عباس يطالب عبثا ترامب بالتراجع عن قراراته المنحازة لإسرائيل

رئيس السلطة الفلسطينية يدعو الرئيس الأميركي لإلغاء قراراته وإملاءاته بشأن القدس واللاجئين والاستيطان والعودة للالتزامات التي تنكرت لها إدارة ترامب في خروج عن سياسة اتبعتها الإدارات السابقة على مدى عقود.  

عباس يرفض أن تكون واشنطن وسيطا وحيدا لانحيازها لإسرائيل
مطالب عباس قد تدفع ترامب للمزيد من التصلب والعناد
ترامب يغرق فكرة حل الدولتين في الغموض
الرئيس الأميركي يتراجع عن فكرة حل الدولتين
ترامب لا يمانع دولة ثنائية القومية إذا قبل بها طرفا النزاع

نيويورك - قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخميس إن الفلسطينيين يرفضون أن تكون الولايات المتحدة وسيطا وحيدا في عملية السلام في الشرق الأوسط متهما إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنها "منحازة" إلى إسرائيل وقوضت حل الدولتين.

ووجه عباس (82 عاما) في كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة انتقادا شديدا للولايات المتحدة لإغلاقها مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن واعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إلى القدس المحتلة ووقف المساعدات الفلسطينية.

وفي كلمة بعد يوم من إعلان الرئيس الأميركي بأنه يفضل حل الدولتين لإنهاء النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين وأنه سيكشف عن خطة سلام جديدة خلال أشهر، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في كلمته في الأمم المتحدة "بالدعم القوي" الذي يقدمه ترامب لإسرائيل.

إلا أن عباس قال إن ترامب لم يعد وسيطا محايدا، مضيفا "لن نقبل بالوساطة الأميركية وحدها في عملية السلام".

وتابع أن الإدارة الأميركية "نقضت كافة الاتفاقات بيننا، فإما أن تلتزم بما عليها وإلا فإننا لن نلتزم بأي اتفاق"، مؤكدا أن الإدارة الأميركية قوضت حل الدولتين وكشفت عن مزاعمها "المزيفة" بأنها قلقة بشأن الظروف الإنسانية للفلسطينيين.

وانتقد عباس بشدة قرارات ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وإغلاق مكتب بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن ووقف التمويل عن الفلسطينيين وخصوصا الأموال التي كانت تخصص لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

وأكد عباس "القدس ليست للبيع وعاصمتنا هي القدس الشرقية وليست في القدس وحقوق شعبنا ليست للمساومة".

ودعا الولايات المتحدة للتراجع عن اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل وقطع المساعدات عن الفلسطينيين قائلا إنها تقوض حل الدولتين لتسوية الصراع.

ومن المستبعد جدّا أن يتجاوب الرئيس الأميركي مع دعوات ومطالب الرئيس الفلسطيني ومن المتوقع أن تدفع تصريحات عباس الإدارة الأميركية التي تؤيد بشدة إسرائيل، إلى المزيد من التصلب.

وقال عباس في كلمته بالاجتماع السنوي لقادة العالم في الأمم المتحدة "وبمجمل هذه المواقف تكون الإدارة قد تنكرت لالتزامات أميركية سابقة وقوضت حل الدولتين وكشفت زيف ادعاءاتها بالحرص على الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين".

وتابع "أجدد الدعوة للرئيس ترامب لإلغاء قراراته وإملاءاته بشأن القدس واللاجئين والاستيطان".

وانهارت أحدث جولة من محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية في عام 2014 وهناك شكوك بشأن ما إذا كان الرئيس دونالد ترامب يمكنه التوصل إلى ما سماه "اتفاقا نهائيا" منذ ديسمبر/كانون الأول 2017 عندما اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ثم نقل السفارة الأميركية إلى هناك في مايو/أيار.

ويريد الفلسطينيون إقامة دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية. واحتلت إسرائيل هذه الأراضي في حرب عام 1967 وضمت القدس الشرقية في خطوة لم تلق اعترافا دوليا. وتعتبر المدينة بشطريها عاصمتها الأبدية.

وكان ترامب قد راوغ في حديثه من قبل عما إذا كان يؤيد فكرة حل الدولتين، واحدة للإسرائيليين وأخرى للفلسطينيين، وهو ما استقرت عليه إدارته على مدى عقود.

والأربعاء قال ترامب في أوضح دعم من جانب إدارته لهذه الفكرة "يروق لي حل الدولتين. هذا ما أعتقد أنه الأفضل".

لكن في وقت لاحق من اليوم نفسه تراجع ترامب عن ذلك وقال في مؤتمر صحفي في نيويورك إنه منفتح على حل الدولة الواحدة (ثنائية القومية) إذا كان هذا ما يفضله الطرفان.

وقال "إذا كان الإسرائيليون والفلسطينيون يريدون دولة واحدة فلا بأس بذلك بالنسبة لي. إذا كان هذا يرضيهم فهو يرضيني".

وتأتي دعوة عباس الرئيس الأميركي للتراجع عن قراراته السابقة بينما يعتزم الأخير الإعلان في غضون أشهر عن خطة سلام يرفضها الفلسطينيون وترحب بها الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة.