عبداللهيان يزور قطر في خضم المصالحة مع دول الخليج
الدوحة - شدد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أن بلاده تسعى لتطوير علاقاتها مع دول الجوار بما فيها قطر وذلك عقب وصوله إلى الدوحة فجر اليوم الثلاثاء، تلبية لدعوة من نظيره القطري حيث تسعى طهران لصفحة جديدة مع العلاقات مع جيرانها الخليجيين بعد سنوات من التوتر والمقاطعة رغم أن العلاقات القطرية الإيرانية لم تمر بمراحل من التوتر بل كانت طبيعة هذه العلاقة سببا لمقاطعة الدوحة من العواصم الخليجية قبل أن تتم المصالحة في مدينة العلا بالسعودية في 2021.
وأوضح الوزير الإيراني أن مواصلة التطوير الشامل للعلاقات مع دول الجوار يمثل أحد المحاور الأساسية للسياسة الخارجية المتوازنة التي تتبناها الحكومة الإيرانية مؤكدا أن الدول المجاورة لإيران تتمتع بقدرات كثيرة في مجالات الاقتصاد والتجارة والسياسة، بحسب ما أوردته وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء.
وقال أنه توجه اليوم الثلاثاء لزيارة قطر وسلطنة عمان من أجل تعزيز العلاقات ومتابعة القرارات المتحدة في الزيارات المتبادلة السابقة لكبار المسؤولين.
بدورها قالت وكالة أنباء "إرنا" المحلية الرسمية، إن "زيارة الوزير عبداللهيان إلى قطر تأتي تلبية لدعوة من نظيره القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني)".
وأوضحت أن من "أهم المواضيع المطروحة على جدول أعمال وزير الخارجية في قطر، إجراء المحادثات الثنائية وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية المهمة".
واجتمع وزير الخارجية الإيراني مع امير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني حيث اعتبر المتحدث بإسم وزارة الخارجية الإيرانية "ناصر كنعاني" ان تطوير العلاقات والتعاون الثنائي بين طهران والدوحة من أهم ملفات الاجتماع وفق ما نشرته وكالة ايرنا للأنباء.
وقال كنعاني "أبلغ وزير الخارجية تحيات رئيس الجمهورية إلى أمير دولة قطر، معربا عن تقديره لجهود قطر ومبادراتها الطيبة في السنوات الأخيرة لحل المشاكل الإقليمية".
وشدد وزير الخارجية في هذا الاجتماع وفق تصريحات كنعاني على تميز العلاقات السياسية بين إيران وقطر وأكد على ضرورة زيادة العلاقات التجارية بين الجانبين تماشيا مع مستوى العلاقات السياسية الوثيقة والودية بين البلدين.
وقال أن وزير الخارجية اعتبر عقد اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين،في أقرب الوقت فرصة جيدة لتسريع زيادة التفاعلات التجارية بين البلدين مضيفا "كما كانت قضية النقل والعبور خاصة في المجال البحري وتفعيل مجالات التعاون في مجال النقل عبر موانئ البلدين من بين الموضوعات الأخرى التي أكدها وزير خارجية بلادنا في هذا الاجتماع، والتي لقيت تجاوبا ايجابيا من الجانب القطري".
واضاف "في ما يتعلق بالقضايا الإقليمية، أكد أمير عبد اللهيان أنه من الضروري تعزيز التعاون بين إيران وقطر على أساس المصالح المشتركة من أجل تعزيز السلام والاستقرار والأمن في المنطقة وبما يتماشى مع مصالح جميع الدول في المنطقة".
وقال " ناقش الجانبان خلال اللقاء حول بعض القضايا الإقليمية بما فیها التطورات المتعلقة بأفغانستان وفلسطين و ثمن أمير عبداللهيان تعاون قطر الجيد في إقامة واستضافة كأس العالم وحضور المنتخب الوطني الإيراني لكرة القدم في هذه البطولة، وذكر تعزيز العلاقات والتعاون الرياضي بين الجانبين من الفرص الجيدة للتعاون."
والأسبوع الماضي، زار محافظ البنك المركزي الإيراني محمد رضا فرزين، دولة قطر بهدف تعزيز التعاون والمشاورات النقدية والمصرفية والاقتصادية، والتقى وتحدث مع السلطات المصرفية في هذا البلد.
وترتبط إيران بعلاقات جيدة مع قطر كانت من أسباب مقاطعة دول الخليج للدوحة قبل تحقيق المصالحة حيث فتحت طهران مجالها الجوي للناقلات القطرية ويبدو ان هذه العلاقات بدأت تأخذ شكلا أكثر تطور ومتانة في السنوات الأخيرة رغم بعض الخلافات في عدد من الملفات على رأسها الملف السوري.
وتدعم الدوحة المعارضة السورية التي يمثل الإخوان والجماعات الجهادية عمودها الفقري بينما تدعم طهران نظام بشار الأسد.
وأعلنت إيران قبل فترة عن تشكيل قوة بحرية لتامين مياه الخليج تضم عددا من دول الخليج بما فيها قطر رغم أن هذا الخبر لم يتأكد من جانب الدول الخليجية المعنية فيما اثار استغراب وقلق الجانب الأميركي.
وسعت طهران للحفاظ على علاقاتها القوية مع الجانب القطري بهدف دعم مصالحها ونفوذها فيما يرى الجانب القطري ان الحفاظ على تلك العلاقات يجعله قادرا على التأثير في عدد من الملفات على الساحة اليمنية واللبنانية والعراقية.
ومن المقرر أن يتوجه وزير الخارجية الإيراني إلى مسقط عاصمة عمان، عقب زيارته لقطر حيث لعبت مسقط دورا هاما لتقريب وجهات النظر بين إيران والمملكة العربية السعودية ما أدى لتوقيع اتفاق لتطبيع العلاقات برعاية صينية في مارس/آذار الماضي.