عبدالحفيظ حمان يغوص في تاريخ تطوان من الحقبة القديمة إلى العصر الحديث

المؤرخ المغربي يجمع دراسات للباحث الفرنسي ألكسندر جولي في مؤلف واحد يسلط فيه الضوء على الأحداث التاريخية للمدينة وتطورها الحضاري والاقتصادي والاجتماعي.

الرباط – صدر حديثا عن "مؤسسة الشهيد امحمد بن عبود بتطوان"، كتاب جديد باللغة الفرنسية بعنوان "تطوان من الحقبة القديمة إلى أوائل القرن العشرين" للمؤرخ المغربي عبدالحفيظ حمان، يؤرخ لتاريخ مدينة تطوان وتطورها الحضاري والاقتصادي والاجتماعي، بدءًا من أصولها القديمة وحتى العصر الحديث، معتمدًا على دراسات أنجزها الباحث الفرنسي ألكسندر جولي سنة 1906 ضمن أعمال البعثة العلمية الفرنسية "الأرشيفات المغربية" بطنجة.

قام حمان بجمع هذه الدراسات وإعادة ترتيبها في كتاب موحد يتألف من ثلاثة أجزاء، مصحوبًا بمقدمة تحليلية تهدف إلى تحديد المواضيع الرئيسية واحترام التسلسل التاريخي للأحداث، مما يسهل على الباحثين والقراء الوصول إلى المعلومات في مؤلف واحد.

ويقول في المقدمة "إن هدفنا هو استخراج البنية الداخلية لهذه الدراسات، وتحديد المواضيع الرئيسية مع احترام التسلسل التاريخي للأحداث، وجمعها في مؤلف واحد يسهل على الباحثين والقراء الوصول إليه، باعتباره مرجعا أساسيا لفهم تاريخ مدينة تطوان وخصوصياتها".

واعتمد الكاتب على مصادر تاريخية موثوقة، بما في ذلك الوثائق والمخطوطات القديمة، حيث قدم تحليلاً معمقًا للأحداث التاريخية التي شهدتها تطوان، وسلط الضوء على العوامل التي ساهمت في تشكيل تاريخ المدينة، مستعرضا تاريخ تطوان العريق والمعالم التاريخية والأثرية فيها منذ فترة الوجود الروماني، ثم العصور الوسطى وفترة تأسيس المدينة على يد الأندلسيين، وصولا إلى العصر الحديث والاحتلال الاسباني لتطوان.

كما تناول المؤرخ جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة، حيث أبرز ثراء العادات والتقاليد المحلية فيها الى جانب فنون العمارة والأدب.

ويتضمن الكتاب أربعة فصول رئيسية، حيث يتناول الأول الجغرافيا الطبيعية والعمرانية لمدينة تطوان، فيما يركز الثاني على التطور التاريخي للمدينة، متناولًا أصل التسمية والأحداث الكبرى التي شهدتها، مع تخصيص أحد عشر فصلًا لحرب تطوان وما خلفته من تداعيات.

أما الفصل الثالث، فيقدم تحليلًا دقيقًا للصناعات والحرف التقليدية، مستعرضًا الجوانب التقنية والعلمية لهذه الأنشطة، بينما يسلط الفصل الرابع الضوء على الحصار الذي فرضته القبائل الجبلية على المدينة بين عامي 1903 و1904 وتأثيراته السياسية والاجتماعية.

ويُعد هذا العمل إضافة مهمة إلى المكتبة المغربية، حيث يعيد جمع مونوغرافيا تاريخية تتألف من ألف صفحة ليكون بذلك مرجعًا رئيسيًا للباحثين المهتمين بتاريخ تطوان والمغرب.