عملية دهس تهز ألمانيا بعد أيام من هجوم مسلح

حادث الدهس الذي أوقع 30 جريحا يأتي بعد أربعة أيام من هجوم مسلح نفذه يميني متطرف وتسبب في مقتل 9 أشخاص.
7 حالات حرجة من بين المصابين في حادث الدهس

هسن (ألمانيا) - أعلن متحدث باسم الشرطة الألمانية الاثنين إصابة "العشرات" بجروح حين دهست سيارة حشدا مشاركا في كرنفال بولاية هسن وسط ألمانيا.

وأكد رئيس إدارة الشرطة بمدينة فرانكفورت جيرهارد بيريسفيل، أن هجوم الدهس الذي استهدف المشاركين في المهرجان الشعبي بمدينة فولكمارسن بولاية هسن، أدى إلى إصابة 30 شخصا منهم سبعة إصابتهم جسيمة.

وقال المتحدث "هناك عشرات الجرح بعضهم مصاب بجروح خطيرة"، مؤكدة أن السائق البالغ من العمر 29 عاما تعمد دهس الحشد بسيارت ولكن ليست هناك دلائل على أنه ارتكب جريمته بدافع سياسي. وقالت الشرطة   لا تعتقد أن الهجوم كان إرهابيا بينما نعتقد أنه كان متعمدا".

ويشار إلى أن رئاسة الشرطة في فرانكفورت هي التي تشرف على فريق المحققين في الواقعة. وتنتشر معلومات متضاربة عما إذا كان ذلك اعتداء أم حادثا عرضيا.

وقال المتحدث "لا يمكن في الوقت الحاضر استبعاد وقوع اعتداء"، مؤكدا أنه تم توقيف سائق السيارة، مضيفا أنه "لا يمكن استجوابه في الوقت الحاضر".

من جهته أفاد متحدث باسم الشرطة لوكالة 'دي بي آ' أن التحقيق يتجه "نحو عمل متعمد" إنما "ليس اعتداء إرهابيا".

ويأتي الحادث بعد أربعة أيام من هجوم مسلح قتل فيه 9 أشخاص في مدينة هاناو غرب ألمانيا، ونفذه يميني متطرف بالغ من العمر 43 ويملك رخصة أسلحة نارية وعضوا في نادي السلاح. وانتحر منفذ الهجوم بعد ساعات من الحادثة.

كما أعادت حادثة الدهس إلى الأذهان عملية مماثلة نفذها التونسي أنيس العمري في ديسمبر/كانون الأول 2016. ودهس العمري بشاحنة حشداً من الناس في سوق عيد الميلاد في العاصمة برلين، مما أسفر عن مقتل اثنا عشر شخصاً على الأقل وإصابة خمسين آخرين، فيما اعتبرته الشرطة الألمانية عمل إرهابي.

وأعلنت الحكومة الألمانية الجمعة تحت وقع صدمة هجوم هاناو العنصري  تعزيز المراقبة الأمنية، خاصة حول المساجد لمواجهة تهديد اليمين المتطرف "المرتفع جدا".

وشهدت ألمانيا ثلاثة هجمات عنصرية ومعادية للسامية خلال تسعة أشهر، من اغتيال نائب داعم للمهاجرين إلى مذبحة هاناو مرورا بالهجوم الذي استهدف كنيسا يهوديا في مدينة هال في احتفال يوم الغفران.

وعززت الحكومة الألمانية الإجراءات القانونية في الأشهر الأخيرة، إذ فرضت التزامات جديدة على شبكات التواصل الاجتماعي للإبلاغ على المحتوى المثير للكراهية، وحماية النواب والنشطاء.

لكن يصعب على الحكومة مواجهة جميع التهديدات، خاصة تلك القادمة من أفراد منعزلين لا تعرفهم الشرطة ويحملون أسلحة مرخصة، ينفذون هجمات إرهابية بشكل مفاجئ.

ويرى محللون أن ألمانيا ملزمة بتشديد الإجراءات القانونية حول الأسلحة، وهو ما يعد تحديا في بلد مولع برياضة الرماية التي كان قاتل هاناو المفترض يمارسها.