عقيلة صالح: السراج فتح الباب أمام تركيا لنهب ثروات ليبيا

رئيس البرلمان الليبي يعتبر حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج منتهية الصلاحيات، ويطالب البرلمان العربي بسحب الثقة منها.

القاهرة - طالب رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح الأربعاء البرلمان العربي بسحب الاعتراف من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق معتبرا انه انتهك الاتفاق السياسي المبرم في الصخيرات بالمغرب والذي يدعم جهود الشعب الليبي في مكافحة الإرهاب.

وأكد صالح في كلمة ألقاها أمام جلسة البرلمان العربي التي انطلقت الأربعاء في القاهرة بحضور وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، على أن "مجلس النواب هو الجسم الشرعي في ليبيا"، مشددا على أن "أي اتفاق يتم توقيعه بدون موافقة مجلس النواب باطل ولا أثر له".

ولا يعترف قائد القوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر والحكومة المنبثقة من البرلمان المنتخب في 2014 ويتخذ من شرق البلاد مقرا، بشرعية حكومة فايز السراج التي تشكلت بموجب اتفاق الصخيرات (المغرب) بإشراف الأمم المتحدة في كانون الأول/ديسمبر 2015.

وحث عقيلة صالح البرلمان العربي على اعتبار ما قام به المجلس الرئاسي من "خروقات للاتفاق السياسي والإعلان الدستوري مساساً بسيادة ليبيا ووحدتها وسلامتها وسلامة الدول المجاورة وهو ما يستوجب سحب الاعتراف به".

وقال صالح إن "الاتفاق لم يتم تضمينه في الإعلان الدستوري، وحكومة الوفاق لم تنل ثقة مجلس النواب ولم تؤد اليمين الدستورية، كما أن الاتفاق ينص على مكافحة الأعمال الإرهابية وهو ما لم يحدث".

كما طالب بأن يدعم البرلمان العربي "حق الليبيين وجيشهم الوطني في مكافحة الإرهاب، والتصدي للغزو التركي".

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن في 5 كانون الأول/ديسمبر بدء نشر جنود أتراك في ليبيا، استناداً إلى الضوء الأخضر الذي منحه البرلمان التركي قبل ذلك أيام.

وأجاز النواب الأتراك لأردوغان إرسال جنود إلى ليبيا بعد أن طلب السراج من تركيا تدخلا عسكريا في البلاد بهدف إنقاذ ما تبقى من نفوذ حكومته والميليشيات التي تقاتل إلى جانبها في طرابلس، بعد أن تقدمت قوات الجيش الوطني الليبي بشكل لافت في الأسابيع الأخيرة في العملية العسكرية التي تقودها لتحرير العاصمة من الإرهابيين والميليشيات.

وتدخل أردوغان في الملف الليبي بشكل علني ومباشر بعد أن كان يدعم الميليشيات وحكومة الوفاق عسكريا في السر، حيث أعلن أواخر نوفمبر الماضي توقيع مذكرة تفاهم أمنية وعسكرية بين تركيا وحكومة الوفاق برئاسة السراج، بشأن الحدود البحرية أثارت غضب دول المنطقة.

واتخذت أنقرة من الاتفاق مع السراج ذريعة لفتح الباب أمامها بالتدخل في الأزمة الليبية بهدف تثبيت تواجدها العسكري في منطقة شمال إفريقيا والمتوسط حيث يدور سباق للتنقيب عن موارد الطاقة واستغلالها وسط تسجيل اكتشافات ضخمة في السنوات الأخيرة.

واتهم صالح خلال جلسة البرلمان العربي حكومة الوفاق التي اعتبرها "منتهية الصلاحية"، بالارتماء في أيدي الميليشيات معتبرا الاتفاق الذي وقعه السراج مع أردوغان "استكمالا لنهب ثروات ليبيا".

وأكد أن الجيش الليبي سيستكمل مهمته من أجل تحرير العاصمة الليبية من ميليشيات مسلحة إرهابية تسيطر على مساحات كبيرة فيها.

 وهذا الأسبوع رفض خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي توقيع اتفاق هدنة ملزم خلال محادثات أجريت في روسيا.

وكان الهدف من المحادثات التي شاركت فيها روسيا وتركيا وقف العملية العسكرية التي بدأها الجيش الليبي قبل تسعة أشهر للسيطرة على العاصمة الليبية طرابلس التي فقدت حكومة الوفاق السيطرة على أغلب المناطق فيها.

وتستضيف ألمانيا يوم الأحد قمة بشأن الملف الليبي يشارك فيها طرفا النزاع والداعمون الرئيسيون لهما في الخارج ومبعوثون من الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين وتركيا وإيطاليا.

وقالت متحدثة باسم الحكومة الألمانية اليوم الأربعاء إن بلدها دعا حفتر والسراج لحضور الاجتماع لكن لم يتضح إن كانا سيحضران.