عشرات القتلى في دير الزور وإدلب وهجوم بالغاز على حلب

نحو خمسين قتيلا من قوات سوريا الديمقراطية في هجمات شنتها الدولة الاسلامية دفاعا عن الجيب الذي تسيطر عليه في الشرق.
تبادل محتجزين بين النظام وفصيل السلطان مراد
مقتل سبعة مدنيين بينهم خمسة أطفال في قصف لقوات النظام على إدلب
دي ميستورا يطالب بالضغط على الحكومة وليس النظام في سوريا!

بيروت - قتل 47 عنصرا على الأقلّ من قوات سوريا الديموقراطية يومي الجمعة والسبت في هجمات شنّها تنظيم الدولة الاسلامية في شرق سوريا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقتل 7 مدنيين بقصف لقوات النظام على المنطقة منزوعة السلاح في إدلب، كما تعرض "العشرات" لحالات اختناق في حلب بسبب ما قال الاعلام الرسمي انه هجوم بالغازات شنته المعارضة المسلحة.
وكان المرصد نقل في وقت سابق أنّ 24 مقاتلاً من هذه قوات سوريا الديمقراطية قتلوا الجمعة والسبت. ثم أوضح أن الحصيلة ارتفعت بعد "ثلاث هجمات منفصلة شنها تنظيم الدولة الاسلامية السبت" لافتا إلى انها استهدفت قريتي البحرة وغرانيج اضافة الى منطقة قريبة من حقل التنك النفطي الذي تستخدمه قوات سوريا الديموقراطية كموقع عسكري.
وتشن قوات سوريا الديموقراطية منذ ايلول/سبتمبر هجوما على آخر جيب لتنظيم الدولة الاسلامية في شرق سوريا، لكن تقدمها بطيء.
ويظهر الجهاديون مقاومة شرسة في هذا الجيب غير البعيد من الحدود العراقية، ويشنون على الدوام هجمات مضادة دامية دفاعا عن المنطقة التي يسيطرون عليها في محافظة دير الزور.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أنّ الهجمات التي شنّها التنظيم الجهادي فجر السبت تخلّلتها "اشتباكات عنيفة" وأنّ القتلى الـ47 توزّعوا على 18 سقطوا الجمعة و29 سقطوا السبت.
من جهته قال المتحدّث باسم قوات سوريا الديموقراطية مصطفى بالي في تغريدة على تويتر إنّ "تنظيم داعش الإرهابي شنّ سلسلة هجمات. اشتبكت معهم قواتنا وبإسناد من طيران التحالف الدولي، استمرت الاشتباكات حتى ساعات المساء. تكبّد الإرهابيون خسائر في الأرواح وردّوا على أعقابهم خائبين".

