيان باسم الجامعة.

وبعد جلسة التصويت من المنتظر ان يعقد عباس مؤتمرا صحفيا في نيويورك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، وفق بيان للبعثة الفلسطينية في الأمم المتحدة.

ويرى مراقبون أن الخلافات الفلسطينية الداخلية تمثل عائقا كبيرا أمام قدرة عباس على تقديم استراتيجية فلسطينية واضحة لحشد دعم المجتمع الدولي.

وتزامنا مع وصوله إلى نيويورك أطلقت حركة حماس تصريحاتها المنتقدة للرئيس الفسطيني، مطالبة إياه باتخاذ "مواقف عملية تتعدى الأقوال" بشأن رفض صفقة القرن لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".

وقال الناطق باسم حماس فوزي برهوم ، في بيان إن المطلوب من عباس، وفي جميع أنشطته وتحركاته الإقليمية والدولية اتخاذ مواقف عملية تتعدى الأقوال، وترجمتها إلى أفعال.