عمان تتوسط 'مع أطراف أخرى' بين أميركا وإيران
مسقط - قالت الخارجية العمانية الجمعة إن سلطنة عمان تنسق مع أطراف أخرى لتهدئة التوتر بين واشنطن وطهران.
جاء ذلك وفق ما نقلته الخارجية العمانية عبر "تويتر"، نقلا عن حوار صحفي لوزيرها يوسف بن علوي.
وقال بن علوي إن بلاده "تسعى مع أطراف أخرى (لم يسمها) لتهدئة التوتر بين واشنطن وطهران" محذرا من "خطورة وقوع حرب يمكن أن تضر العالم بأسره".
وأكد أن الطرفين الأميركي والإيراني "يدركان خطورة الانزلاق أكثر من هذا الحد".
وقال نائب وزير الخارجية الكويتية خالد الجار الله " على ما يبدو أن المفاوضات بين واشنطن وطهران بدأت".
جاء ذلك ردا على سؤال للصحفيين على ھامش الغبقة الرمضانية التي أقامتھا وزارة الخارجية مساء الخميس على شرف البعثات الدبلوماسية المعتمدة.
وأوضح الجارالله "على ما يبدو ان المفاوضات بين الطرفين قد بدأت فھناك تحرك واتصالات"، مستشھدا بزيارة وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي لطھران.
وأضاف أن الكويت لديھا الثقة في أن تسود الحكمة والعقل وأن يكون الھدوء سيد الموقف في المنطقة وألا يكون ھناك صدام فيھا مشيرا إلى أن "تلك الثقة مستمدة من التصريحات إذ أبدى الجانبان الأميركي والايراني عدم رغبتھما في الحرب".
وتابع "نحن ضمن ھذه الدائرة ونعتقد أن ھناك ما يدعو للأمل والتفاؤل في أن تكون ھناك سيطرة بما لا يشكل خطورة أو تھديدا لأمن المنطقة".
ولفت الى أن "الكويت مستعدة دائما وحاضرة لبذل أي جھود تھدف الى التھدئة والاستقرار وتجنب الصدام".من جهتها، قالت صحيفة "الراي" الكويتية، الجمعة، إن هناك قناة اتصال أميركية إيرانية مفتوحة بشأن التفاوض بينهما.
ونقلت عن صحيفة "بوليتيكو" الأميركية ان السناتور عن ولاية كاليفورنيا دايان فاينستاين التقت وزير خارجية ايران جواد ظريف، في غداء عمل، اثناء زيارة الأخير الى الأمم المتحدة في نيويورك، قبل شهر، للمشاركة في اليوم العالمي للتعددية والديبلوماسية.
وأوضحت ان مكتب فاينستاين، قال انه لقاء حصل بمعرفة وتنسيق مع وزارة الخارجية الامريكية، التي نفت بدورها الأمر.
وكان بن علوي وصل الى ايران الاثنين في زيارة غير معلنة لاجراء مباحثات مع القيادة الإيرانية تستهدف خفض التوتر المتصاعد بين طهران وواشنطن وإبلاغ الطرف الإيراني أن التهديدات الأميركية تبدو جدية.
وبحث الوزير العماني مع نظيره الإيراني جواد ظريف المستجدات الإقليمية في زيارة مفاجئة إلى طهران لم يعلن عنها مسبقا.
وأفادت الخارجية الإيرانية في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية (إرنا)، بأن الجانبين بحثا "العلاقات الثنائية وأهم مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية".
وتأتي الزيارة غير المعلنة بالتزامن مع تصاعد لهجة الخطاب الأميركي الإيراني وإعلان واشنطن إرسال حاملة الطائرات أبراهام لنكولن وقاذفات بي 52 إلى الشرق الأوسط، لوجود معلومات استخباراتية بشأن استعدادات إيرانية محتملة لتنفيذ هجمات ضد القوات أو المصالح الأميركية.
