عمر أبوالهيجاء يرى الضوء في معاقله

القارئ لقصائد عمر أبو الهيجاء يشتف اللغة المكثفة والإيقاع الذي يتوازى مع إيقاع الروح والحياة.
مرايا تعكس لوعة الغربة ومعنى قلق الفقد تجاه الحياة وعطش الحب وحنين الطفولة، مرورا بالشهداء ووطن المنفيين
قصيدة أبوالهيجاء مجبولة بالعرق والشهقات تتجادل مع روح معذبة

عمان ـ  ضمن إصدارات دار هبة للنشر والتوزيع، صدرت الطبعة الثانية من ديوان "معاقل الضوء" للزميل الشاعر والإعلامي عمر أبوالهيجاء، وجاء الديوان في 173 صفحة من القطع المتوسط، وكانت طبعته الأولى صدرت عن الينابيع في العام 1995 من القرن الماضي.
احتوى الديوان على مجموعة من قصائد التفعيلة وقصيدة النثر، والقصائد هي: "ما من أحد، أطياف في ذاكرة الرغبة، بياض العتمة، هواجس النار، لغة الطين، شهقة الريح، جرس اللوحات، ومحتشدا بوجهي، للصبر نشيد وأنت طائره، صلاة الغيم، ضجيج الكائن، ثلج أقل بياضا، صباحات منهوبة، شوك ثرثار، أنوثة الماء، عويل التراب، ساحة البدن، وهج الأختام، أقدام الشهوة، انكسارات المكان، بياض الأشياء، هي الأنثى، فاكهة الطلق، أرخبيل الروح، وشهوة المعنى".
وكتب الشاعر الفلسطيني الكبير الدكتور عز الدين المناصرة كلمة على الغلاف الأخير للديوان يقول: "قصيدة مجبولة بالعرق والشهقات تتجادل مع روح معذبة ، أما اللغة فطازجة تقهقه لتعلو وتهبط  نحو الأرض، عمر أبو الهيجاء شاعر من هذه الأرض بالذات يلملم العناصر المتناثرة في الغيم ويتعارك مع الكائنات".
والقارئ لقصائد الشاعر عمر أبو الهيجاء يشتف اللغة المكثفة والإيقاع الذي يتوازى مع إيقاع الروح والحياة، قصائده تطرح أسئلة عميقة، أسئلة اليومي وقلق الشاعر المحفورة في ذاكرته الخصبة والمرسومة بأحرف الروح وأختام القلب ومراياه التي تعكس لوعة الغربة ومعنى قلق الفقد تجاه الحياة وعطش الحب وحنين الطفولة، مرورا بالشهداء ووطن المنفيين.
عمر أبو الهيجاء شاعر يرى بياض الأشياء راسما في أرخبيل فاكهة الطلق في  انكسارات الروح والمكان.    
من أجواء الديوان ومن قصيدة "فصل ضرير" نقرأ: 

Poetry
يلملم العناصر المتناثرة في الغيم 

"وكيف لحزني المنغم أن ينبثق
 ويتلو وصايا الجسد
 وذاكرة الظل ودورة نبضي
 وسرّ دمي 
 كلام تفجر حتى الزبد
 وطيري
 خفافا
 يلم دخان الفصول الضريرة
 ضوضاء هذا البلد
 أشق طريقا تمدد سيفا
 فهامت به الروح
  وانتصبت في شرايين هذا المساء دما
 وعصفور قلبي بسقف الخليقة
 ينقر بوابة العتم حينا
 وحينا يواصل إنشاده
 لغيم تجدد".
والشاعر أبو الهيجاء خلال مشواره الشعري منذ مطلع الثمانينيات أصدر عشر مجموعات شعرية هي: خيول الدم، أصابع التراب، معاقل الضوء في طبعته الأولى، أقل مما أقول، قنص متواصل (في طبعتين في العام 2000، والثانية 2019 ضمن منشورات مكتبة الأسرة الأردنية)، يدك المعنى ويداي السؤال (في طبعتين الأولى 2001، والثانية ضمن منشورات مكتبة الاردنية 2016)، شجر اصطفاه الطير، أمشي ويتبعني الكلام (مختارات شعرية)، بلاغة الضحى، ويجرحني الناي، وديوان "وأقبل التراب" الفائز بجائزة الشاعر الراحل خالد محادين في عام 2019، والتي يمنحها مهرجان جرش بالتعاون مع رابطة الكتاب الأردنيين.