عصر الأسلحة المطبوعة يبدأ من الولايات المتحدة

قرار لوزارة العدل الاميركية يرفع الحظر على نشر وتحميل تصاميم اسلحة نارية يمكن تصنيعها في المنازل باستخدام الطابعات ثلاثية الابعاد ومواد بلاستيكية، وسط مخاوف من عدم القدرة على تعقبها وتظليلها أجهزة الكشف عن المعادن.
تصاميم الاسلحة القابلة للطباعة متاحة للعموم بداية من مطلع اغسطس

واشنطن – حسمت وزارة العدل الاميركية جدلا محتدما استمر على مدار ثلاث سنوات، بتقنينها نشر وتنزيل تصاميم الاسلحة "المطبوعة"، ما سيسمح لمواطني الولايات المتحدة بصنع هذه الأسلحة داخل منازلهم.

والقرار الجديد يدخل حيز النفاذ اعتبارا من من أول شهر أغسطس/اب ما سيزيد من انتشار العديد من أنواع الأسلحة النارية بما في ذلك بندقية AR-15 وهي السلاح المفضل لمرتكبي جرائم القتل الجماعي في تاريخ الولايات المتحدة، فضلا عن تسهيل إمتلاك أسلحة نارية مع عدم إمكانية تعقب تلك الأسلحة، ومع عدم وجوب إجراء فحص جنائي قبل امتلاكها.

وأكبر المستفيدين من هذا القرار هم القائمون على موقع "Defcad"، والمتخصص بنشر تصاميم ثلاثية الأبعاد للمسدسات.

وذكر مؤسس الموقع كودي ويلسن قوله، إنه بعد هذا القرار لن يلجأ الناس إلى ما يعرف بالمواقع غير الشرعية (الإنترنت المظلمة) لطلب وشراء الأسلحة المصنعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد.

 

وكانت وزارة الخارجية الأميركية اعتبرت ما يقوم به ويلسون عبر موقعه انتهاكا لضوابط التصدير الفيدرالية، لاسيما بيع وتصدير الأسلحة بدون ترخيص قانوني، لكن الأخير، الذي صمم وطرح أول بندقية مطبوعة ثلاثية الأبعاد، اعتبر أن الحكومة انتهكت حقه في حمل السلاح، لاسيما التعديل الثالث في الدستور.
وفي 2012 صمم ويلسون مسدسا بلاستيكيا ثلاثي الأبعاد يحمل اسم "Liberator .380" ووضع مخططاته على الإنترنت.

وتم تنزيل التصميم أكثر من 100 ألف مر  قبل أن يحجب المسؤولون الفيدراليون موقعه مستشهدين بقانون التصدير الدولي المُطبق من قبل اللوائح الدولية لحركة الأسلحة والذي ينص بشكل أساسي على عدم تصدير الأسلحة بدون ترخيص.

 

أسلحة مطبوعة
بخطوة الاسلحة التقليدية

وقام كودي ويلسون برفع دعوى قضائية ضد وزارة العدل في عام 2015، قبل أن يتوصل الطرفان إلى تسوية مؤخرا، سمحت برفع الحظر والمنع عن موقعه الإلكتروني. 

ونشرت مؤسسة "Defense Distributed" غير الربحية والتي يقودها ويلسون ايضا، عبر موقعها "من 1 أغسطس 201 سيبدأ عصر الأسلحة القابلة للتحميل رسميًا".

وقام مؤسسها ويلسون بنشر تغريدة عبر حسابه على موقع تويتر لصورة يظهر فيها وكأن مشروع قانون تنظيم حيازة الأسلحة قد تم دفنه.

ومن المتوقع أن تتم إعادة تشغيل موقع "Defcad" خلال ايام حيث سيتضمن مخططات وتصاميم لعدة أنواع من الأسلحة الفردية، كما سيعطي الموقع للمستخدمين خيار اقتراح وتقديم تصاميم، على أمل أن يتحول إلى قاعدة بيانات كبرى للمتهمين بالأسلحة المصنوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد.

وهناك عدد من تصميمات المسدسات ثلاثية الأبعاد متاحة مجانا على الإنترنت، ورغم أنها مصنوعة من مواد بلاستيكية غير أنها أسلحة قاتلة بالفعل، ويمكن المرور بها عبر أجهزة الكشف عن المعادن بسهولة، وهنا مكمن خطرها الحقيقي برأي الكثير من الخبراء الجنائيين وأخصائيي مكافحة الإرهاب.

ويرى هؤلاء الخبراء أن السماح بتجارة الأسلحة "الثلاثية الأبعاد" سيؤدي في النهاية إلى زيادة عدد حاملي السلاح في جميع أنحاء الولايات المتحدة، مع احتمال سقوط تلك الأسلحة في "الأيدي" الخطأ من إرهابيين وعنصريين ومضطربين نفسيا رغم ان تكلفة الطابعات اللازمة لصناعة هذه الأسلحة تترواح من 5 ألاف إلى 600 ألف دولار.