علاقة صادمة بين البرتقال وخطر الإصابة بالسرطان

دراسة أميركية تجد أن الأشخاص الذين يتناولون أكثر من حصتين يوميًا من الفاكهة الحمضية أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد بنسبة 63٪، مقارنة بمن لا يستهلكونها.
الأطباء ينصحون بوضع واقٍ من الشمس والانتباه للشامات الجديدة أو المتغيرة

لندن - تجد دراسة جديدة رابطا بين استهلاك البرتقال وزيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد، أحد أكثر أنواع الأورام الخبيثة انتشارا في العالم.
يشير بحث نُشر في "المجلة البريطانية للأمراض الجلدية" أن الأشخاص الذين يستهلكون المزيد من الحمضيات، وخاصة البرتقال وعصيره بمعدل أكثر من حصتين يوميًا أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد بنسبة 63٪، مقارنة بمن لا يستهلكونها.
وبحث فريق من جامعة إنديانا الأميركية في العلاقة بين استهلاك الحمضيات وسرطان الجلد، مع الأخذ في الاعتبار عددًا من العوامل الأخرى المعروفة بالفعل بأنها عوامل خطر للمرض، مثل العمر وامتلاك البشرة الفاتحة.
وتمكن الباحثون من مراجعة بيانات لمجموعة كبيرة من الأشخاص وطُلب منهم أن يتذكروا تناولهم للحمضيات خلال الـ24 ساعة الماضية.
ووجدت الدراسة أن استهلاك البرتقال كان مرتبطًا بشكل مستقل بزيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد، وأن أولئك الذين يستهلكون أكثر من حصة واحدة من البرتقال في اليوم لديهم خطر متزايد للإصابة بسرطان الجلد بنسبة 79% مقارنة بمن لا يستهلكون.
ولوحظ أن المشاركين ذوي البشرة الفاتحة أو الفاتحة جدًا معرضون بشكل خاص للخطر مع تناول كميات أكبر من الحمضيات.

تحتوي الفواكه على العديد من المركبات المغذية وهذا قد يفوق أي خطر محتمل لخطر الإصابة بسرطان الجلد

ووفقا لصحيفة "إكسبرس" قال الدكتور أندرو آر مارلي المؤلف الرئيسي للبحث إن الدراسة تشير إلى "زيادة كبيرة في خطر الإصابة بسرطان الجلد المرتبط بزيادة تناول الحمضيات ويمكن لهذه النتائج أن تشكل إرشادات للتعرض لأشعة الشمس وكيفية تعاملنا مع تقديم المشورة للمرضى المعرضين بالفعل لخطر الإصابة بسرطان الجلد ".
وقالت هارييت دالوود من الجمعية البريطانية لأطباء الجلد: "مع استمرار ارتفاع معدلات سرطان الجلد، هناك حاجة إلى تحسين استراتيجيات الوقاية من فالبحث في العوامل المساهمة مثل استهلاك الحمضيات، مفيد في تقليل معدلات الإصابة بسرطان الجلد، خاصة بين أولئك الأكثر عرضة للخطر".
هل يجب أن نقلل من تناول الفاكهة الحمضية؟
يقول أخصائي الجلدية الدكتور روس بيري للصحيفة البريطانية: "اقترحت الدراسات السابقة أن الإفراط في تناول الحمضيات على وجه الخصوص يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد، في حين أن هذه الدراسة الأخيرة قد تضيف المزيد من الأدلة، بالنظر إلى عدد العوامل الأخرى المعروفة بأنها تساهم في خطر الإصابة بسرطان الجلد، أعتقد أن هذه العوامل يجب أن تكون في مقدمة أذهاننا أكثر من عدد حبات البرتقال التي نتناولها".
ويضيف: "تحتوي الفواكه على العديد من المركبات المغذية وهذا قد يفوق أي خطر محتمل لخطر الإصابة بسرطان الجلد".
وينصح بيري بوضع واقٍ من الشمس، والانتباه للشامات الجديدة أو المتغيرة وتناول كوب يومي من عصير البرتقال والاستمرار في استهلاك الحمضيات بما يتماشى مع نظام غذائي متوازن.
ويقول الطبيب ريان صقر إن التعميم بأن البرتقال يسبب سرطان الجلد يمكن أن يكون بمثابة ترويج للخوف ويحتاج إلى التحقيق على وجه التحديد في في الأشخاص الأكثر عرضة للخطر، مع مراجعة منهجية تتبع جميع الأدلة المتاحة للوصول إلى نتيجة كاملة.