عشرات القتلى والجرحى في قصف أميركي على مركز للاجئين في اليمن
صنعاء - قتل 68 شخصا على الأقل في غارة نسبت للولايات المتحدة على مركز إيواء للاجئين الأفارقة في صعدة معقل المتمردين في شمال اليمن، على ما أفاد إعلام الحوثيين الإثنين، حيث يصعد الجيش الأميركي من قصفه على مواقع الجماعة المدعومة من ايران لوقف هجماتها على الملاحة البحرية في البحر الأحمر مشددا على أنه لن يعطي تفاصيل عملياته المركزة على الساحة اليمنية.
وأوردت قناة المسيرة التابعة للمتمردين عن الدفاع المدني "وفاة 68 وإصابة 47 مهاجرا إفريقيا جراء استهداف العدوان الأميركي مركز إيواء المهاجرين غير الشرعيين في مدينة صعدة".
ونقلت القناة عن وزارة الداخلية التابعة للمتمردين بيانا أكّدت فيه "سقوط عشرات القتلى والجرحى" في "القصف الأميركي المتعمد الذي استهدف مركزا يضم 115 مهاجرا جميعهم من الجنسيات الافريقية".
وقالت الوزارة إنّ المركز الواقع في سجن صعدة الاحتياطي تابع لإشراف "منظمة الهجرة الدولية ومنظمة الصليب الأحمر".
وبثت قناة المسيرة مقاطع فيديو تظهر سقف المركز وقد دمر تماما فيما كان منقذون يزيحون الركام والحجارة لانتشال قتلى وجرحى. وسمع أشخاص يصيحون "اجلبوا محفّات" في المكان حيث انتشرت جثث على الأرض وجرحى يئنون من الألم.
جاء القصف الأميركي صباح الإثنين بعد ساعات من مقتل ثمانية أشخاص بينهم أطفال ونساء، في ضربات على العاصمة صنعاء. واستهدفت الغارات ثلاثة منازل في المنطقة، بحسب المصدر نفسه.
وبثت القناة مقاطع فيديو تظهر ركام منازل وسيارات مُدمّرة كلّيا وبقع دماء على الأرض، فيما كان منقذون يجمعون أشلاء بشرية على الأرجح، في قطعة قماش أبيض موضوعة على الأرض.
وقد قال الجيش الأميركي الأحد إنه لن يكشف عن تفاصيل محددة بشأن ضرباته العسكرية على اليمن، مشيرا إلى ما وصفه بأنه الحاجة إلى "الحفاظ على أمن العمليات" مضيفا أن الضربات لها "آثار مميتة" على الحوثيين في اليمن.
وأمر الرئيس الجمهوري دونالد ترامب بتكثيف الضربات الأميركية على اليمن الشهر الماضي، وقالت إدارته إنها ستواصل مهاجمة الحوثيين المدعومين من إيران حتى يتوقفوا عن مهاجمة سفن الشحن في البحر الأحمر.
وأسفرت الضربات الأميركية الشهر الجاري عن مقتل العشرات، بما في ذلك 74 شخصا في ميناء نفطي في منتصف أبريل/نيسان، في ما كان أعنف ضربة في اليمن في عهد ترامب حتى الآن، وفقا لوزارة الصحة التي يديرها الحوثيون.
وعبر مدافعون عن حقوق الإنسان عن مخاوفهم بشأن مقتل المدنيين، ووجه ثلاثة أعضاء ديمقراطيين في مجلس الشيوخ، من بينهم السناتور كريس فان هولين، رسالة إلى وزير الدفاع بيت هيغسيث يوم الخميس يطالبون فيها بمحاسبة المسؤولين عن الخسائر في أرواح المدنيين. كما تعرض هيغسيث لانتقادات لاذعة لاستخدامه تطبيق المراسلة سيجنال لمناقشة خطط الهجوم على اليمن.
وذكرت القيادة المركزية الأميركية في بيان "للحفاظ على أمن العمليات، عمدنا إلى الحد من الإفصاح عن تفاصيل عملياتنا الجارية أو المستقبلية... لن نكشف تفاصيل محددة عما فعلناه أو ما سنفعله".
وقال الجيش إنه ضرب أكثر من 800 هدف منذ منتصف مارس/آذار، مشيرا إلى أن ذلك أسفر عن مقتل مئات المقاتلين الحوثيين وعدد كبير من قادة الحوثيين فضلا عن تدمير منشآت الجماعة المسلحة.
وذكر بيان الجيش أن الضربات "دمرت عدة منشآت للقيادة والتحكم وأنظمة دفاع جوي ومنشآت تصنيع أسلحة ومواقع تخزين أسلحة متطورة".
وتقول واشنطن إن الضربات تهدف إلى تدمير القدرات العسكرية والاقتصادية للحوثيين مع تقليل الأضرار التي تلحق بالمدنيين.
وأعلنت يوم الخميس أن الانفجار الذي وقع في 20 أبريل/نيسان قرب موقع مُدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي في العاصمة اليمنية صنعاء نجم عن صاروخ حوثي، وليس غارة جوية أميركية. وأكد الحوثيون مقتل 12 شخصا في تلك الواقعة، رافضين النفي الأميركي. وسيطر الحوثيون على مساحات واسعة من اليمن خلال العقد الماضي.
ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، يشن الحوثيون هجمات على السفن في البحر الأحمر، ويقولون إنهم يستهدفون سفنا على صلة بإسرائيل.
ويقولون إنهم يتضامنون مع الفلسطينيين في غزة، حيث أودت الحرب الإسرائيلية بحياة أكثر من 51 ألف شخص، وفقا للسلطات الصحية في غزة، فضلا عن تدمير القطاع الساحلي.
واندلعت أحدث موجة إراقة دماء في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بعد هجوم شنه مسلحو حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 2023 أسفر عن مقتل 1200 شخص وأسر نحو 250 رهينة، وفقا للإحصاءات الإسرائيلية.