عمال المونديال في قطر

فوضى تعم قطر.أساءت للجميع في الداخل والخارج.

انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي مقاطع لقيام بعض عمال مونديال قطر بتحطيم المركبات احتجاجا على عدم دفع رواتبهم ولا تزال قطر تأمل بإقامة المونديال على أرضها بعد كل هذا. كفى أحلاما يا قطر، فانتهاك حقوق الانسان ارتبط باسمك في جميع أرجاء العالم، وسوف تدفعون للجماهير لكي يحضروا المونديال، لأن الغريب لديكم مظلوم وحقه ضائع، يعيش سنوات لديكم في غياب كامل عن الحياة، يعيش معكم سنوات ويتعرض لشتى أنواع التمييز والقهر، ولا يجد صديقا واحدا، لماذا كل هذا؟ هل جعلت منكم الأموال صخورا لا قلب لها؟ ألا تعلمون أنكم إذا لم تكرموا الغريب فأنتم في نظر الناس أوغادا؟ أما إذا آذيتم الغريب فأنتم مجرد حيوانات؟

أعمال الشغب هذه مشاكل واضحة للعيان، أما المظالم الخفية فهي أعظم، ومن أشكالها أن الغريب مهمش ويتعرض للتنمر والاستقواء بشكل يومي من قبل جهلاء لا يفقهون في الحياة شيئا سوى التسوق والماركات العالمية، وكل حديثهم عن المظاهر، أما الأفكار، فهي شيء ليس له علاقة بالحياة القطرية، هذا باستثناء الفرس المجنسين الأذكياء الذين يفقهون كل شيء وثقافتهم عميقة جدا، ولكنهم يحتقرون العرب ويسعون لإبعادهم بكافة السبل ولا يتحدثون إلا فيما بينهم في جلساتهم الخاصة وإذا جاء عربي إليهم، فإنهم يصمتون، والمأساة الحقيقية هي عندما يتبعهم بعض الأعراب ويأتمرون بأوامرهم ويتبنون مواقفهم دون يفكروا قليلا ما إذا كانت صحيحة أم لا.

أحسنوا إلى عمالكم وأعطوا الناس حقوقهم وأفسحوا الطريق لبعض الكفاءات العربية للمشاركة في الحياة السياسية واسمحوا للحياة بالدخول إلى مجتمعاتكم وفعلوا قوانين حماية العمال من الاستقواء عليهم وهضم حقوقهم، ألا ترون أن فصل العامل من وظيفته يمكن أن يحدث بناء على مزاج امرأة ايرانية مجنسة شيرازية الجمال فارسية الخبث والدهاء وجاءتها النعم من الجنسية القطرية التي منحت لها دون غيرها من العرب الذين ولدوا وعاشوا طوال حياتهم في قطر؟ إذا كان الأساس في منح الجنسية القطرية هو التأسلم، فهذا أمر سهل، إذ يمكن للمرأة التسربل بلباس الورع والتقوى، وعندما تخلع العباءة، تخرج من تحتها شاكيرا، المغنية الكولومبية الشهيرة. ويمكن للرجل أن يتسربل بلباس التقوى والورع، وإذا تحدث فإنه يتحدث كالنساء.

فوضى تعم قطر، وهي جديرة بأن تكون موئل السلام والخير، لكنها أساءت للجميع في الداخل والخارج، إن الأمر محزن جدا خاصة عندما يتذكر الإنسان بعض الأشخاص النبلاء من القبائل البدوية المعروفة برفعة الأخلاق، الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يتصرفون حسب طبائعهم الأصيلة التي تمنعهم من السلوكات الدنيئة ولكنهم لا يحصلون على حقوقهم لا في المناصب ولا بالمشاركة في صنع القرار السياسي، وأذكر يوما أن رجلا قطريا اتصل بي بهدف ترجمة بعض الوثائق لأنه مهاجر في أميركا، فسألته "قطري مهاجر؟ معقول؟" فقال لي "خليني ساكت".