عباس يدعو حماس لنزع سلاحها لدعم جهود انشاء الدولة الفلسطينية

الرئيس الفلسطيني يؤكد في رسالة لماكرون أنه يدعم فكرة تخلي حماس عن حكم غزة كشرط لقيام الدولة الفلسطينية.
الرئيس الفلسطيني يسعى لاستثمار الزخم الدبلوماسي الراهن
عباس يؤكد أن دولة فلسطينية مستقبلية لن تكون لديها نية بأن تكون دولة عسكرية

رام الله - أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن تأييده لقيام حماس "بإلقاء السلاح" و"التوقف عن حكم غزة" كجزء من دولة فلسطينية مستقبلية، في رسالة وجّهها إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل مؤتمر الأمم المتحدة بشأن حل الدولتين، وفق الإليزيه.
ويعكس موقف الرئيس الفلسطيني سعيًا حثيثًا لإعادة تعريف المشروع الوطني ضمن إطار سياسي مقبول دوليًا، يركّز على إقامة دولة فلسطينية موحدة وقابلة للحياة، تتجاوز الانقسامات الداخلية، وتتماهى مع المبادئ التي يطالب بها المجتمع الدولي، وعلى رأسها نبذ العنف وتوحيد القرار السياسي. ومن خلال دعوته حركة حماس إلى إلقاء السلاح والتخلي عن الحكم الأحادي في غزة، يحاول تقديم تصور لدولة فلسطينية يمكن الوثوق بها كشريك في السلام، بما يعزز من فرص نيل الاعتراف الدولي الكامل، خصوصًا في ظل تنامي التأييد الأوروبي والعربي لفكرة حل الدولتين.
وفي هذا السياق، يسعى عباس إلى استثمار الزخم الدبلوماسي الراهن، والجهود التي تبذلها كل من فرنسا ودول عربية مؤثرة، للدفع باتجاه إقرار حل الدولتين كخيار نهائي لا رجعة فيه. ويبدو أن عباس يحاول إعادة توجيه البوصلة السياسية الفلسطينية نحو الاعتراف الدولي، بالتركيز على الخطاب الذي يتلاءم مع اشتراطات المجتمع الدولي، من حيث وحدة الأراضي الفلسطينية تحت سلطة شرعية واحدة، ونزع سلاح الفصائل، وتبنّي مسار تفاوضي سلمي. هذا التحرك الدبلوماسي، المدعوم بمواقف دولية متزايدة تدعو للاعتراف بدولة فلسطينية، يأتي في وقت حساس تسعى فيه القيادة الحالية لتثبيت نفسها كفاعل رئيسي ومعتدل يمكن الوثوق به في أي ترتيبات إقليمية مستقبلية.
وفي رسالة وجهها الاثنين إلى ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي سيشارك في رئاسة المؤتمر حول حل الدولتين من 17 إلى 21 حزيران/يونيو في نيويورك قال عباس أيضا إنه "مستعد لدعوة قوات عربية ودولية للانتشار كجزء من مهمة الاستقرار/الحماية بتفويض من مجلس الأمن".
وأضاف أن دولة فلسطينية مستقبلية "لن تكون لديها نية بأن تكون دولة عسكرية وهي مستعدة للعمل نحو ترتيبات أمنية تعود بالنفع على جميع الأطراف طالما أنها تستفيد من حماية دولية".

مستعد لدعوة قوات عربية ودولية للانتشار كجزء من مهمة الاستقرار

وكتب "ما فعلته حماس في تشرين الأول/أكتوبر 2023 من قتل وأسر مدنيين أمر غير مقبول"، داعيا الحركة إلى "الإفراج الفوري عن جميع الرهائن".
من جهته، رّحب الإليزيه "بالتزامات ملموسة وغير مسبوقة، تظهر رغبة حقيقية في التحرك نحو تنفيذ حل الدولتين".
وتريد فرنسا أن تجعل من المؤتمر الدولي الذي سيعقد في الأمم المتحدة لحظة محورية لإعادة إطلاق حل الدولتين، وهو ما لا تريده الحكومة الإسرائيلية.
وقال ماكرون الذي سيسافر إلى نيويورك في 18 حزيران/يونيو، إنه "عازم" على الاعتراف بدولة فلسطينية، لكن بشروط بما فيها "نزع سلاح" حماس و"عدم مشاركتها" في الحكم.
وفي رسالته، أكد عبّاس التزامه مواصلة إصلاح السلطة الفلسطينية، وأشار إلى أنه يريد تنظيم "انتخابات رئاسية وتشريعية خلال عام"، تحت "إشراف" دولي.
وتابع "نحن مستعدون للقيام بدورنا الكامل للترويج لمسار موثوق ولا عودة فيه نحو إنهاء الاحتلال، والتحرك نحو إنشاء دولة فلسطين مستقلة ذات سيادة وتنفيذ حل الدولتين، في إطار جدول زمني واضح ومع ضمانات دولية قوية".