المعركة الأعنف تدور في ديرالزور
المعركة الأعنف تدور في ديرالزور

من ناحيته قال تنظيم الدولة الإسلامية في بيان عبر تطبيق تلغرام للرسائل المشفّرة إنّه شنّ هجوماً قرب البحرة وأنّ مقاتليه خاضوا اشتباكات قرب قريتي البحرة والكرنك.
وسيطرت قوات سوريا الديموقراطية على البحرة قبل أشهر عدة في إطار معاركها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في ريف دير الزور الشرقي، وتتضمن البلدة مقراً عسكرياً لتلك القوات ولمستشارين من التحالف الدولي، بحسب عبد الرحمن.
وبحسب عبد الرحمن فقد شنّت طائرات التحالف الدولي غارات عنيفة على الجهاديين في البحرة "لإبعاد خطرهم" مما أدّى لمقتل 17 مدنياً منذ الجمعة، بينهم خمسة أطفال.
لكنّ الكولونيل شون راين المتحدّث باسم التحالف الدولي قال إنّه ليس لديه أي معلومات عن سقوط قتلى مدنيين في الغارات، مشدّداً على أن الغارات التي شنّها التحالف "محدودة جداً بسبب رداءة الطقس".
واستأنفت قوات سوريا الديموقراطية منذ أسبوعين هجومها ضد التنظيم في المنطقة، بعد عشرة أيام من تعليقه رداً على قصف تركي طال مواقع كردية في شمال البلاد.
واستقدمت مئات المقاتلين إلى محيط الجيب الأخير للتنظيم، في اطار مساعيها لانهاء وجود الجهاديين فيه والذين يقدر التحالف الدولي عددهم بنحو ألفي عنصر.
من جهة أخرى قتل السبت سبعة مدنيين بينهم خمسة أطفال في قصف مدفعي لقوات النظام استهدف بلدة تقع في المنطقة المنزوعة السلاح في محافظة إدلب (شمال غرب)، وفق المرصد.
وتوصّلت روسيا وتركيا في أيلول/سبتمبر إلى اتّفاق على إقامة منطقة منزوعة السلاح الثقيل في إدلب ومحيطها بعمق يراوح بين 15 و20 كيلومتراً، بعدما لوّحت دمشق على مدى أسابيع بشنّ عملية عسكرية واسعة في المنطقة، التي تُعدّ آخر معقل للفصائل المعارضة والجهادية في سوريا.
وقال مدير المرصد إن "قوات النظام استهدفت السبت بلدة جرجناز في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، ما أسفر عن مقتل خمسة اطفال وامرأتين".
ورغم الاتفاق الروسي التركي تشهد المنطقة بين الحين والآخر مناوشات وقصفا متبادلا بين قوات النظام والفصائل وعلى رأسها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً).
ومنذ إعلان الاتفاق في 17 أيلول/سبتمبر، قتل أكثر من 110 أشخاص بينهم نحو 30 مدنياً، فضلاً عن مقاتلين من الفصائل وقوات النظام، وفق حصيلة للمرصد السوري.
من جهة ثانية، اتّهم الإعلام الرسمي السوري مساء السبت فصائل معارضة بقصف حيّين في مدينة حلب بـ"قذائف صاروخية تحوي غازات سامّة" ممّا أسفر عن "إصابة 50 مدنياً بحالات اختناق".
وأكّد المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته، تسجيل "حالات اختناق لدى 32 شخصاً" بينهم ستة أطفال و13 امرأة في حيّي الخالدية وجمعية الزهراء حيث عبقت "رائحة الكلور"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنّه لم يتمكّن من تحديد الجهة المسؤولة عن هذا الهجوم.

الثمن الذي سيدفع في حال لم نتحرك بسرعة، أكرر بسرعة، لإطلاق عملية سياسية، يمكن أن يكون فترة طويلة من المآسي

على صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية التركية أنّ تبادلاً للمحتجزين حصل السبت في شمال سوريا بين النظام السوري وفصائل معارضة مدعومة من تركيا، واصفة ما حصل بأنّه "خطوة أولى مهمة" لإشاعة جو من الثقة بين الطرفين.
وبحسب المرصد فقد جرى تبادل المحتجزين بين فصيل السلطان مراد الموالي لتركيا وقوات النظام.
وقال المرصد "جرى إطلاق سراح 10 أشخاص من أسرى قوات النظام والمسلحين الموالين لها ومخطوفين لدى الفصائل العاملة في حلب، مقابل إفراج قوات النظام عن 10 معتقلين في سجونه".
دبلوماسياً، دعا الموفد الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا السبت إلى العمل سريعاً على التوصل الى حل سياسي في البلد الغارق في الحرب، وطالب الدول المعنية بهذا الملف بالضغط على "الحكومة" السورية لإقناعها بأن الجمود ليس من مصلحتها.
وقال دي ميستورا أمام مؤتمر متوسطي في روما قبل أيام من تخليه عن منصبه نهاية الشهر الحالي "إن الثمن الذي سيدفع في حال لم نتحرك بسرعة، أكرر بسرعة، لإطلاق عملية سياسية، يمكن أن يكون فترة طويلة من المآسي".
ودعا الموفد الأممي الدول المعنية بالبحث عن حل سلمي في سوريا إلى الضغط على "الحكومة" السورية وليس على النظام، لإقناعها بأن استمرار الوضع القائم حاليا لن يكون لمصلحتها.
وكانت الحكومة السورية اعلنت في نهاية تشرين الاول/اكتوبر رفضها لكيفية تشكيل اللجنة الدستورية التي يفترض أن تمهد لإطلاق الحل السياسي في سوريا.
وأضاف دي ميستورا أمام عدد من المسؤولين الأوروبيين وآخرين من الشرق الاوسط في العاصمة الايطالية، أنه في حال كان كسب مزيد من الأراضي يعتبر عملية سهلة نسبيا "فإن كسب السلام يمكن أن يكون مشكلة كبيرة جدا" مشيرا الى حجم الدمار الهائل في سوريا والى ملايين اللاجئين.
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه في منتصف آذار/مارس 2011 بمقتل أكثر من 360 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.