'عرايس الخوف' ينبذ الإرهاب في أيام قرطاج السينمائية

فيلم الافتتاح للمخرج نوري بوزيد يروي رحلة هروب فتاتين من تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا ومعاناتهما في تونس بعد رفضهما من المجتمع.
المهرجان يتجاوز أحزانه ويراهن على سينما ثقافية جادة

تونس  - تنطلق فعاليات الدورة الجديدة لمهرجان أيام قرطاج السينمائية بعرض فيلم "عرايس الخوف" للمخرج نوري بوزيد الذي يروي قصة فتاتين في رحلة هروبهما من تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا ومن الارهاب ومعاناتهما في تونس بعد رفضهما من المجتمع.
ولن يبتعد النوري بوزيد مخرج أفلام "ريح السد" (1986) و"صفايح ذهب" (1988) و"بنت فاميليا" (1997) و"عرايس الطين" (2002) عن مواضيع شغلت باله في الأعوام القليلة الماضية كالتشدّد الديني والتقاليد الشائكة التي تتحكم في مصير الأشخاص، بالإضافة إلى تداعيات "الربيع العربي"، وخصوصًا "ثورة الياسمين" في تونس.

نجيب عياد
نجيب عياد كسب الرهان طيلة مسيرته

وانتظر نقاد وهواة الفن السابع بشغف فيلم نوري بوزيد أحد أبرز مجدّدي الصُوَر السينمائية العربيّة والمعروف بإخراج أعمال ثائرة ومتمردة تطرح تساؤلات مصيرية عن الفرد والحياة والانقلابات والتغيرات الحاصلة في البيئة التونسية تحديدًا.
تحصّل الفيلم التونسي "عرايس الخوف" على الجائزة الخاصة بحقوق الإنسان خلال عرضه العالمي الأول في الدورة 76 لمهرجان البندقية السينمائي في السنة الحالية.
وكانت مؤسسة ابن رشد للفكر الحر منحت جائزتها للسينمائي التونسي نوري بوزيد لـ"مساهمته المتميزة بأعماله السينمائية في التوعية ضد الظلم وإغناء الفكر النقدي في المجتمعات العربية.
ويسعى المهرجان إلى أن يتجاوز حزنه على رحيل مديره قبل شهرين فقط وأن يقدم لعشاق الفن السابع سينما ثقافية جادة من بلدان عربية وأفريقية عندما تنطلق دورته الجديدة في 26 أكتوبر/تشرين.
وفي مؤتمر صحفي للإعلان عن برنامج الدورة الجديدة وقف الحاضرون دقيقة صمت حدادا على رحيل مدير المهرجان نجيب عياد متأثرا بسكتة قلبية في أغسطس/آب.

وقال طارق بن شعبان المستشار الفني للمهرجان "التصور العام انطلق من ضرورة المحافظة على الهوية المتفردة لأيام قرطاج السينمائية والانفتاح على الآليات الجديدة التي صارت تهيكل المهرجانات العالمية المتمثلة بشكل خاص في الجانب الصناعي".
وأضاف أن الهدف "المحافظة على ثوابت المهرجان المتمثلة في الهوية العربية والأفريقية للمهرجان ودعم السينما الثقافية الجادة، رغم الصعوبات التي تواجهها السينما الأفريقية الفرنكوفونية التي كانت من المزودين الأساسيين لأيام قرطاج السينمائية لمدة طويلة".
وتابع قائلا "حاولنا صحبة الراحل نجيب عياد المحافظة على مستوى معين وتجنب الانسياق في السهولة وبرمجة أفلام لا ترتقي للحد الأدنى من المستوى التقني والجمالي".
يشمل برنامج المهرجان أربع مسابقات رسمية هي مسابقة الأفلام الروائية الطويلة وتضم 12 فيلما، ومسابقة الأفلام الروائية القصيرة وتضم 12 فيلما، ومسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة وتضم 12 فيلما، ومسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة وتضم ثمانية أفلام.
وسيقدم المهرجان لرواده 14 فيلما تعرض لأول مرة من بين 44 فيلما في المسابقات الأربعة الرسمية في الدورة الجديدة.
وستكون الأفلام العربية حاضرة بقوة في جميع المسابقات بمشاركة مصر ولبنان والعراق وسوريا والسعودية والسودان وليبيا والمغرب واليمن إضافة إلى جنوب أفريقيا والكاميرون وكينيا وبوركينا فاسو والسنغال.
كما يعرض المهرجان أفلاما لعشاقه في صالات العرض وداخل السجون وأخرى ضمن فعاليات موازية أو احتفالا بالدول الضيفة على الدورة وهي لبنان وتشيلي واليابان ونيجيريا. 
واستعادت السينما التونسية عافيتها تدريجيا بعد ثورة الربيع العربي مع وجود مناخ حرية ملائم للتعبير.
وتمكن جيل شاب من السينمائيين والمنتجين التونسيين من إثارة مواضيع اجتماعية وسياسية كانت تخضع للرقابة المشددة قبل ثورة العام 2011 وتقديمها في طرح جريء مساهمين في ظهور سينما جديدة بالرغم من قلة صالات العرض.
ويواجه قطاع السينما في تونس عراقيل عدة، منها تشريعات قانونية عفا عليها الزمن لا تنظّم العلاقة بين المنتجين والموزعين، وعدم توفر نظام لبيع التذاكر عبر الإنترنت.