'عجينة' وماء في خزان الوقود لتشغيل السيارة!

باحثون يطورون عجينة تخزن الهيدروجين في صورة كيميائية في درجة حرارة الغرفة والضغط الجوي وتطلقه بسهولة بمجرد اضافة الماء.

برلين – طور باحثون ألمان عجينة توفر وقودا للسيارات الهيدروجين، في تطور بوسعه منافسة سيارات الوقود والكهرباء بشراسة.

وكشف فريق من معهد "فراونهوفر" لتكنولوجيا التصنيع والمواد المتقدمة عن مادة أطلقوا عليها اسم "عجينة الطاقة" تعتمد على مكونات المغنيسيوم ويمكن تعبئتها من خلال خرطوشة صغيرة.

ومن أجل عملية "التزود بالوقود"، يكفي تزويد السيارات بخرطوشة جديدة وتعبئتها بالماء فقط.

والسيارات المشحونة بهذه الطريقة لن تتضرر إذا تركت في الشمس الحارقة، لأن العجينة تتحلل عند درجة حرارة حوالي 250 درجة مئوية. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي العجينة التي تأخذ شكل "المعجون" على عشرة أضعاف كثافة تخزين الطاقة في البطاريات العادية.

وقال الدكتور ماركوس فوغت، الباحث في المعهد الألماني المطور للمادة الجديدة: "تخزن عجينة الطاقة الهيدروجين في صورة كيميائية في درجة حرارة الغرفة والضغط الجوي ويطلقه بسهولة".

وستعمل السيارات التي تعمل بوقود الهيدروجين تمامًا مثل السيارات التي تعمل بالبنزين، بل وستكون لها أيضا عدد من المزايا الإضافية، حيث أن الوقود الجديد ممتاز للسيارات والمركبات الجوية غير المأهولة وفي السيارات المتحركة في ميدان وعر وطرق متعرجة.

والتزوّد بالهيدروجين لا يستغرق سوى بضع دقائق، خلافا لشحن البطّارية الكهربائية الذي يستغرق ساعات طويلة.

وتعمل سيارات الهيدروجين بمحرك كهرباء، ولكن بدلا من شحنها كما هو الحال في السيارات الكهربائية فإن توليد الكهرباء يتم من خلال خلايا وقود الهيدروجين وتتميز سيارات الهيدروجين بكفاءة المسافة التي تقطعها في كل عملية تعبئة بالهيدروجين.

عجينة تحتوي على عشرة أضعاف كثافة تخزين الطاقة في البطاريات العادية

ويلزم سيارة الهيدروجين الاوكسجين من الهواء والهيدروجين من خلايا الوقود، وتتميز بأنها تستخدم أكثر عناصر الكرة الأرضية وفرة.

ولا شكّ في أن المركبات القائمة على هذه التقنية لا تزال في بداية مشوارها، مقارنة بالسيّارات الكهربائية المتقدّمة في سوق المركبات المعدومة الانبعاثات، وهي تسير في مدن كثيرة حول العالم لكنها لا تزال حكرا على قلّة قليلة من المستخدمين.

لكن صناعة الهيدروجين تتطور بوتيرة متسارعة، ومن المتوقع أن تحقق إيرادات تبلغ 2.5 تريليون دولار بحلول عام 2050 وتوفر منافسة شديدة لسيارات إيلون ماسك الكهربائية "تيسلا".

والسيّارات المزوّدة بخزّان هيدروجين يحوّل إلى كهرباء بواسطة بطّارية توفّر مزايا المركبات الكهربائية بالكامل، وهي لا تصدر أيّ انبعاثات ملوّثة، بل مجرّد بخار مياه.

غير أن بصمتها البيئية لا تزال موضع جدل، فإنتاج الهيدروجين بذاته لا يزال يصدر الكثير من ثاني أكسيد الكربون، وهو المسؤول الرئيسي عن مفعول الدفيئة، إذ إن هذه العملية هي ثمرة إعادة تشكيل الميثان.

والمشكلة الأخرى التي تعرقل تقدّم السيّارات العاملة بالهيدروجين هي كلفتها الباهظة.