ولعبت سلطنة عمان في السابق دور الوسيط في أكثر من ملف من ضمنها ملف الأزمة اليمنية وقبلها الملف النووي الإيراني الذي وقعته طهران مع القوى الست الكبرى في العام 2015. كما استضافت العديد من المحادثات السرية والعلنية. وسلطنة عمان إحدى دول الخليج التي تجمعها علاقات جيّدة مع طهران رغم التوتر الخليجي الإيراني.

ويبدو أن زيارة بن علوي لطهران لا تخرج عن سياق الأدوار التي لعبتها مسقط سابقا لتهدئة التوتر ونقل رسالة أميركية لطهران مفادها بأن التهديدات الأميركية جدّية في حال تصرفت إيران بشكل يهدد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها الخليجيين.
ويرجح أيضا أن يكون الوزير العماني قد أبلغ المسؤولين الإيرانيين بأن واشنطن ماضية في تحركها العسكري إلى أبعد ما تعتقده القيادة الإيرانية، لكنها في نفس الوقت مستعدة للتفاوض وهو ما سبق أن أعلنه الرئيس الأميركي ذاته الذي راوح في تعامله مع أنشطة إيران التخريبية والمزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط بين الوعيد والاستعداد للحوار، إلا أنه ذكر أن طهران لم تتصل به وأن وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري الذي خاض مفاوضات الاتفاق النووي للعام 2015 هو من يعرقل الرغبة الإيرانية في التفاوض.
لكنه عاد الاثنين ونفى أن تكون ادارته سعت للتفاوض مع إيران، لكن ترامب دأب على إطلاق التصريح ونقيضه في استراتيجية راوح فيها بين التهديد وترك الباب مواربا للحوار.
وتذهب بعض التحليلات إلى أن طهران ربما هي من طلبت من مسقط لعب دور الوسيط في الأزمة الحالية لإخماد التوتر حيث أن لا مصلحة لأي طرف في اندلاع حرب مدمرة في المنطقة.
وأشارت فضائية العالم الإيراني إلى أن بن علوي وصل البلاد عصر الاثنين لإجراء لقاءات مع كبار المسؤولين الإيرانيين في زيارة لم يعلن عنها مسبقا.
ووفق وكالة الأنباء العمانية، فإن بن علوي أجرى مباحثات مع وزير الخارجية الإيراني "تركزت حول العلاقات الثنائية والتطورات في المنطقة وآخر المستجدات على الساحة الدولية".

وتاتي الوساطة العمانية في ظل رغبة عراقية كذلك في لعب دور الوسيط في الازمة بين طهران وواشنطن حيث بحث العراق في خضم التوتر الأميركي الإيراني المتصاعد عن لعب دور وسيط في الأزمة الراهنة بفعل خصوصية علاقاته مع واشنطن وطهران حليفيه والخصمين في آن فيما يشكل في الوقت ذاته ساحة صراع على النفوذ بين إيران والولايات المتحدة.
وتسعى بغداد لتهدئة التوتر في جهد يأتي دعما على ما يبدو لجهود وساطة تقوم بها سلطنة التي قام وزير خارجيتها يوسف بن علوي بزيارة لطهران نقل خلالها رسالة أميركية للقيادة الإيرانية مفادها استعداد الولايات المتحدة للحرب وللحوار.
ويأتي التحرك العراقي وسط مخاوف من أن تحرك إيران أذرعها في المنطقة ومن ضمنها الميليشيات الشيعية العراقية الموالية لها ضد المصالح الأميركية.
وتشهد العلاقات الأميركية الإيرانية توترا كبيرا منذ قرار الرئيس ترامب قبل عام الانسحاب من الاتفاق النووي الدولي المبرم في 2015 ويهدف إلى الحد من البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع عقوبات عن طهران، ومنذ إعادة فرض العقوبات الاقتصادية الأميركية على إيران في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
ودعت إيران إلى إجراء حوار مع دول الخليج العربي؛ فيما حذّرت من أن أي صدام محتمل من شأنه أن يتجاوز المنطقة وأن يكون له تداعيات على الأمن والسلم العالميين.